حاوره: عمار الأسودي / لا ميديا -
يحمل على عاتقه هموم الرياضة في الحديدة، المدينة التي ولد وترعرع على ضفاف شطآنها، ولماذا لا؟! فالرجل ابن كرة القدم، لعب مع الفريق الأول لنادي أهلي الحديدة خلال الثمانينيات، الحقبة الذهبية لفريق الزرانيق، واليوم يعود إلى هذه القلعة التليدة من بوابة الإدارة.
يُعرف برجل الفعاليات وصديق الرياضيين، ويتبوأ مناصب عسكرية في عهد الصمود اليمني.
صحيفة "لا" التقت اللواء محمد علي القادري، قائد الدفاع الساحلي، مدير كلية البحرية، أمين عام نادي أهلي الحديدة، وأجرت معه حوارا صحفيا هو الأول له في المجال الرياضي.

 في البداية نرحب بك في هذا الحوار... ونريد نبذة بسيطة عنك للقارئ والمتابعين!
- مرحبا بك وبصحيفة "لا"، صحيفة الصمود وطلقة الكلمات في وجه العدوان، والتي يرأسها مناضل وكاتب وشاعر كبير هو الأستاذ صلاح الدكاك.
اللواء الركن محمد علي القادري، من مواليد 1970، بمديرية الميناء محافظة الحديدة.
درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس أبوبكر وعمر بن عبدالعزيز والإمام علي بن أبي طالب.
متزوج ولديَّ 10 أبناء (5 ذكور و5 أناث) وكلهم ولله الحمد بصحة وعافية.
لعبت لفريق كرة القدم الأول بنادي أهلي الحديدة خلال الأعوام 1985 و1986 و1987 و1988. وفي العام 1988 التحقت بالكلية البحرية، وبعد تخرجي فيها مارست الرياضة في الجانبين العسكري والمدني حتى العام 1995.

 تواجدك حاليا في منصب أمين عام نادي أهلي الحديدة، هل سيثمر حراكا رياضيا في نادي الزرانيق؟
- بإذن الله سنعمل لنهضة أهلي الحديدة. النادي كان مغلقا، لمدة سبع سنوات، من قبل الإدارة السابقة، وعندما جاءت الإدارة الحالية كان الأهلي عبارة عن أكوام من القمامة، فقامت بافتتاحه وإعادة تأهيله وإعادة الكثير من ألعابه، وأيضا إعادة لاعبيه الذين كانوا قد التحقوا بأندية أخرى وأندية الحواري.
الآن عادت الحياة للأهلي، وخلال رمضان المقبل سنعقد عدة بطولات في الشطرنج وتنس الطاولة والكرة الطائرة وألعاب القوى وسنحيي الكثير من الألعاب خلال الأشهر القادمة.
أهلي الحديدة النادي الساحلي العريق، قلعة الكؤوس وأقدم نادٍ رياضي على مستوى شمال الوطن، تأسس في العام 1950. هذا النادي تربينا وترعرعنا داخله، وله أفضال كبيرة علينا نحن أبناءه. ورجوعي للأهلي كأمين عام هو لمحبتي لهذا النادي، ولنجومه وألعابه، ومنها لعبة كرة القدم.
الأهلي قدم للمنتخبات الوطنية عطاء ونجوما في مختلف الألعاب خدموا الجمهورية في جميع المحافل الرياضية الداخلية والخارجية. وهناك أسماء كبيرة، مثل الكباتن محمد بشير وشنب حمادي وأحمد غالب والمرحوم أنور عديني... والكثير من النجوم والأسماء الكبيرة، وبإذن الله سنعمل لنهضة النادي، ولن يكون تركيزنا فقط على الأهلي، بل سنركز على رياضة محافظة الحديدة بشكل عام، وبالتعاون مع الأخ محمد عياش قحيم، محافظ الحديدة رئيس المجلس المحلي، ومع الإخوة المسؤولين، كقائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء يوسف المداني، وجميع القيادات في المحافظة.

 كيف ترون مستوى الدعم والاهتمام من قبل السلطة المحلية برئاسة اللواء محمد عياش قحيم؟
- محمد عياش قحيم رجل المرحلة، محافظ نادر ورجل الشارع من دون أن نزايد عليه، رجل يدعم الرياضيين وغير الرياضيين، متواجد في كل الفعاليات والأنشطة الرياضية، متعاون ومهتم وداعم، منذ بدأنا بتدشين تكريم كبار نجوم الرياضة اليمنية من أبناء تهامة كان متواجدا معنا، أيضا في افتتاح بطولات الشهيد الصماد وغيرها من البطولات يكون في المقدمة. وهذا ليس غريبا على المحافظ قحيم، فهو ابن الحديدة المخلص، وشخصية رياضية في المقام الأول، فهو خريج كلية التربية البدنية، وبصراحة الأستاذ محمد رجل لا يعوض.

 نسمع أنكم كشخصيات قيادية شكلتم خارطة إعادة انتشار لرياضة محافظة الحديدة؟
- نحن الآن بصدد تشكيل هيئة رياضية للمحافظة، لكي تتبنى عملية البناء والإعمار الرياضي لهذه المحافظة المظلومة بقلة منشآتها الرياضية، نتيجة لتوجهات النظام السابق، وما لحق بها من حصار وعدوان غاشم. واليوم نعمل على متابعة وإنشاء بعض الملاعب وتجهيز الصالات الرياضية. وهناك مشاركة من الأخ عماد البرعي، مدير مكتب الشباب والرياضة، في تنشيط الرياضة في المحافظة، بدعم من السلطة المحلية، وبالتعاون مع الرياضيين والخبراء في التصميم والإعداد والتجهيز.
مؤخرا قمنا بافتتاح نادي الهلال، وأعدنا الأنشطة والألعاب إلى الأهلي، إلى جانب تواجد نادي شباب الجيل، الذي فتحت أبوابه لرياضة الحديدة منذ اندحار مرتزقة العدوان من أطراف المدينة، وتم إقامة الأنشطة على مستوى الحواري والأندية في كرة القدم والكرة الطائرة والسلة وتنس الطاولة وألعاب القوى والتايكواندو وغيرها من الألعاب، وإن شاء الله ستشهد محافظة الحديدة نهضة رياضية في جميع المجالات.

 نراك حاضرا على الدوام في أنشطة المحافظة الرياضية وداعما لنجومها السابقين والحاليين...؟
- لحبي الشديد للرياضة، ولحبي لهذه المحافظة، وحتى تكون هناك إيجابيات، أي مسؤول لا بد أن يكون متواجدا مع أبنائه وإخوته الرياضيين، لكي يكون محفزا وداعما لهم بتواجده معهم. لا أخفيك أن بعض الرياضيين محبَطون تماما، بسبب قلة الدعم المالي والظروف القاسية التي مرت عليهم. هناك نجوم كبار موجودون أمامنا، في كل الأماكن، لا يجدون قوت يومهم. ومن المخجل لنا كمسؤولين في الحديدة واليمن أن نترك هؤلاء القادة العظماء في المجال الرياضي لهذا المصير. بإذن الله في المرحلة القادمة القريبة سنعمل على سد احتياجاتهم، فقد اتفقت مع الأخ المحافظ وبعض الإخوة على دعم احتياجات رياضيي الحديدة، وعملنا سابقا بتكريم النجوم القدامى الذين قدموا أرواحهم ومواهبهم خدمة للوطن، بمبالغ مالية وشهادات معنوية تقديرية. وإن شاء الله سنثبت لهم إعاشات وحوافز رمزية من صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة أو من جهات أخرى.

 هناك حالة رعب يصاب بها لاعبو كرة القدم خوفا من عقوبات العميل العيسي عند المشاركات في بطولات تحمل أسماء رموز شهداء الوطن. كيف ترى ذلك؟
-اتحاد كرة القدم وبقية الاتحادات لها أنظمتها ولوائحها؛ لكن نحن لن نخذل رموزنا وقادتنا ورؤساءنا في جميع المحافل الرياضية التي تنظم داخل وطننا. هذا الشيء حدث أمامي خلال آخر مباراة جرت بين منتخبي أمانة العاصمة صنعاء والحديدة على كأس الشهيد الرئيس صالح الصماد، وعاتبنا منتخب الأمانة بسبب خوفه من عقوبات العيسي لو لعبوا مباراة كأس الرئيس الشهيد الصماد، وقلنا لهم: سنفصل السياسة عن الرياضة، ونبعد الأحزاب أيضا عنها، ونجعل الرياضة للوطن؛ لكن الرئيس الشهيد الصماد هو رجل الوطن، وكان رئيسا للدولة اليمنية السيادية، وإذا أراد رئيس الاتحاد أن يطبق القوانين فليطبقها من داخل اليمن وليس من خارجه.
نتمنى أن يعمل اتحاد كرة القدم من داخل العاصمة صنعاء، وليس من السعودية أو الإمارات أو من خارج الحدود اليمنية. وأي اتحاد أو كيان رياضي لا بد أن يدار من داخل صنعاء، عاصمة الجمهورية اليمنية. ونحن لن نرضى أن تقاد ألعابنا الرياضية من دول أخرى. والاتحاد الذي خارج الأرض والبعيد عن الشعب مصيره الفشل.

 أكثر البطولات الرياضية في محافظة الحديدة تحمل اسم الشهيد الصماد. ما هو الرابط بين الإنسان التهامي والرئيس صالح الصماد؟
- الشهيد صالح الصماد قدم حياته في محافظة الحديدة. كان قريبا من أبناء الحديدة وتهامة البسطاء الذين أحبهم وأحبوه. تراب الحديدة ارتوى بدماء هذا الرجل العظيم، الذي نزل إليهم في وقت كان فيه العدوان وجحافله من المرتزقة يطوقون مدينة الحديدة، وقال لهم: سنستقبل هذا العدو برؤوس البنادق، وليس بأكاليل الورود. الشهيد الصماد قائد عظيم، وسيخلد مدى التاريخ كقائد عظيم أحبته اليمن بشكل عام والحديدة بشكل خاص، وبادلهما الصماد الحب نفسه وأكثر.

دمتى نرى بطولات رياضية تحمل أسماء شهداء البحرية أو أشهر عملياتها ضد العدوان؟ وحاليا في أي أنشطة تشاركون؟
- قريبا بإذن الله ستخرج للنور بطولات شهداء البحرية والدفاع الساحلي.
حاليا فريقنا في الكلية البحرية يشارك في بطولة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليهما، في كرة القدم والكرة الطائرة، لجميع الوحدات العسكرية في العاصمة صنعاء. وبعد بطولة الشهيد القائد سندخل في منافسات بطولة الشهيد الرئيس صالح الصماد للوحدات العسكرية.

 أين دور القطاع الخاص في دعم النشاط الرياضي؟
- دور البيوت التجارية في دعم الأنشطة الرياضية بمحافظة الحديدة ضعيف جدا، ما عدا دور مجموعة هائل سعيد، ممثلة بالأستاذ مروان عبدالدائم، في إعادة تأهيل ملعب العلفي بالعشب الصناعي. وهنا ندعو القطاع الخاص إلى دعم البطولات الرياضية في محافظة الحديدة وتحفيز اللاعبين؛ لأن هذه المحافظة تحتاج دعما من الجميع، سلطة محلية ووزارة شباب واتحادات وبيوتا تجارية.

 هناك من يشكو أوجه قصور في رياضة الحديدة ومشاكل في أنديتها. ما هي الحلول برأيك لمعالجة هذا الأمر؟
- العدوان والحصار أثر على الجميع. وأندية الحديدة للأسف الشديد تأثرت بشكل كبير؛ لأنها لم تبنَ من الصفر، هي اعتمدت من زمان على بيوت رأس المال والتجار، وهؤلاء الفئة في أي لحظة قد يتخلون عن النادي. الحديدة فُرض عليها حصار، وكان لدينا شارع واحد مفتوح، هو "شارع صنعاء". أغلقت وتضررت الملاعب والأندية. مكتب الشباب والرياضة في المحافظة هو أكثر من عانى من هذه الويلات، وعليه اليوم تبنِّي الألعاب الرياضية والاهتمام بالأندية ومتابعة وزارة الشباب وصندوق النشء لدعم الأندية وترميم المنشآت الرياضية. والحقيقة أن مكتب الشباب والرياضة يقوم بما عليه من واجبات حسب الإمكانات المتاحة.

 هل سيكون لملعب العلفي دور فعال في هذه المرحلة وما بعدها، خاصة بحلته الجديدة؟
- نعم، سيكون فعالا جدا جدا. الآن نستعد لإقامة بطولات وفعاليات في شهر رمضان لأندية المدينة والريف، عصرا وليلا، على الملعب الذي سيكون واجهة رياضية للحديدة. في السنوات السابقة لم يكن لدينا حتى ملعب ترابي نلعب أو نتدرب عليه. أثناء إعداد فريق كرة القدم بنادي أهلي الحديدة لم يكن لدينا ملعب، وكنت أضطر لتسفير الفريق إلى صنعاء وإلى إب للتدريب.
حاليا نحن بصدد إنشاء ملعب دولي في الحديدة، واتفقنا مع الأخ مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي، ووزير الشباب والرياضة، محمد حسين المؤيدي، والأخ المحافظ، والجميع، على إنشاء استاد دولي لمحافظة الحديدة، وقريبا جدا قص شريط مشروع استاد الحديدة الدولي والبدء بتأسيسه وتجهيزه.

 رسالة تريد إيصالها عبر صحيفة "لا"...؟
- نناشد القيادة السياسية، ممثلة بالأخ الرئيس مهدي المشاط، والحكومة، وأيضا القيادة العسكرية ممثلة بقيادة المنطقة العسكرية الخامسة، والأخ محافظ الحديدة والإخوة التجار، دعم الرياضة؛ لأن الرياضة هي الأساس والواجهة المشرفة، سواء على مستوى محافظة الحديدة أو غيرها من محافظات الوطن؛ لأن الرياضة هي أساس الحياة، أساس السلام، وتعتبر رسالة للعالم بأننا شعب رياضي صامد مقاوم.
كما نطالبهم بتكثيف الجهود لإنشاء ملاعب وصالات وأكاديميات رياضية ومراكز أولمبية... نحن في محافظة الحديدة نحتاج إلى دعم من القيادة السياسية والقيادة العسكرية والبيوت التجارية، لإنشاء صالة رياضية وملعب دولي. الحديدة محافظة ساحلية وبيئة خصبة لصناعة الرياضيين، ولا بد من تفعيل بطولات السباحة والفروسية، وأيضا لا بد من إعادة سباقات القفز على الجمال وبقية الألعاب الشعبية التي تشتهر بها تهامة. رياضتنا ينقصها فقط الدعم، ونأمل من الجميع الدعم، لما فيه مصلحة الرياضة اليمنية. وبعون الله والرجال المخلصين سننتصر على العدوان، والنصر قريب بإذن الله، وستعود الرياضة كما كانت وأفضل.