تقرير / لا ميديا -
بحلول اليوم الأربعاء يكون قد مرّ على عملية «طوفان الأقصى»، التي نفذها مقاتلو المقاومة الفلسطينية، ضد الاحتلال الصهيوني، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وما تلا ذلك من عدوان صهيوني غاشم على قطاع غزة، فإن شبح العملية البطولية، التي يصفها الإعلام العبري بـ«السبت الأسود»، مازال مُخيماً على الشارع الصهيوني، وتداعياته مستمرة في التزايد مع التصعيد الحاصل في غزة والضفة الغربية.

«اختبأ الجنود خلفي».. مستوطن يفضح جُبن قواتهم أمام مقاتلي المقاومة
اتهم مستوطنون من ذوي الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، جنود الكيان الصهيوني، بالجبن والتخاذل.
ويتظاهر أهالي الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بشكل شبه أسبوعي، للضغط على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لعقد صفقة تحرر ذويهم مقابل وقف العدوان على غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وظهر أحد المستوطنين في لقاء تلفزيوني، مع بوعز بسموط، عضو الكنيست عن حزب الليكود الصهيوني، واتهمه على الهواء بأن حكومة الاحتلال و»جيشها» هما السبب في أسر عائلته؛ لأنهم لم يكونوا موجودين أصلاً يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال المستوطن: «أنتم تعيشون فيلماً وتتهمون حماس وأنتم المتهمون بذلك. لقد وقفت في بيتي ورأيتهم قادمين، رأيتهم بعيني؛ لكن هل تعلم ما الذي لم أره؟! لم أرَ دبابات ولا مروحيات ولا جنوداً، لم أر شيئاً من ذلك. لو كانوا هنا لما حدث شيء من هذا. أنتم المشكلة، وليست حماس. أنتم تعيشون وهماً وتتهمون حماس. أنتم المشكلة. من تخلى عن الدفاع عني هو أنتم».
وأضاف، وفقاً لموقع «التلفزيون العربي»، قائلاً: «حماس هناك وستبقى هناك. أنتم تعيشون في فيلم، أنتم الأزمة وليست حماس».
ولم يكتف المستوطن؛ وإنما أيضاً فضح جنود الاحتلال الذين يسوق الإعلام الصهيوني أنهم يخدمون في «الجيش الذي لا يُقهر»؛ لكنهم في أول مواجهة مع مقاتلي حماس اختبؤوا خلف المستوطنين، حيث قال المستوطن ذاته: «الجنود اختبؤوا خلفي، ولم يكونوا أمامي. لقد انهار الجيش، وفهمت حماس ذلك، وكانت أذكى منا ونفذت عملية مذهلة».

الاحتلال يستعين بالصقور لتحديد أماكن جُثث قتلاه
رغم مضي أربعين يوماً على عملية «طوفان الأقصى»، مازالت القوات الصهيونية تواصل البحث عن جثث قتلاها الذين سقطوا في تلك العملية التي نفذها مقاتلو المقاومة في عمق الأراضي المحتلة.
وتناقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم، أن قوات الكيان تستعين بالطيور الجارحة (النسور) المحملة بأجهزة التتبع في مهمتها الصعبة لتحديد أماكن جثث قتلاها، معلقة على ذلك بالقول: «على ما يبدو فقد طلب الجيش الإسرائيلي مساعدة سلطة الطبيعة والمتنزهات في تحديد أماكن الجثث من خلال فحص أنماط طيران النسور في المناطق المحيطة».
وخلال الأيام الماضية اكتشفت 4 جثث على الأقل قرب غابات مستوطنات «بئيري» و»كيسوفيم»، وذلك بفضل أجهزة تتبع مثبتة على الصقور في المنطقة، وفق ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
أما سبب الاستعانة بالطيور الجارحة فيتمثل في إطلاق المقاومين الفلسطينيين النار على القوات التي تبحث عن الجثث، فضلا عن أن عملية البحث أصبحت صعبة، بسبب الحالة التي باتت عليها الجثث بعد مرور أكثر من شهر على «طوفان الأقصى».
وفي إحدى الحالات تم التعرف على صقر وصل إلى الأرض بعد أن ظل خارج حدود المستوطنات لمدة 24 يوماً، وبعد التفتيش تبين العثور على عدة جثث في المكان ذاته الذي مكث فيه الطائر.
وكان كيان الاحتلال قد أعلن أن حصيلة قتلى هجوم «السبت الأسود»، كما يصفه، بلغ 1400 قتيل؛ لكنه تراجع بعد ذلك ليُعلن أن الحصيلة 1200، فيما تؤكد الكثير من التقارير العبرية أن حكومة الكيان مازالت تجهل الأعداد الحقيقية للقتلى والأسرى نتاج عملية «طوفان الأقصى».

.. و يستديــن 8 مليـــارات دولار
كشفت وزارة المالية الصهيونية، اليوم، أن حكومة الاحتلال جمعت ديوناً بنحو 30 مليار شيكل (7.8 مليار دولار) منذ بدء الحرب ضد قطاع غزة.
وقالت إن ما يزيد قليلاً على نصف هذا المبلغ (16 مليار شيكل) كان عبارةً عن ديون مُقومة بالدولار، جرى جمعها في إصدارات في الأسواق الدولية.
وتسببت عملية «طوفان الأقصى» بزيادةٍ حادة في نفقات الكيان، وفي الوقت نفسه تباطؤ الدخل الضريبي.
ونتيجةً لذلك، سجل كيان الاحتلال عجزاً في الميزانية قدره 22.9 مليار شيكل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو قفزة من 4.6 مليار شيكل في أيلول/ سبتمبر الماضي، ما أدى إلى ارتفاع العجز خلال الأشهر الـ12 السابقة إلى 2.6 ٪.
وأمس ، ذكرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة يكلّف الاقتصاد «الإسرائيلي» نحو 260 مليون دولار يومياً، مضيفةً أن العدوان أصبح أكثر تكلفة مما كان متوقعاً في البداية.