تقرير / لا ميديا -
توقع مراقبون وقوع انفراجة بإنهاء العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على اليمن منذ نحو ثمان سنوات، وخصوصا مع زيارة الوفد السعودي الأربعاء الماضي الى العاصمة صنعاء، التي جاءت على وقع تهديدات للقيادة السياسية والثورية في صنعاء لدول العدوان من مغبة عدم الموافقة على شروطها في تمديد الهدنة الأممية التي انتهت في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وتتمثل مطالب صنعاء لدول العدوان بصرف رواتب جميع الموظفين مدنيين وعسكريين ورفع الحصار والعدوان وإعمار اليمن.
وقال مراقبون إن وجود فرق تفاوضية تبادلية بين صنعاء والرياض وإن وصفت بأنها وفود إنسانية لتبادل الأسرى فقط، إلا أن هذه الزيارات تشمل أيضا مناقشة ملفات أخرى إلى جانب تبادل الأسرى، تشمل انسحاب قوات الاحتلال السعودية من اليمن وإنهاء العدوان.
واستبعد المراقبون أن تكون زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء والتي تعد للمرة الأولى منذ انطلاق العدوان في العام 2014، لغرض تبادل الأسرى فقط مشيرين الى أن جميع تصريحات المبعوث الأممي لليمن كانت حول تمديد الهدنة ولم تتناول ملف الأسرى وفجأة أصبح الملف هو القضية الرئيسة للنقاش بين صنعاء والرياض ودون مشاركة الصليب الأحمر الدولي.
واعتبر مراقبون زيارة الوفد السعودي إقرار بشرعية صنعاء ونهاية لشرعية الفنادق.
وأكدوا أن تطور الصراع في أوكرانيا دفع بالولايات المتحدة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط لضمان تدفق النفط وثبات أسعاره، مشيرين الى أن قضية حدود لبنان البحرية وما تحتويه من ثروات تم حلها بشكل أسرع من المتوقع إضافة الى تقدم المباحثات بشأن الملف النووي لطهران وكذلك إعلان تمديد الهدنة ووقف إطلاق نار دائم تمهيدا لطرح الحل النهائي في اليمن.
يشار إلى أن هذه الزيارات المتبادلة بين صنعاء والرياض في ظل مساع إقليمية ودولية تعمل على تجديد وتوسيع الهدنة، وهو ما أشار إليه المبعوث الأممي الى اليمن هانس جروندبرغ خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي أمس .

وفد سعودي في صنعاء
في السياق قال رئيس اللجنة الوطنية اليمنية لشؤون الأسرى، عبدالقادر المرتضى، أمس  إنه تم استقبال وفد فني سعودي في صنعاء للاطلاع على أحوال أسراهم.
وأضاف المرتضى: «استقبلنا وفداً فنياً سعودياً، والهدف من زيارتهم هو الاطلاع على أحوال أسراهم التابعين لهم، الموجودين لدينا، وأيضاً مطابقة الأسماء في الواقع، والتأكد منها والتمهيد لإجراء عملية تبادل -إن شاء الله- في المستقبل القريب، وهو حسب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مارس المنصرم عبر الأمم المتحدة».
وعبّر عن الأمل في أن تكون هذه الزيارات المتبادلة بوابة للوصول إلى حل شامل لهذا الملف الإنساني.
وأضاف المرتضى: «ودّعنا بالأمس فريقا فنيا من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى قام بزيارة إلى سجون السعودية للاطلاع على أحوال أسرانا الموجودين لديهم، وكذلك مباينة الأسماء ومطابقتها مع الواقع من داخل السجون، والاطلاع على أحوال الأسرى والاطمئنان عليهم، ونامل أن تكون هذه الزيارة بداية لانفراجة كاملة في ملف الأسرى».
فيما قال رئيس الفريق السعودي الزائر سالم الحربي: «أشكركم -باسمي ونيابة عن زملائي- على حسن المعاملة مع أسرانا، ونشكركم على حسن الاستقبال والضيافة، وهذا غير مستغرب منكم فأنتم أهل الكرم، وزملاؤكم الذين وصلوا للمملكة هم إخواننا وأهلنا، ومكانهم فوق الرأس».

حكومة الفنادق تشكو إقصاءها
في المقابل أعلنت حكومة الفنادق إقصاءها من المحادثات الجارية بين الرياض وصنعاء.
وقال مصدر في حكومة الفنادق لقناة «بلقيس» الخونجية إن حكومة الفنادق ليست على علم بتبادل الوفود بين صنعاء والرياض.
وأكد المصدر عدم وجود أي تنسيق بين حكومة الفنادق وتحالف العدوان بهذا الشأن، مشيرا إلى أن اتفاق عمان لم ينص على أي زيارات، وكان مجرد مقترح لم يتم التوافق عليه.

عبدالسلام:  السلام غير مستحيل لو تخلت دول العدوان عن عقليتها الاستعلائية
بدوره أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن الهدنة انتهت ولم تمدد بسبب تعنت دول العدوان أمام الحقوق الإنسانية والطبيعية للشعب اليمني.
وأوضح عبدالسلام، في تغريدة له اليوم على «تويتر» أن من حقوق الشعب اليمني فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، بدون أي عوائق والاستفادة من ثرواته النفطية والغازية لصالح مرتبات كافة الموظفين اليمنيين.
ولفت رئيس الوفد الوطني، إلى أن السلام في اليمن غير مستحيل لو تخلت دول العدوان عن عقليتها الاستعلائية، وقدمت مصالحها الوطنية والقومية على مصالح أمريكا وبريطانيا المستفيدتين من استمرار العدوان والحصار على اليمن.

تغريدة لأبو أحمد توحي بانفراجة
من جانبه نشر عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي، تغريدة توحي برضوخ قوى العدوان لمطالب صنعاء في موافقتها على تمديد الهدنة.
وكتب أبو أحمد على حسابه في تويتر آية قرآنية تقول «سلام عليكم بما صبرتم.. فنعم عقبى الدار».
واعتبر ناشطون هذه التغريدة توحي بقرب الانفراج وقبول تحالف العدوان بشروط صنعاء، وعلى رأسها دفع رواتب جميع الموظفين.