لا ميديا -
من أنصار الحسين عليه السلام الذين استشهدوا معه في كربلاء، كما كان من وجوه الشيعة وأعيان الكوفة.
هو سعيد بن عبد الله، نسبه إلى بني حنيفة بن لجيم، فرع من إيل بني بكر بن وائل من بطن عدنان.
لمّا ورد نعي معاوية إلى الكوفة اجتمعت الشيعة فكتبوا إلى الإمام الحسين كتبا وأرسلوها إليه في ثلاث مراحل، المرحلة الثالثة تمت على يد سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني السبيعي.
أعاد الحسين عليه السلام سعيداً وهانياً من مكّة، وكتب إلى الذين كاتبوه من أهل الكوفة كتاباً ورد فيه: «وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي، مسلماً بن عقيل». ثمّ قام سعيد بعدها فحلف إنّه موطّنٌ نفسه على نصرة الحسين فادٍ له بنفسه. ثمّ بعثه مسلم بكتاب إلى الحسين ليدعوه إلى الكوفة، فتوجّه مرة أخرى إلى مكة حاملاً رسالة مسلم، وبقي مع الإمام الحسين حتى يوم عاشوراء.
لسعيد بن عبد الله موقف مشرف في ليلة عاشوراء، وذلك عندما خطب الإمام بين أصحابه، وطلب منهم أن يتركوه وينجوا بأنفسهم، فكان سعيد بن عبد الله ممن قام وتحدث، وقال: «والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم فيك».
وبرز إلى ميدان المعركة يرتجز: 
أقدِمْ حسين اليوم تلقَ أحمدا
وشيخَك الخير علياً ذا الندى
وحَسَناً كالبدرِ وافى الأسعدا
لمّا قرب الأعداء من الحسين وهو قائم بمكانه، تقدم سعيد الحنفي أمام الحسين وقام بين يديه يقيه السهام ، فلم يكد يصب الحسين شيء من ذلك حتّى سقط الحنفي على الأرض، وهو يقول: «اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك»، ثمّ التفت إلى الحسين فقال: «أوَفيت يا ابن رسول الله؟»، قال: «نعم، أنت أمامي في الجنّة»، ثمّ فاضت روحه النفيسة، فوُجد به ثلاثة عشر سهماً غير ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.