تقرير / لا ميديا -
تتواصل، للأسبوع الثالث توالياً، معاناة العالقين اليمنيين في السودان، نتيجة تجاهل حكومة الفنادق أوضاعهم، واقتصار دورها على إطلاق تصريحات إعلامية لا أثر لها في الواقع.
وعلّق مراقبون على تخلي حكومة الفنادق عن العالقين اليمنيين في السودان، مشيرين بشكل أو بآخر إلى أنها لا تستطيع إجلاءهم، بينما الحكومة ذاتها استجلبت عشرات الآلاف من المرتزقة "الجنجويد" للقتال في صفوفها وضمن مرتزقة تحالف العدوان في اليمن.
وندد العالقون في ميناء بورتسودان بتجاهل حكومة المرتزقة لمعاناتهم، وعدم إجلائهم إلى اليمن، لافتين إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف يمني، بينهم نساء وأطفال ومرضى، يعانون أوضاعاً إنسانية سيئة في ميناء بورتسودان، حيث تم تكديسهم في أماكن غير مهيأة، وأن أمراضاً انتشرت بينهم، مشيرين إلى أنه جرى إجلاء كافة الجنسيات من بورتسودان باستثناء اليمنيين الذين يقابلون بإهمال ولا مبالاة ووعود كاذبة.
هذا الإهمال والتجاهل المتعمد من قبل حكومة المرتزقة ومجلسهم الرئاسي التابع لتحالف العدوان، دفع باليمنيين العالقين في السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وما تسمى "قوات الدعم السريع"، إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة ناشدوا فيها الأمم المتحدة ودولاً أخرى إجلاءهم من السودان وإنقاذهم من جحيم الحرب.
وأشاروا إلى أنه وبعد وعود حكومة العملاء للعالقين بنقلهم إلى بورتسودان، توافد العالقون بجهود شخصية إلى المدينة المطلة على البحر الأحمر، وبلغ عدد الواصلين أكثر من 3 آلاف يمني، لم تنقل منهم السفارة شخصاً واحداً كما وعدت.
حكومة الإنقاذ في صنعاء أكدت، أكثر من مرة منذ اندلاع الحرب في السودان، استعدادها لإجلاء الجالية اليمنية، لو تم السماح بفتح وجهات جديدة من مطار صنعاء إلى غير الأردن.
ووجّه حسين العزي، نائب وزير الخارجية، إنذاراً شديد اللهجة لمن وصفهم بمنتحلي الصفة الدبلوماسية في سفارة اليمن بالسودان، على خلفية تجاهلهم لمعاناة اليمنيين العالقين في السودان.
وقال العزي، في تغريدة على "تويتر"، إنه لم يكن يسمح بأي دعوى ضد منتحلي الصفة الدبلوماسية في سفارة اليمن المختطفة، نظرا لتعاون غالبيتهم، مضيفاً أنه بعد متابعته لمعاناة الطلاب اليمنيين في السودان صار لزاماً إنذار منتحلي الصفة هناك بما يلي: إمهالهم 48 ساعة للقيام بواجبهم تجاه الطلاب اليمنيين، ما لم فسيتم تحريك الدعوى بالحجز والمصادرة، شأنهم شأن بقية الخونة.
ونفذت الجالية اليمنية وقفات واحتجاجات تطالب حكومة المرتزقة والمملكة السعودية بإجلائهم؛ غير أن كل نداءاتهم ذهبت أدراج الرياح دون استجابة أحد.
وأكد العالقون أن حكومة الفنادق تحدثت عن تنسيق لإجلائهم عبر الخطوط الجوية اليمنية، التي أعلنت رفضها عمليات الإجلاء بسبب خطورة المجال الجوي في السودان، وهو ما استغربه العالقون، حيث أجلت جميع الدول رعاياها بالطائرات من بورتسودان بكل أمان، كونها تبعد عن مناطق الاشتباكات أكثر من 1200 كيلومتر.
يُذكر أن عدد الرعايا اليمنيين في السودان يتجاوز 17 ألفاً.