اعتقلت الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء، اليوم، الزميل الإعلامي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي خالد العراسي.
وقالت مصادر مقربة من العراسي لصحيفة "لا" إن قوة أمنية ومسلحين مدنيين وشرطة نسائية، يستقلون طقماً أمنياً وباصا "معكسا" وطقماً آخر يحمل شعار "الأدلة الجنائية" وسيارة نوع تاكسي، داهموا حوالي الساعة الخامسة والنصف فجر اليوم، منزل خالد العراسي بالعاصمة صنعاء، بشكل أثار الهلع والرعب لدى أهالي الحي وجيران العراسي.
وأوضحت المصادر أن القوة الأمنية قامت بطرق باب منزل العراسي، وحين فتح نجله الأكبر الباب، تم سحبه إلى الخارج وتكتيفه، لتقتحم الشرطة النسائية المنزل، وتبعها بعد ذلك رجال الأمن والمسلحون بالزي المدني، وقاموا باعتقال العراسي ووضع القيود على يديه وأخذ هاتفه واقتياده معهم دون إبلاغ أسرته بالجهة التي اقتيد إليها أو سبب مداهمة البيت واعتقاله.
وبحسب المصادر فقد علمت أسرة العراسي من عاقل الحي أن الجهة التي اعتقلته هي "البحث الجنائي" وبعد متابعة أسرته للبحث الجنائي أخبروهم أنه ليس لديهم ولا علم لهم بما حدث، ليقوم أحد أصدقاء العراسي، بعد ذلك، بإبلاغهم بأنه مضبوط لدى جهاز الأمن والمخابرات، غير أن هذه المعلومة هي الأخرى لم تكن مؤكدة، حيث أُبلغت الأسرة أن خالد ليس مع الأمن والمخابرات وحتى كتابة هذا الخبر لا يزال مكان احتجاز العراسي مجهولاً.
حادثة المداهمة للمنزل وعملية الاعتقال بهذا الأسلوب المروع، أثارت السخط لدى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يعتبر الناشط خالد العراسي أحد روادها الشهيرين بانتقاد "الوضع المزري" لحكومة تصريف الأعمال، مستنداً على وثائق رسمية يقوم بنشرها بين الآونة والأخرى، مقدماً في العديد من المنشورات بصفحته على فيسبوك، رؤى تتضمن حلولاً ومعالجات لقطاعات حكومية يستشري فيها الفساد، وأبرزها قطاع الزراعة.
وفي الأيام الأخيرة تبنى الناشط العراسي، مع ناشطين آخرين على منصات التواصل الاجتماعي، حملة ضد المبيدات الفتاكة، المهربة والممنوعة التي يتم إدخالها إلى اليمن، لتتحول إلى قضية رأي عام.
ونشر العراسي وثائق عدة كشفت عن إدخال شحنات مبيدات سامة ومحظور تداولها، بينها مبيدات صهيونية، إلى أراضي الجمهورية اليمنية بكميات هائلة خلال السنوات الماضية، وتداول الناشطون ووسائل إعلام تلك الوثائق، مطالبين بإحالة جميع المتورطين في تلك الشحنات إلى القضاء بشكل عاجل.
وانتقد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اقتحام منزل خالد العراسي واعتقاله، وترويع أسرته، محملين حكومة تصريف الأعمال ووزارة الداخلية بشكل خاص المسؤولية عن سلامة العراسي.
واتهم الناشطون من وصفوها بـ"حكومة الوضع المزري" بخضوعها لـ"تُجار الموت" ومافيا التهريب والاتجار بالمبيدات والسموم الفتاكة لأرواح البشر والمضرة بالأرض والشجر.
وقال الناشط محمد عبدالكريم الخيواني: "واقع الحال الذي وصلنا إليه تعدى الواقع المزري أضعافا مضاعفة وصار الشعب ضحية لعبث عبيد تجار السموم الصهيونية"، مضيفاً في منشور آخر على منصتي فيسبوك وتويتر: "فضح الفساد يخدم العدوان.. مبروك علينا، خلاص الآن أنصح الجميع يجهزوا فراشهم ويحجوا لأقرب مركز شرطة وهم يتكفلوا بنقلنا للجهاز للبحث..
سهل أين ما ودهم قصدكم من بقعة".