تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
تؤكد جميع المعطيات أن القوات المسلحة اليمنية ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية نصرة وإسناداً لشعبنا الفلسطيني خلال شهر رمضان المبارك، وأن الأيام القادمة ستشهد مفاجآت لا يستوعبها الأعداء، كما توعد بذلك وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء.
وفجر أمس الثلاثاء الموافق الثاني من رمضان الجاري، صدحت مآذن المساجد في العاصمة صنعاء، ببيان للقوات المسلحة اليمنية، بصوت المتحدث باسمها العميد يحيى سريع، معلناً تنفيذ عملية استهداف لسفينة أمريكية في البحر الأحمر.
وأفاد العميد سريع بأن القوات البحرية استهدفت سفينة «بينوكيو» (Pinocchio) الأمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة.
وجددت القوات المسلحة التأكيد باستمرارها في منع الملاحة الصهيونية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحرين الأحمر والعربي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غز.. مشددة على أن عملياتها العسكرية ستتصاعد خلال شهر رمضان نصرة ودعماً وإسناداً لشعبنا الفلسطيني المظلوم ولإخواننا المجاهدين في قطاع غزة، ودفاعاً عن السيادة اليمنية.
رسالة وعيد
عملية استهداف سفينة (Pinocchio) الأمريكية، جاءت بعد ساعات من توجيه قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان رسالة وعيدا جديدا للعدو الأمريكي البريطاني، بأن قادم الأيام سيشهد مفاجآت تفوق توقعاته في ظل استمرار العدوان على اليمن.
وقال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، في تهنئة بعثا بها لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: «نؤكد لكم أننا لن نسمح لأي قوة على الأرض بالتدخل في شؤوننا ولن نتغاضى عن الاعتداء على سيادة وطننا وأننا ثابتون على موقفنا مساندون لإخواننا في فلسطين حتى يتوقف العدوان والحصار على أهلنا في غزة».
وأضاف العاطفي والغماري: «سندافع عن حقوقنا وحقوقهم بكل عزيمة وإصرار وسنجعل الأعداء من الأمريكان والبريطانيين ومن يسير في فلكهم يدفعون ثمن تصرفاتهم الإجرامية».
وأكدا أن «قادم الأيام ستعرّفهم المعنى الحقيقي للخسارة خاصة إذا استمروا في غيهم وعدوانهم، ومفاجآتنا لهم ستريهم ما لم تستوعبه عقولهم».
يُذكر أن القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها في البحرين العربي والأحمر، نصرةً لقطاع غزة ودفاعاً عن سيادة اليمن، وتستهدف السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال في فلسطين المحتلّة، إضافةً إلى السفن الأميركية والبريطانية عقب العدوان الذي تشنّه الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.. وتؤكد صنعاء سلامة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي لجميع الدول عدا السفن المشمولة بقرار الحظر حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

فشل أمريكي بريطاني
توازياً مع ذلك تواصل وسائل الإعلام الأمريكية والغربية التركيز على فشل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عدوانهما على اليمن، للشهر الثالث توالياً، حماية للكيان الصهيوني.
موقع Energy Intelligence المتخصص في مجال معلومات الطاقة، نشر مقالا تحليليا للجنرال سكوت ريتر وهو ضابط مخابرات سابق في مشاة البحرية الأمريكية، أكد فيه أن الإدارة الأمريكية «تتخبط» في الأعمال العدائية على اليمن، ولم تحقق أيا من أهدافها التي أعلنت عنها مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأشار ريتر إلى أن الولايات المتحدة أعلنت أن عملياتها العسكرية ضد من وصفهم بـ»الحوثيين في اليمن» تأتي لحماية الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن، وردع أي هجمات ضد السفن.. لافتاً إلى أنه «ليس هناك ما يشير إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية والبريطانية قد أوقفت الحوثيين».
وقال: «إن الآلية الوحيدة المتاحة لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة هي الآلية التي تم اختيارها في البداية: الخيار العسكري. والآن، في مواجهة عجز القوة العسكرية عن تحقيق أهدافها السياسية، وقعت واشنطن في فخ من تصميمها الخاص، مضطرة إلى مواصلة مسار سياسي خالٍ من احتمالات التوصل إلى نتيجة إيجابية بسبب العواقب السياسية والجيوسياسية المترتبة على الاعتراف بالفشل. وعلى هذا النحو، فإن تجربة الولايات المتحدة مع الحوثيين هي دراسة حالة حول حدود القوة».
وأكد ضابط المخابرات الأمريكي أن اليمن تمكنت من فرض حصار فعلي لميناء إيلات «أم الرشراش» جنوب فلسطين المحتلة، الأمر الذي دفع الإدارة الامريكية الى تشكيل قوة أمن بحرية تحت مسمى «حارس الرخاء» بهدف إنهاء الحصار الذي فرضه «الحوثيون» على «إسرائيل»، غير أن هذه القوة البحرية فشلت في إيقاف الهجمات على السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال.
وأوضح أن صناع السياسة الأمريكية بعد أكثر من شهر من بدء الضربات على اليمن، أقروا بأن تلك الضربات لم تعطل قدرة «الحوثيين» عن مواصلة عملياتهم البحرية، وأن تصرفات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لم تؤدِ إلا إلى تفاقم الوضع، وبما أن الوضع الراهن لم يغير شيئاً، فإن واشنطن ولندن بحاجة إلى البحث عن حلول «دبلوماسية» للخروج من هذه الكارثة، ولكن إحجام «إسرائيل» عن الموافقة على أي شيء يتعارض مع عمليتها العسكرية المتواصلة في غزة، يحول دون تحقيق ذلك، خصوصاً وأن القوات اليمنية تربط إيقاف هجماتها البحرية بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وأشار الجنرال ريتر إلى أن خيارات التصعيد العسكري الأمريكي ضد اليمن «يعوقها توافر القوة العسكرية»، قائلاً بأن «الولايات المتحدة لا تملك سوى عدد قليل من مجموعات حاملات الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى الافتقار للدعم السياسي لمثل هذا العمل في واشنطن، حيث شكك أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، ومن بينهم حلفاء مقربون للرئيس جو بايدن، في شرعية العملية العسكرية الحالية ضد الحوثيين».
وأضاف: «في ظل افتقارها إلى أي مخرج عملي، ليس أمام الولايات المتحدة خيار سوى مواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين، والتي، مع كل إجراء غير فعال، لا تؤدي إلا إلى المزيد من تقويض مبدأ الردع، وتكشف حدود القوة العسكرية الأمريكية ليراها العالم أجمع».