تقرير / لا ميديا -
لم تستطع الرياض أن ترقع جرائمها ضد المهاجرين الأفارقة الذين مازالت جثثهم بالآلاف مكدسة تنتظر في العراء ومازالت صرخات المغتصبات مدوية في المكان على الحدود. فراحت توغل في دمهم في مكان آخر على أسس عرقي وطائفي، تهربا من جرائمها هناك.

كشفت مصادر مطلعة عن تورط استخبارات الاحتلال السعودي في الأحداث المأساوية والمريعة التي شهدتها مدينة عدن المحتلة بين المهاجرين الإثيوبيين والتي اتسعت رقعتها إلى محافظات مجاورة.
وأفادت المصادر بأن التحقيقات مع عدد من المتورطين كشفت وقوف استخبارات تحالف الاحتلال وتحديدا السعودية وراء التحريض على العنف، موضحة أن الاستخبارات السعودية جندت عددا من الأمهريين للتحرش بنساء من  مهاجرات الأروموا المسلمة، وهو ما فجر الخلاف بين الطرفين لتندلع اشتباكات دامية راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
واعتبرت المصادر أن هدف الاحتلال السعودي من إثارة فتنة طائفية بين المهاجرين الإثيوبيين في عدن والمحافظات المحتلة الأخرى هو التمويه على ملف قتل حرس الحدود السعودي لآلاف المهاجرين الإثيوبيين، واغتصاب عشرات النساء، وهي القضية التي اتسع صداها دوليا وإقليميا بعد تقارير خبراء ومنظمات أممية بين منظمة هيومن رايتس ووتش.
وحذر مراقبون من أن الاحتلال السعودي يعمد إلى إثارة فتنة طائفية وعرقية بين المهاجرين الإثيوبيين ليغرقوا في معارك طاحنة لا تبقي ولا تذر فيكون بذلك قد تخلص من معضلته على الحدود وأحال مشكلته إلى الأرض اليمنية.
وأكد المراقبون أن سلطات الارتزاق في المحافظات المحتلة متواطئة مع الاحتلال ولا تتورع عن تقديم كل ما يخدم مصالحه وأجندته، حيث ظلت أجهزتها الأمنية في موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها.
وكانت عدن شهدت في وقت متأخر من مساء الخميس مواجهات  بين مهاجرين إثيوبيين من قبيلتي الأروموا التي ينتمي لها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والأمهرة التي شهدت مؤخرا معارك ضارية ضد حكومته.
واكتست المعارك التي شهدتها مديرية الشيخ عثمان طابعا طائفيا يحاول الاحتلال من خلالها إغراق المحافظات المحتلة بالمزيد من الدماء التي لم يسلم منها حتى المهاجرون.
وبدأت المعارك في مخيمات نزوح بالبساتين شمال عدن وامتدت إلى وسط المدينة، وصولا إلى مخيمات أخرى في لحج مخلفة عشرات القتلى والجرحى.
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال عملت علــى حشـــــر المهاجرين الأفارقة في معسكرات لجوء بعدد من المحافظات المحتلة ومنها عدن ولحج، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعاني منها الأفارقة وبدأت معها أصوات عدد منهم للمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم.
وشهدت مدينة عدن تظاهرات فـي أوقات سابقــــة لمهاجرين أفارقة تنديدا بتردي أوضاعهم في معسكرات اللجوء وللمطالبة بترحيلهم وإعادتهم إلى بلدهم، وسط حديث عن دفع قوات الاحتلال بالمهاجرين للخروج في مظاهرات من أجل الضغط على الأمم المتحدة ومنظماتها المتساهلة إلى حد كبير مع الانتهاكات التي تحدث على الحدود.
إلى ذلك، تحدثت مصادر عن تحرك للأمم المتحدة، اليوم، لإيقاف المعارك العرقية الدامية في عدن بعد توسعها إلى محافظات مجاورة.
وأفادت المصادر بأن وفدا من منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، عقد اجتماعا بممثلين عن النازحين الإثيوبيين في عدن وهدد بقطع المساعدات عنهم في حال لم تتوقف المواجهات المستعرة.
وعقد الاجتماع بمخيم بمديرية دار سعد، أعقبه توزيع للمساعدات بعد تعهد من قادة تلك المجموعات بعدم تكرار المواجهات.
ووعدت الهجرة الدولية بإعادة هؤلاء إلى بلدهم في حال توفرت سيولة مالية.
وبحســب المصــــادر فإن الأمم المتحدة ممثلة بمنظمة الهجرة ستحاول استثمــار المواجهــــات العرقية بين الإثيوبيين التي حدثت في عدن لابتزاز المهاجرين أولا والتهديد بقطع المساعدات، فضلا عن تغاضيها وعدم تحميل قوات الاحتلال أي مسؤولية عما حدث.
وكانت تقارير أممية تحدثت في وقت سابق عن وصول أكثر من 22 ألف إثيوبي إلى عدن في غضون شهرين، أي بمعدل 11 ألفا شهريا.
هذا النزوح باتجاه الجنوب مستمر منذ تسع سنوات، ما يعني أن أعداد المهاجرين الإثيوبيين في عدن تتجاوز مئات الآلاف، والحديث عن اقتتال طائفي أو عرقي بين الإثيوبيين مسرحه المحافظات المحتلة معناه أن هناك مخططا كبيرا ينفذه الاحتلال وقوى إقليمية ودولية.