تشعر السعودية بخيبة أمل مع عدم تجديد وقف إطلاق النار (الذي دام 6 أشهر) في اليمن التي أصبحت مستنقعا مكلفا للرياض على المستوى التشغيلي والاستراتيجي.
كما أن هذه الخطوة تضر إدارة بايدن قبل الانتخابات النصفية للكونجرس، حيث جعلت الإدارة إنهاء الحرب أولوية قصوى لها.
أما الحوثيون فيبدو أنهم الطرف الوحيد المستفيد من عدم تجديد الهدنة، حيث يظهر ذلك أنهم يتحكمون بمسار الأزمة على الأرض.
استعرض الحوثيون قدراتهم العسكرية في عرض عسكري كبير أواخر الشهر الماضي احتفالاً بذكرى دخولهم صنعاء قبل 8 سنوات، وشمل العرض مركبات مدرعة وقذائف هاون ومدفعية، وكان أبرز ما في الأمر طائرات الهليوكوبتر التي أسقطت الشوكولاتة والزبيب على الحشد.
وألقى زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، كلمة قال فيها إن جميع المعدات صنعت في اليمن، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي استخدمت لضرب أهداف في السعودية والإمارات.
ويعادي الحوثيون أمريكا بشدة ولا يثقون في أن واشنطن ستكون محاوراً عادلاً بالنظر إلى الدعم الأمريكي الراسخ للسعوديين دبلوماسياً وعسكرياً، وقد عززت مصافحة الرئيس جو بايدن لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة كراهيتهم للولايات المتحدة.
وإذا تم استئناف القتال على نطاق واسع، فإن ولي العهد محمد بن سلمان -رئيس الوزراء السعودي الآن- سيكون الخاسر الأكبر.
وسيصبح محمد بن سلمان الآن عالقاً بشكل أكبر في حرب لا يستطيع الانتصار فيها، ما يترك المدن السعودية معرضة للهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة. والأسوأ من ذلك، أنه إذا استأنف السعوديون الضربات الجوية في الشمال، فهناك احتمال كبير أن يقع ضحايا مدنيون، ما سيزيد الضرر بالصورة العامة السيئة بالفعل للمملكة.
لسوء الحظ، ليس للولايات المتحدة أي نفوذ على الحوثيين. كما أن هدف بايدن، المتمثل في إنهاء الحرب، قد يكون بعيد المنال، وليس لديه خيارات جيدة للعودة إلى وقف إطلاق النار. الأمل الوحيد الآن هو الضغط الدولي، وإلا فإن معاناة الشعب اليمني ستتفاقم.

بروس ريدل 
 «ريسبونسبل ستيتكرافت»