اليمن بالحبر العبري -
في 21 كانون الثاني/ يناير، ظهرت مقاطع فيديو على صفحات العديد من موارد الإنترنت تظهر اصطداماً بين سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية البريطانية في ميناء البحرين، وفي المكان نفسه الذي يوجد فيه مقر العمليات والقاعدة البحرية للأسطول الخامس الأمريكي. اثنان من ممثلي فئة الأعمال المتعلقة بالألغام (بمعنى آخر، كاسحات الألغام) تم فقدانهما.
وكانت النتيجة كارثية بالنسبة للسفن نفسها، التي تعرضت لأضرار جسيمة، وبالنسبة للسرب «المناهض لليمن» بأكمله، حيث لعبت كلتا السفينتين أدواراً مهمة للغاية.
ولهذا يمتلك اليمن عدداً لا بأس به من الألغام تحت الماء، وبالقدر نفسه من الأهمية فإن أنصار الله اكتسبوا خبرة واسعة في استخدام مثل هذه الذخيرة، واكتسبوها أثناء معارضتهم للحصار المفروض على الساحل من قبل الأساطيل العسكرية للإمارات والسعودية، وكذلك مجموعة السفن، وأيضا الأسطول الخامس الأمريكي الذي انضم إليهم في نيسان/ أبريل 2022. والوثائق المصورة لوجود غواصين من حركة أنصار الله في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والتي ظهرت في كانون الأول/ ديسمبر 2023 لا تقدم للأنجلوسكسونيين سببا للتفاؤل في هذا الشأن.
وإذا قارنت خريطة وصول الصواريخ الأنجلوسكسونية في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير إلى «قواعد» اليمنيين مع تقارير عن العمليات العسكرية في 2015 و2019 و2020، فسيظهر شيء مثير للاهتمام إلى حد ما، وقد ظهرت جميع مواقع صواريخ أنصار الله التي يُزعم أن الولايات المتحدة وبريطانيا دمرتها في هذه التقارير على مدى السنوات العشر الماضية، ولم يتم تنفيذ هذه الهجمات من قبل القوات الهزيلة التابعة لتحالف مخصي، بل باستخدام أحدث الأسلحة وأكثرها دقة.
ومع ذلك، فقد أظهر أنصار الله في اليمن حرب المعلومات، فكان ردهم على التقرير الأمريكي الرسمي عن النجاح، وهو إظهار ما قصفه الأنجلوسكسون أثناء عملية «حارس الازدهار»: صواريخ من الخشب الرقائقي صنعها تلاميذ المدارس المحليون، ولكنها تنبعث منها إشارات لاسلكية قوية للغاية، وأظهرت أيضاً أن المهاجمين لم يتمكنوا من تدميرها، فالصواريخ المخبأة في الكهف العميق كانت حقيقية، وبكميات كبيرة جداً.
كان الفيديو بمثابة قنبلة، خاصة بين أصحاب الجلالة والمتقاعدين في الجيش الأمريكي، الذين اتهموا المخابرات الأمريكية والبريطانية بالجهل وعدم القدرة على التمييز بين الأهداف الحقيقية والخدع البدائية.
بعد يومين فقط من التصريح المتبجح بالقضاء على تهديد اليمنيين، تعرضت سفينة الحاويات الأمريكية «جبل طارق إيجل» وسفينة الشحن اليونانية «زوغاراثيا»، التي كانت مسافرة من فيتنام إلى «إسرائيل»، للهجوم والأضرار، وبعد ذلك أصيبت سفينة البضائع السائبة الأمريكية «جينكو بيكاردي» بصاروخ، كما تعرضت السفينة البريطانية لهجوم بطائرة مسيّرة تابعة لأنصار الله. رداً على ذلك، أدرجت إدارة واشنطن (للمرة الألف!) حركة أنصار الله على قائمة الجماعات الإرهابية.
ما الذي وجدته مثيراً للاهتمام في هذه الأحداث؟ أصابت صواريخ اليمن «غير المتقدمة» هدفاً متحركاً بدقة من مسافة تزيد عن مائة ميل بحري (حوالى 185 كيلومتراً).

 فيتالي أورلوف
صحيفة «سبفودنيا بريسا» الروسية