«لا» 21 السياسي -
قالت وسائل إعلام صهيونية نقلاً عن جنود مقاتلين ومصادر أخرى من قوات الاحتلال الصهيوني إن الجنود كانوا هدفاً لهجمات شنَّتها مجموعات من الكلاب الضالة داخل قطاع غزة الذي يتعرض للعدوان منذ أشهر.
كما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية عن فشل الكلاب المدربة بوحدة «عوكيتس» التابعة لقوات الاحتلال في مواجهة الكلاب الضخمة التي تستعين بها عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعلى الضفة الأخرى للصهيونية كشفت وثائق أمريكية أن «كوماندر» (كلب الرئيس الأمريكي جو بايدن) شارك في 24 حادثة عضٍّ على الأقل لموظفين في البيت الأبيض ومساعدين للرئيس الأمريكي في غضون عام واحد.
وصل «كوماندر» إلى البيت الأبيض جرواً في عام 2021، وكان هدية من جيمس، الأخ الأصغر لجو بايدن، وهو الكلب الثاني الذي تضطر عائلة بايدن إلى إبعاده، بعد كلبهم «ميجور»، الذي بدوره قد عضَّ فرداً في الفريق الأمني لبايدن ثم «عضَّ شخصاً آخر أثناء سيره»، في آذار/ مارس 2021.
وتربية الكلاب تقليد له جذور ممتدة لدى الأمريكيين عموماً، ولدى الرؤساء في البيت الأبيض خصوصاً. وتشير الوكالة الفرنسية إلى أن تاريخ الحيوانات الأليفة في المقر الرئاسي الأمريكي حافل بأسماء كلاب، من بينها «ميلي» كلبة جورج بوش، و»بو» و»صاني» كلبا باراك أوباما.
ولع أمريكا بالكلاب لا مثيل له، وبلغ الهوس مرحلة في تطوّره أصبح معها الكلب أهمّ من البشري. في أحد سكيتشاته الطريفة، علّق الممثل الأمريكي الهزلي جيري ساينفلد (Jerry Seinfeld)  على هذا الموضوع قائلاً: «إذا كانت كائنات فضائية تراقب الأرض عبر التلسكوب، فسوف تعتقد أن الكلاب هنا هم القادة. عندما يرون شكلين من أشكال الحياة، أحدهما يصنع البراز والآخر يقف ليلمه ويحمله في كيس، فمن الذي يفترض به أنه يُدير الأمور على الأرض؟!».
في آخر إحصاء أُجري عام 2017، هناك قرابة 90 مليون كلب في أمريكا، و66% من العائلات الأمريكيّة لديها كلب أو أكثر. إذن عدد الكلاب يعادل تقريباً ثلث سكان أمريكا (وهم حوالى 336 مليون نسمة حسب أرقام سنة 2023).
ووفقاً لمجموعة مناصرة الحيوانات الأليفة (https://petadvocacy.org/economic)، ففي سنة 2021 ساهم الاقتصاد المتعلّق بالحيوانات الأليفة -بشكل مباشر وغير مباشر- بمبلغ 260.5 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، مع 2.78 مليون وظيفة و34.4 مليار دولار من الضرائب. وتشير التقديرات إلى أن الأمريكيين يُنفقون 50 مليار دولار على تغذية وعلاج حيواناتهم الأليفة، و34.3 مليار دولار على الرعاية الطبية لها.
ولنُقارن تلك الأرقام بعدد الناس المصنّفين في خانة الجوع (الذين ليس لديهم طعامٌ يكفيهم). هؤلاء يصل عددهم إلى أكثر من 44 مليون أمريكي (حسب أرقام سنة 2022). وهناك أيضاً 26 مليون أمريكي ليس لديهم ضمان صحي. وبين 26 دولة من أهم دول العالم اقتصادياً، فإن معدل الفقر في الولايات المتحدة لا يقاربه أي معدل في البلدان الـ25 الأخرى: 12.4٪ من عدد سكان أمريكا هم تحت خط الفقر.
ومع سياسة استبدال الكلاب بالبشر ومنحها امتيازات لا يحصل عليها الكثير من سكان أمريكا، ستصبح الكلاب قريباً أكثر عدداً من عدد سكان أمريكا، ولا يجب أن نتفاجأ إذا ما انتخب الشعب الأمريكي في يوم من الأيام كلباً لرئاسة الجمهورية - وإن كانوا بالفعل قد انتخبوا كلاباً في الماضي ويحكمهم في الحاضر كلب.