بعد يوم الجمعة ليس كما قبله. من الآن فصاعدا ستفكر سفن العدوان والاحتلال ألف مرة قبل أن تقدم على سرقة النفط اليمني بالتواطؤ مع سلطات الارتزاق في المحافظات المحتلة. نفذ الجيش اليمني تهديداته التي لم يأخذها المحتل بعين الاعتبار، فكانت الضربة مفاجئة، بل مرعبة. هكذا يقول خبراء عسكريون، وهكذا تقول لغة الواقع بأن اليمنيين لن يسمحوا بسرقة وتهريب نفطهم وثرواتهم.

عملية نوعية كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية في ميناء الضبة النفطي الاستراتيجي والهام في محافظة حضرموت المحتلة. كانت العملية مفاجئة بحيث لم يفق المحتل السعودي والإماراتي ولا مرتزقة الاحتلال من الصدمة بعد. مع أن الضربات مازالت تحذيرية لا أكثر.
كان ميناء الضبة يستعد لتهريب مليوني برميل من النفط الخام، وذلك عبر السفينة العملاقة NISSOS التي كانت بدورها تستعد للرسو في الميناء، فأسقطت الضربة كل السيناريوهات.
ثلاث طائرات مسيرة استهدفت محيط الميناء والمرسى المفترض لوصول السفينة النفطية العملاقة، والتي عادت أدراجها من حيث أتت دون أن تتمكن من تهريب شحنة النفط الخام.
طائرة مسيرة أخرى انفجرت في البحر، وسط معلومات عن تواجد غواصة نووية لقوات البحرية الأمريكية في بحر العرب قبالة سواحل محافظة حضرموت.
نفذت القوات المسلحة تهديداتها بشأن منع نهب الثروة اليمنية، وأشعلت محيط ميناء الضبة النفطي الواقع قرب المكلا بضربات أسفرت عن عدة انفجارات وحرائق في المنطقة.
ويأتي الاستهداف الذي كان تحذيريا فقط، بالتزامن مع اقتراب سفينة شحن نفطية كانت تهم بتحميل مليوني برميل من نفط حضرموت.
ويبدو أن صنعاء أرادت توجيه تحذير فقط بهذا الاستهداف الذي لم يتأثر به الميناء كون المنطقة المستهدفة خالية.
لعل السفينة NISSOS استوعبت الدرس جيدا قبل قوات الاحتلال ومرتزقتها، فغادرت سريعا لا تلوي على شيء. سفن أخرى ستفكر ألف مرة من الآن فصاعدا قبل أن تقدم على نهب النفط اليمني وتهريبه. الشركات كذلك ستأخذ تلك العملية التحذيرية على محمل الجد.
في تصريح متلفز، اعترف المرتزق مبخوت بن ماضي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لحضرموت، أن مجرد التهديد الذي أطلقته القوات المسلحة باستهداف أي سفينة أو منشأة تقوم بتهريب النفط اليمني كان له تداعيات سابقة، إذ كان هناك تهديدات من قبل القوات المسلحة لوزارة النقل اليونانية التي بدورها عكست تلك التهديدات لمالكي السفينة، التي كان من المقرر لها أن تصل إلى الميناء قبل أسبوع.
واعترف بن ماضي أنه فور تعرض الميناء للهجوم، تم «إبعاد السفينة إلى خارج الميناء، كما تم إيقاف ضخ النفط الخام من شركة بترومسيلة إلى الميناء، كما تم إبعاد الكثير من العمال من الميناء، وجار العمل على إحداث ترتيبات أمنية لدخول السفينة واستئناف عمل شحن النفط”.
بن ماضي حاول قدر ما أمكنه التقليل من العملية بالزعم بأنه تم إسقاط طائرتين مسيرتين، لكنه لم يأت على ذكر سبب الانفجارات التي شهدها محيط ميناء الضبة، ولا سبب الهلع والارتباك اللذين بدوا عليه.
ويرى خبراء عسكريون أن الارتباك الذي كان باديا على بن ماضي وقد أجبر على التصريح المتلفز يدل على أن العملية كانت نوعية ومفاجئة، وأن بن ماضي لم يكن لديه المعلومات الكافية حول العملية باستثناء ما اعترف به من تداعيات التهديدات ووقف ضخ النفط إلى الميناء من قبل شرركة بترومسيلة.
ويؤكد المراقبون أنه إذا كانت تداعيات التهديدات قد سبقت العملية بأسابيع بحسب اعتراف بن ماضي، وأدت إلى تأخير وصول السفينة NISSOS أسبوعا كاملا، فإنه لا تلك السفينة ولا وزارة النقل اليونانية ستفكر بعد الآن بالعودة مهما كانت الضمانات التي يطرحها المحتل وأدواته.
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، أعلن بدوره، تنفيذ قواتنا المسلحة ضربة تحذيرية بسيطة وذلك لمنع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة.
بدوره، أعلن الحراك الجنوبي بقيادة حسن باعوم تأييده للعملية واستخدام القوات المسلحة اليمنية القوة لمنع تهريب النفط في إشارة إلى قصف ميناء الضبة.
وقال القيادي في الحراك الجنوبي إياد الردفاني إنه يؤيد تأييدا مطلقا استخدام القوة لمنع تهريب النفط، لأن الشعب لا يستفيد مطلقا من عائداته وتذهب إلى جيوب الفاسدين.
وأضاف الردفاني: «بقاء الثروة في جوف الأرض أفضل من تصديرها للخارج دون أن تعود على الشعب بالنفع».