لا ميديا -
من صحابة الرسول الأعظم صلی الله عليه وآله، ومن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، وسقط شهيداً يوم عاشوراء في واقعة كربلاء.
هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، أبو حجل الأسدي السعدي، من أشراف الكوفة. كان رجلاً شريفاً كريماً عابداً متنسكاً.
قيل إن «مسلم بن عقيل» (رسول الإمام الحسين) عندما قدم الكوفة نزل في بيت مسلم بن عوسجة الأسدي. وبعد أن عثر عليه عبيد الله بن زياد وقتله، اختفى مسلم بن عوسجة مدة ثم فر بأهله إلى الحسين، فوافاه بكربلاء مع زوجته وابنه خلف.
ويذكر المؤرخون أنّ «خلف بن مسلم الأسدي» خاض الحرب يوم عاشوراء إلى جنب أبيه، واستشهد في تلك الواقعة.
وفي ليلة عاشوراء لما جنّ الليل جمع الإمام الحسين عليه السلام أصحابه وقال: «هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرقوا في سواد هذا الليل، وذروني وهؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري». ثم قام مسلم بن عوسجة: «نحن نخليك هكذا وننصرف عنك، وقد أحاط بك هذا العدو؟! لا والله، لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي. ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت معك. والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!».
وبرز مسلم بن عوسجة يوم عاشوراء في ساحة القتال وهو يرتجز ويقول:
إنْ تسألوا عني فإني ذو لَبَدْ     وإنَّ بيتي في ذرى بني أسدْ
فمَن بغاني حائد عن الرَّشَدْ      وكافرٌ بِدِين جبَّارٍ صَمَدْ
كان مسلم أول أصحاب الحسين الذين استشهدوا معه. خرج إلى ساحة القتال، فقاتل قتالاً شديداً وصبر على أهوال البلاء حتى سقط على الأرض وبه رمق، فمشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر، فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم، «فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».