حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
إبراهيم جبران، نجم كرة الطاولة، الذي يحلق بعيدا مع الألقاب والتوصيفات.
من داخل أسوار الإمبراطور شبت أظافر الطفل على المضرب وحققت عدة بطولات على مستوى الوطن, اليمن الزاخر بقائمة (طاولة) هي الأعلى، اسمها أهلي صنعاء.
مضى جبران الصغير إلى قطر لمواصلة المسيرة وخطف الألقاب والأضواء والقلوب مع مدربه شقيقه الأكبر فهد.
ومن بطولة إلى بطولة ومن لقب إلى لقب على المستويات الإقليمية والقارية والدولية, يسجل إبراهيم جبران نقطة أخرى من ذهب عنوانها "الأسطورة" القادم للطاولة اليمنية.
ملحق صحيفة "لا" الرياضي كان في ضيافة هذا النجم والبطل الزائر للعاصمة صنعاء استعدادا لتمثيل طاولة اليمن في بطولة غرب آسيا ودورة ألعاب التضامن الإسلامي, وأجرى معه هذا الحوار.

الاستعداد لغرب آسيا والتضامن
 كيف تجري الاستعدادات لبطولة غرب آسيا والتضامن الإسلامي؟
- حاليا بدأنا خوض معسكر مع المنتخب الوطني لكرة الطاولة، بدعم من الاتحاد العام واللجنة الأولمبية، ونتجهز لبطولة غرب آسيا ودورة ألعاب التضامن الآسيوي، ونحن نتجهز في معسكر صنعاء ونسأل الله التوفيق.
طبعاً، الفريق يضم تشكيلة رائعة من اللاعبين، ونتدرب على يد المدربين الكابتن هاني الحمادي والكابتن نبيل الذماري والكابتن نشوان محمد، وهذا وفق برنامج تدريبي، بمتابعة واهتمام من قيادة الاتحاد الدكتور عصام السنيني والأستاذ مطهر زبارة، ونحتاج الدعاء من أهالينا ومشجعينا لرفع اسم اليمن عاليا.

أخي السبب
 كيف جاء احترافك مع نادي قطر القطري؟
- احترفت مع نادي قطر القطري في العام 2017، عن طريق أخي وأبي ومدربي وتاج رأسي فهد جبران، الذي أسسني واهتم بي لأصل إلى هذا المستوى. والحمد لله، ذهبت عند شقيقي فهد مدرب نادي قطر ولعبت مع النادي القطري وانفتحت لي معهم في قطر فرص كثيرة.

تمثيل اليمن من قطر
 ماذا حققت مع نادي قطر؟
- حققت معهم بطولة الدوري لكرة الطاولة، ومنذ التحاقي بنادي قطر وحتى اليوم وأنا أحقق المركز الأول. ومن قطر سأذهب في رحلة عالمية للعب باسم اليمن.

الأول آسيوياً والثاني عالمياً
 وفي رحلتك نحو العالمية أيضاً حققت ألقابا لليمن؟
- الحمد لله حققت بطولتي كأس العرب في الأردن، وجئت ثانيا على مستوى العالم في بطولة القارات فرقيا مع منتخب أمانة العاصمة صنعاء، وحققت ألقابا أخرى في البطولات المفتوحة: الثالث في العراق، والثاني في عمان، والأول في البحرين، وحققت بطولات كذلك في إسبانيا وبطولة العالم مع فريق الأمل، والمركز الأول في غرب آسيا، كما نلت الأول على آسيا.

عضو في الاتحاد الدولي
 حدثنا عن مشاركتك مع منتخب الأمل العالمي الذي يتم اختياره من الاتحاد الدولي لكرة الطاولة؟
- سأحدثك في البداية عن منتخب الأمل العالمي، البرامج والاستعدادات. بداية كنت مع اليمن في بطولة غرب آسيا، وهناك كانت عملية تصفية اللاعبين وانتقائهم، وأنا طبعا أحرزت المركز الأول، وانتقلت إلى بطولة آسيا، وهو تجمع من غرب ووسط وشرق آسيا، وحققت في هذا التجمع المركز الثالث، بعدها خسرت النهائي، وجئت في المركز الثاني. ومنها انتقلت إلى العالمية وأحرزت المركز الثالث في كأس مدريد بإسبانيا والحمد لله. وبعد بطولة العالم دخلت في فريق الاتحاد الدولي (فريق الأمل) وشاركت معه عامين متواصلين، لأن الفريق كان قويا، ومكونا مني اليمني إبراهيم جبران ولاعب روماني ولاعب سنغافوري ولاعب إسباني.
في أول مشاركة مع منتخب الأمل العالمي حققنا المركز الخامس لفئة تحت 15 سنة، والعام التالي وصلنا للنهائي وخسرنا من منتخب آسيا ونلنا الميدالية الفضية.

أعلى المراتب
 وصلت للمركز 12 عالمياً للناشئين، ماهو  تصنيفك الدولي اليوم؟
- آخر تصنيف لي في المركز 37 عالميا تحت 17 سنة. لم أشارك مؤخرا في بطولات، نتيجة انشغالي بالاختبارات العلمية. والآن عدت للمشاركات وإن شاء الله أتقدم في التصنيف العالمي إلى مستوى أفضل.

مواءمة بين الرياضة والدراسة
 إلى أين وصلت في المستوى الدراسي؟ وكيف توفق بين تحصيلك العلمي واحترافك للرياضة؟
- أكملت اختبارات ثالث ثانوي في دولة قطر مؤخرا، والدراسة لها وقت والرياضة لها وقت عندي، على مدار الساعة.

اليمني أفضل من القطري
 ما هي الفروق بين كرة الطاولة في قطر وفي اليمن؟
- قطر أكثر تطورا؛ لكنك لا تقدر أن تحكم من مستوى اللاعب والإمكانيات، لا بد من العزيمة والإرادة، فالإنسان مخير، وإذا أراد أن يكون لاعبا كبيرا لا بد أن يتعب. أنا طلعت من اليمن إلى قطر وكان مستواي عاليا وحققت الفوز عليهم في كل المباريات، رغم أن اللاعب اليمني ظروفه وإمكانياته المعيشية أقل بكثير من القطري؛ لكن عزيمتي وإرادتي وحبي للعبة كانت تفوق أي تصور. وعندما ذهبت إلى قطر ساعدتني إمكانياتي واستغللت كل الفرص.

الاحتراف في ألمانيا
 هل تفكر في الاحتراف عالمياً؟
- أكيد، وأفكر في الاحتراف في ألمانيا.
 لماذا ألمانيا؟
- أوروبا بشكل عام متطورة في كرة الطاولة؛ ولكن ألمانيا متميزة بشكل مذهل، وهي الأفضل عالميا بعد الصين.

مسايرة الأجيال
 كيف جاءت بدايتك مع أهلي صنعاء؟
- بدأت الطاولة مع أهلي صنعاء وأنا صغير جدا، وكنت أصغر لاعب في الفريق. طبعا تدربت مع الكباتن هاني حمادي ونبيل الذماري ونشوان محمد، وأيضا الكابتن عادل جعرة ربنا يرحمه، ومشيت معهم من مستوى إلى مستوى ومن جيل إلى جيل.



قلعة البطولات
 كم حققت بطولات مع أهلي صنعاء؟
- حققت كأس وبطولة الجمهورية، وكلها فردي ناشئين، وكنت ألعب في فئة الناشئين وأنا ما زلت في فئة البراعم. كنا نصل دائما مع فريق أهلي صنعاء لكل نهائيات البطولات، وهذا ليس غريبا على أهلي صنعاء، فهو قلعة البطولات وإمبراطور الرياضة اليمنية.
هل مازال الأهلي في قلب إبراهيم جبران؟
- أهلي صنعاء هو الذي رعاني وأعدني منذ كنت صغيرا، الأهلي في قلبي حتى في تواجدي خارج الوطن، عندما أسمع اسم أي نادٍ أتذكر أهلي صنعاء. شقيقي فهد كان لاعبا في أهلي صنعاء، وهو من حفزني.

انفراد بفريق نسائي
 نرى اليوم أثناء قدومنا لإجراء الحوار معك أطفالا، ذكورا وإناثا، يتدربون كرة الطاولة في ورشة نشطة هي أهلي صنعاء...؟
- صحيح، حتى الأمر كان مدهشا وأثار إعجابي. أذكر قبل سفري أن الفتيات كن يتدربن ويمثلن اتحاد المرأة. واليوم أجد هنا في نادي أهلي صنعاء فريق فتيات في كرة الطاولة، وأعتقد أن الأهلي ينفرد بهذا الأمر على بقية الأندية الرياضية في الوطن. المرأة من حقها أن تمارس الرياضة وتحقق لوطنها المجد والشرف كالرجل.

بذرتي الأولى
 هل ما زلت على تواصل مع فريقك وجيلك في الطاولة؟
- منذ سفري وأنا على تواصل مع أصدقائي وزملائي اللاعبين، سواء بالتراسل أو بالاتصال. جيلي من فريق طاولة أهلي صنعاء كانوا الأفضل وأخذتهم مشاغل الدراسة والعمل. واليوم أنا هنا بينهم في صنعاء، وكانت فرحتهم بقدومي كبيرة باللقاء والاتصال والتراسل.
كيف وجدت صنعاء؟
- هذه أول زيارة لي إلى الوطن منذ ذهابي إلى قطر العام 2017. هذه بلادي. صحيح أن الأوضاع الاقتصادية صعبة من زمان؛ لكن وجدت الناس تعمل والبركة موجودة. وفي الأخير لا نقول إلا: ربنا يصلح الشأن ويحفظ اليمن.

أمل 30 مليونا
 هل تعدنا بتحقيق بطولة غرب آسيا والتضامن الإسلامي القادمتين؟
- أتطلع لتحقيق المستوى الكامل، وما جاء من الله حيا به. أنا أمثل اليمن و30 مليونا يأملون أن أصنع لهم الإنجاز وأحقق لهم الفرح. عندما حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم بطولة غرب آسيا كان عندنا كيمنيين وغير يمنيين في قطر عيداً، حتى أني سجدت لله يوم رأيتهم يرفعون الكأس. 

نعم مظلومة
 هل كرة الطاولة اليمنية مظلومة؟
- مظلومة كحال بقية الألعاب الأخرى، الأنشطة والصالات، ليس من قبل الاتحاد العام، بل على العكس، الاتحاد يعمل ويبذل ما بوسعه. الناس ستعتاد على اللعبة وربك يوفق. صحيح أني قادم من دولة وضعها أفضل من بلدنا؛ ولكني لم أخف أو أيأس، بل ذهبت هناك للتمرن صباحا ومساء.
من مثلك الأعلى في الطاولة؟
- شقيقي فهد جبران، مدربي ومدرب كرة الطاولة بنادي قطر، هو مثلي الأعلى في الرياضة وفي الحياة، ومعجب بالطاولة الصينية وآخذ من الأفضل ما يفيدني ويطورني.

لكل مجتهد نصيب
 هل من مواقف أثرت فيك؟
- كل بطولة نلتها كانت الأكثر فرحا، وكل سفر له حكاية وقصة في وجداني. أحزن إذا خسرت بطولة؛ لكن أقابل الحزن بالعمل والاجتهاد ومعالجة الغلط للظفر ببطولة جديدة. هناك فوز وخسارة في حسابات اللعبة. نندم ونفرح، وبعض المباريات أفوز فيها ولم أتوقع الفوز، ومباريات أخسرها وأنا متوقع أن أفوز فيها. وربك يعطي كل مجتهد نصيبا.
 رسالة تحب توصيلها...؟
- إلى كافة اللاعبين في الوطن: مهما تكالبت الظروف الصعبة عليكم ألا تتوقفوا عن اللعب وتطوير أنفسكم. ابتعدوا عن القات، لأنه خراب عليكم وعلى عائلاتكم. انتبهوا لأنفسكم ولصحتكم بالرياضة. اتعبوا قليلا واجتهدوا وستكون الفرحة تملأ قلوبكم مدى ما حييتم وستسعدون أبناء وطنكم بما تحققونه من بطولات. وربنا يوفقكم، وهذا دعاء أحببت أن أسمعه وأنا صغير وفي بدايتي.
 وكلمة أخيرة كابتن إبراهيم...؟
- أشكر ملحق "لا الرياضي" على الحوار والاهتمام بكرة الطاولة. وأسأل الله أن يوفق العباد ويحفظ اليمن من كل شر.


بطـل العرب الكابــتن أحمـد زايـد:إبراهيم جبران نجم مضيء في كرة الطاولة سيكون له مستقبل مشرق

بطل العرب في عالم اللعبة الأنيقة النجم الكبير الكابتن أحمد زايد يشارك الملحق الرياضي لصحيفة "لا" احتفاءها بنجم كرة الطاولة اليمنية إبراهيم جبران، ويقول عنه:
"بصراحة النجم إبراهيم جبران من المواهب والنجوم المتميزين في كرة الطاولة. وخلال متابعتي المستمرة للبطولات والمسابقات وجدت مجموعة من النجوم والمواهب من الناشئين والشباب. وبالنسبة للاعبنا المميز إبراهيم جبران فإني أتوقع له نجومية عربية ودولية بشرط استمراريته في تطوير قدراته ومهاراته الفردية ومتابعة كل جديد في عالم كرة الطاولة وقوانينها ونظام بطولاتها ومسابقاتها، ليكون نجماً مضيئاً في اللعبة.
وأوجه رسالتي إلى الاتحاد العام لكرة الطاولة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب للاهتمام بالمواهب الرياضية، وأن فالرياضة اليمنية تمتلك مواهب واعدة تستحق كل الدعم والرعاية لتشريف الوطن".
وأشاد بطل العرب بمشوار النجم القادم للأضواء بقوة ابراهيم جبران مع الأندية والمنتخبات الوطنية وفي مشواره الاحترافي بدولة قطر، خصوصا وأنه من أسرة رياضية هو وإخوته، متوقعا له مستقبلاً مميزاً في إحراز البطولات، والأهم أن يكون قدوة للاعبين في سلوكه وتطوير مستواه ومهاراته لتمثيل الرياضة اليمنية.