«لا» 21 السياسي -
كتب المرتزق ياسين سعيد نعمان عما سماه «ثورة في علم الأنساب»، متحدثاً عن فحوصات الـDNA ونتائجها بشأن الأصول الإنثروبولجية وأن النتيجة النهائية أن الإنسان المعاصر هو خلاصة اختلاط مجموعة متنوعة من الأجناس والأعراق.
اليساري المزيف يجادل في أمر ظل يكفر به تماماً ويرفض الاعتراف به نهائياً، وهاهو اليوم يخوض فيه، لا لشيء سوى أن أحدهم أرسل إليه بموضوع نشر قبل سنوات في الصحافة الشعبية البريطانية الصفراء نقلاً عن صحيفة مغربية نكرة ويتحدث عن صلة الملكة إليزابيث الثانية بالنسب النبوي الشريف، وماعدا التنظير «الياسوني» الفاشل لحركة الأقيال العرقية المتطرفة.
لا أدري لماذا تذكرت -وأنا أقرأ بعضا مما قال نعمان- موضوعاً نشر قبل سنوات في الصحافة اليمنية يتناول أمر مجموعة من الجواسيس الصهاينة الذين تم دسهم ثم نشرهم في بعض مفاصل الدولة اليمنية خلال ستينيات القرن الماضي، وهم الجواسيس الذين تعود أصولهم إلى يهود اليمن المستوطنين لفلسطين، والذين (أي الجواسيس) أيضاً تم فصلهم عن أسرهم بُعيد ولادتهم مباشرة ثم تم تنشئتهم وفقاً لمعايير صهيونية خاصة وإعدادهم لمهام خاصة أيضاً، كأن يكونوا ضمن النخب الحاكمة سلطة ومعارضة كما فعلوا في اليمن.
ولهؤلاء قصة تم الكشف عنها مؤخراً، ويمكننا إيجازها في التالي:
بين العام 1945 والعام 1948 وصل إلى فلسطين أكثر من 50 ألف يهودي من اليمن، وتعرض أطفال هؤلاء لمحاولات مختلفة من الخطف أو التبني غير القانوني ليكونوا جزءاً من تأسيس «الدولة» الصهيونية.
كان الهدف المزعوم من نقل الأطفال الرضع حديثي الولادة والأطفال الصغار من تلك التجمعات هو المحافظة على صحتهم؛ إلا أنه لم يُسمح لوالديهم بمرافقتهم، ليأتي المسؤولون فيما بعد حاملين خبر موت الأطفال في المستشفى.
ذكرت لجنة التحقيق الدولية التي عينت لبحث قضية اختفاء أطفال يمنيين أنه في حالات كثيرة فإن «الإحالة للمحكمة على ما يبدو كان يتم بعد قضاء الأطفال المتبنين فترة لا بأس بها عند العائلة المتبنية»، والتي كانت كافية ليكون للطفل سجلات جديدة ووثائق هوية كاملة تثبت انتماءه لعائلته الجديدة، ومدة كافية لكي يشعر بأنهم أهله الحقيقيون.
عام 1999 تشكلت لجنة للتحقيق في الأمر، واكتشفت أن ما يقرب من 5000 طفل مختطف من مهاجرين يهود شرقيين. ووجدت اللجنة آلاف الشهادات المدرجة على خلفية عملية التبني غير الشرعية أو الخطف والسرقة في سياق آخر.
ابتداءً من عام 2014، بادر نشطاء شرقيون إلى إحياء الذكرى ورفع الوعي باختطاف أولاد اليمن.
كانت تلك جريمة في حق آلاف العائلات المهاجرة، الذين لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم حتى الآن. وهي حادثة من تاريخ قيام «إسرائيل» السري الأسود، اختفى جراءها 5800 طفل يهودي يمني، بيع بعضهم لعائلات يهودية هاجرت إلى فلسطين المحتلة، وبيع الآخر ليهود أمريكان مقابل 5000 دولار للطفل، كما صرح فيلم وثائقي عُرض على التليفزيون الصهيوني حديثاً، وهذا يعني اختفاء طفل من بين ثمانية أطفال مهاجرين.
ختاماً: هل خضع ياسين سعيد نعمان لفحص الـDNA؟! وإن فعل فما هي النتيجة؟!