لا ميديا -
من خواص أصحاب أمير المؤمنين، ومن أوائل الكوفيين الذين كتبوا للإمام الحسين بعد وفاة معاوية يدعونه للقدوم إليهم، فلمّا رأى نكث العهد من الكوفيين أتى في الخفاء إلى الحسين بكربلاء، واستشهد بين يدَيه يوم عاشوراء.
هو حبيب بن مُظَهَّر (أو مُظاهر) بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن حارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسدي الكندي الفقعسي، من قبيلة بني أسد، وكان يلقب بأبي القاسم.
كان من الجماعة الذين نصروا الحسين ولقوا جبال الحديد واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم، وهم يُعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون، ويقولون: «لا عذر لنا عند رسول الله إن قُتل الحسين ومنا عين تطرف»، حتى قُتلوا حوله.
ذكر أهل السِّيَر أن حبيباً نزل الكوفة، وصحب علياً عليه السلام في حروبه كلها، وكان من خاصته وحملة علومه؛ إذ تعلم منه علم المنايا والبلايا، وكان من رجال شرطة الخميس المدافعين عن أمير المؤمنين عليه السلام. 
في صباح العاشر من محرم جعل الإمام الحسين عليه السلام زهيرا بن القين على الميمنة، وحبيبا بن مظاهر على الميسرة، ووقف في القلب، وأعطى الراية لأخيه العباس. ولمّا صُرع مسلم بن عوسجة مشى إليه الحسين ومعه حبيب، فقال حبيب: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشر بالجنّة. فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك اللّه بخير. فقال حبيب: لولا أنّي أعلمُ أنّي في أثرك لاحقٌ بك من ساعتي هذه لأحببتُ أن توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت له أهل من الدين والقرابة. فقال له: بلى، أوصيك بهذا رحمك اللّه (وأومأ بيديه إلى الحسين) أنْ تموت دونه. فقال حبيب: أفعل وربّ الكعبة. وفي رواية لأنعمنك عيناً.
وارتجز حبيب يوم عاشوراء يقول:
أنا حبيب وأبي مظهَّرْ       فارس هيجاء وحرب تسعَّرْ
أنتم أعدّ عدّة وأكثرْ         ونحن أوفى منكمُ وأصبرْ
ونحن أعلى حُجّة وأظهرْ        حقاً وأتقى منكمُ وأعذرْ