اللي يلتسع في صنعاء ينفخ في عدن
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
بكل بساطة فإن ما يحدث في السودان من حرب أهلية دموية بين أدوات الارتزاق العسكرية، وما يعتمل في عدن من تصعيد لفظي انفصالي من قبل مرتزقة الإمارات، هو تحريك ظبياني واضح لأدواته لخلط الأوراق لصالح الصهاينة وللفت انتباه حكام الرياض من قبل حكام أبوظبي بأن الأخيرين قادرون على الرد فيما يتعلق بمحاولات التلميذ ابن سلمان تجاوز أستاذه ابن زايد، وفقاً للأدبيات الإماراتية.
ففي ردة فعل أبوظبي على استبعادها من مشاورات الرياض وصنعاء فمن الواضح أن الإمارات تحاول عرقلة المفاوضات والتقليل من أهميتها، وتحاول أن تدفع بأدواتها على الأرض، خاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، لرفض بنود الاتفاقية.
فها هي تدفع حوالى ملياري ريال يمني لعقد حفل كرنفالي انتقالي سموه حواراً، مجازاً وتجاوزاً لمظلومية القضية الجنوبية، وهي «قضية وطنية لا يمكن لمكون احتكارها مهما ادعى ذلك، في مؤتمر الحوار اعترفت بها معظم القوى اليمنية والمجتمع الدولي كقضية سياسية حقوقية أفرزتها حرب 94. صحيح أن الحلول التي خرج بها لا يراها البعض مُرضية؛ ولكنها تحتاج لمعالجة على طاولة وطنية جامعة بعيدا عن التجاذبات الإقليمية التخريبية التي تضر بالقضية أكثر مما تخدمها»، كما يؤكد عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري، في تغريدة له على «تويتر».
وبالفعل، كما حدث في اليمن، تزداد الهوة اتساعاً بين حاكم أبوظبي وتلميذه السابق ولي العهد في الرياض، كما يشير الصحفي البريطاني ديفيد هيرست.
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان كلاهما يعتقد بأنه يجب أن يكون الآن رئيساً للآخر. أما الأول فلأنه هو الذي صنع، بدون أدنى شك، من أمير غير معروف حاكماً ذا قيمة حين قدمه لعشيرة ترامب وعرفهم عليه مقابل التقارب مع «إسرائيل». وأما الثاني فلأنه الآن هو الحاكم الفعلي لأكبر وأثرى دولة في الخليج، ولذلك فهو يتوقع من الدول الأخرى أن تدين له بالولاء. إنها معادلة لا تبشر بخير، كما يتنبأ هيرست.
المصدر «لا» 21 السياسي