اليمن بالحبر الغربي -
يرى مقال براسانتا كومار برادهان، في موقع معهد «مانوهار باريكار» للدراسات الدفاعية، أنه بالنسبة للسعودية فإن تدخلها العسكري في اليمن لم يحقق النتيجة المرجوة من إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء، بل كان استنزافا لاقتصادها؛ لذلك تريد الرياض حلاً مقبولاً وخروجاً مشرفاً من الحرب في اليمن.

ومنذ عام 2015، واجهت السعودية عدداً كبيراً من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين، والتي برزت كتحدٍّ بالغ الأهمية للأمن القومي للمملكة.
ويضيف الكاتب أنه من خلال توقيع اتفاقية مع إيران لإعادة الحياة إلى طبيعتها، تأمل المملكة في حماية الحدود والبنية التحتية الحيوية من هجمات الحوثيين.
ويشير أيضا إلى أنه لتحقيق الأهداف التي وضعوها أمام أنفسهم في إطار الرؤية السعودية 2030، فإن السلام طويل الأمد مع إيران ضروري.
ويمثل الاشتباك العسكري المطول في اليمن عائقاً أمام تحقيق هذه الأهداف؛ لذلك فإن الاتفاق مع إيران هو خطوة عملية للسعودية على صعيد أمنها القومي وتنميتها الاقتصادية.
وفقا للكاتب، إذا تم تنفيذ الاتفاق بالكامل، فإن بالإمكان تحسين الوضع في اليمن بشكل كبير. ويمكن أن يؤدي إنهاء العملية العسكرية السعودية وضبط النفس من جانب الحوثيين إلى الحد بشكل كبير من العنف المسلح. كما يمكن تحسين الوضع الإنساني ومساعدة البلد على إعادة بناء اقتصاده.
ويمكن أن تتحسن بيئة الأمن البحري في المناطق المجاورة لها في الخليج والبحر الأحمر نتيجة للتعاون المتزايد بين البلدين.
رغم التفاؤل الذي أبدته كل من إيران والسعودية، يعتقد الكاتب أنه لا يزال هناك عدد من التحديات أمامهما. أولا: إلى أي مدى يمكن لطهران معالجة وتخفيف حساسيات المملكة والمخاوف بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، يظل سؤالاً كبيراً.
ثانياً: سيعتمد الكثير أيضاً على نجاح الاتفاق لتوفير درع حماية للسعودية من هجمات الحوثيين. ثالثاً: تخشى إيران من المدى الذي ستساعد به الاتفاقية في إنهاء عزلتها وتسهيل محادثات فيينا النووية ورفع العقوبات المفروضة عليها.
إذا لم تتم معالجة المخاوف الرئيسية لكلا البلدين بعد تنفيذ الاتفاقية، فهناك احتمال أن يعود الوضع إلى المربع الأول.
كخلاصة: يعد الاتفاق خطوة إيجابية لكسر الجمود؛ لكن الكثير يعتمد على الحفاظ على الزخم الذي تم اكتسابه نتيجة للمحادثات.
من السهل نسبياً الحفاظ على التعاون بشأن القضايا غير المثيرة للجدل، مثل التجارة الثنائية والاستثمار والثقافة وما إلى ذلك؛ لكن إقامة تعاون في المسائل الأمنية سيستغرق وقتاً ويتطلب مزيداً من المفاوضات والثقة بينهما.

براسانتا كومار برادهان 
معهد مانوهار باريكار للدراسات الدفاعية