تقرير / لا ميديا -
منذ أشهر والإدارة الأمريكية تهيئ الساحة في المناطق والمحافظات اليمنية المحتلة لانتشار المجاميع التكفيرية من تنظيم «القاعدة». وما إن بدأت في تحركاتها الأخيرة حتى بدأ التنظيم يعلن بشكل سافر عن انتشاره في عدد من المحافظات، ومنها محافظة أبين، عبر تنفيذ عدد من الهجمات هنا وهناك، ليبدأ السيناريو الجديد بتواجد أمريكي مباشر عبر الشماعة ذاتها: «مكافحة الإرهاب».

شهد نشاط تنظيم «القاعدة» التكفيري انتعاشاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة، وهو ما يعكس وجود مخطط أمريكي لتوسيع انتشار قوات أمريكية في تلك المحافظات تحت ذريعة «مكافحة الإرهاب».
وتأتي التحركات الأخيرة للتنظيم التكفيري في حين تراجعت الولايات المتحدة عن تنفيذ هجمات على عناصر التنظيم بشكل لافت، وهو ما يؤكد أن هناك رغبة أمريكية في إيجاد ذريعة لفرض تواجدها العسكري بشكل مباشر.
وشهدت محافظة أبين المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، انتشاراً لافتاً لتنظيم القاعدة التكفيري في عدد من مناطق المحافظة.
وأمس ، نفذت مجاميع «القاعدة» انتشاراً جديداً في مناطق متفرقة من مديرية المحفد شرقي أبين المحتلة.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من تنفيذ التنظيم انتشاراً مماثلاً في مديرية مودية بالمنطقة الوسطى، في إطار تحركات أمريكية واسعة لدفع التنظيم إلى الواجهة كورقة لتمرير مصالحها في المنطقة.
وبحسب مصادر قبلية، فإن مجاميع «القاعدة» استحدثت مواقع في محيط مواقع تابعة لفصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي الاحتلال الإماراتي، في أطراف المديرية.
ويأتي تصاعد نشاط «القاعدة» في أبين تزامناً مع وصول قوات أمريكية إلى عدن وبدئها إدارة العمليات بشكل مباشر، وكذا إعادة رسم المشهد السياسي من خلال الدفع بالمرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس انتقالي الإمارات، إلى الواجهة وإعلان الأخير استعداده للعمل بإشراف الإدارة الأمريكية وتحت يافطة «مكافحة الإرهاب».
وكان السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاجن، وصل إلى عدن مطلع الأسبوع الجاري رفقة ضباط من وكالة الاستخبارات الأمريكية، وعلى متن طائرة تابعة للبحرية الامريكية، وأجرى محادثات مع قيادات عسكرية وأمنية تابعة لانتقالي الإمارات بخصوص الملف الأمني. ومع ذلك، لوحظ أن تنظيم القاعدة صعّد عملياته، وباشر عملية إسقاط المناطق في أبين، الأمر الذي يكشف عن سيناريو مُعدّ سابقاً ويجري تنفيذه برعاية وإشراف أمريكي بهدف احتلال المحافظات الجنوبية تحت ذريعة «مكافحة الإرهاب».
وسرعان ما أعلنت وسائل إعلام انتقالي الإمارات الدفع بتعزيزات إضافية لفصائل المجلس إلى وادي الخيالة بضواحي مديرية المحفد، عقب ما قالت إنه هجوم شنه تنظيم القاعدة على إحدى النقاط المتمركزة في الوادي.
وتضم التعزيزات أطقماً عسكرية يرافقها عشرات العناصر مما تسمى قوات «الحزام الأمني» و«الطوارئ» و«الدعم والإسناد»، التي قالت إنها وصلت إلى وادي الخيالة لإسناد القوات المتمركزة هناك، بعد رصد نشاط وتحركات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة في أطراف الوادي.
وأشارت إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين «لأكثر من ساعتين، قبل أن تفر العناصر صوب شعاب جبلية وعرة مطلة على وادي الخيالة».
وكان ما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» أعلن، الجمعة الماضي، مسؤوليته عن مقتل قيادي في فصائل انتقالي الإمارات في أبين، مشيراً في بيان إلى أنه «نفذ الخميس 3 تفجيرات متتالية استهدفت قوات المجلس الانتقالي بمحافظة أبين».
وبحسب البيان، فإن التفجير الأول «استهدف طقما (مركبة) عسكريا بمنطقة البقيرة، وقتل على إثره قائد الكتيبة الثالثة بالحزام الأمني في المحافظة فوزي شايف البكري».
وأضاف بيان التنظيم التكفيري: «تبع ذلك تفجير عبوتين ناسفتين استهدفت إحداهما طقما عسكريا، واستهدفت الأخرى جنوداً مشاة للمجلس الانتقالي في منطقة المحفد بأبين»، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وبحسب مراقبين، فإن عمليات وهجمات وانتشار «القاعدة» لن تقتصر على أبين وحدها، حيث سرعان ما بدأت ملامح المشهد المرسوم أمريكياً تتضح من خلال اغتيال مسؤول أممي داخل مدينة التربة بمحافظة تعز المحتلة يوم الجمعة الماضي.
ويشير المراقبون إلى أن جريمة اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي (أردني الجنسية) في تربة تعز المحتلة تأتي على إيقاع تحركات أمريكية جديدة لعودة المناطق المطلة على باب المندب وخليج عدن من الجانب اليمني للاشتعال من جديد.
ويضيفون أن حادثة الاغتيال الأخيرة في التربة والترتيبات السريعة التي تمت لتنفيذها قد تكون ضمن سيناريو الصراع المحتدم منذ وضعت الولايات المتحدة خارطة جديدة لتقسيم اليمن إلى 5 أقاليم، أهمها إقليم باب المندب،والذي يمتد من الخوخة في جنوب الحديدة وحتى البريقة في عدن، مشيرين إلى أنه حتى تزامنها مع وصول السفير الأمريكي إلى عدن يشير إلى أنها ضمن ترتيبات لم تتضح معالمها بعد، وقد لا تقتصر على باب المندب بل والجنوب برمته، إذا ما اقترنت الحادثة مع التطورات المتصاعدة في أبين في ضوء التقارير عن استئناف تنظيم القاعدة انتشاره في أبين، وتلك ورقة رابحة بالنسبة للأمريكيين، الذين يبررون تدخلهم بـ«مكافحة الإرهاب».