حوار - عادل عبده بشر / لا ميديا -
هو ابن العشيرة الحمادية -آل حمادة- التي تنتسب إليها معظم عشائر منطقة البقاع، التي تُشكل مع مناطق أخرى في الشرق والجنوب اللبناني، كابوساً للكيان الصهيوني.. التحق بالعمل السياسي المقاوم منذ سن مبكرة مُتدرجاً في المسؤوليات الحزبية لدى حزب الله، حتى انتُخب عضواً في كتلة الوفاء للمقاومة -الجناح السياسي لحزب الله- في مجلس النواب اللبناني.
عمله الحزبي ودراسته الأكاديمية لم يحولا دون شغفين: الرياضة والشعر. في الأولى نال جوائز عدة في بطولات محلية في الـ«بينغ بونغ»، وحاز الحزام الأسود في «الكاراتيه». وفي رصيده الأدبي خمس مجموعات شعرية وكتابان في النقد الأدبي وكتاب في أصول التدقيق اللغوي.
وبالرغم من انشغاله كبقية القيادات والمسؤولين في هذه المعركة المصيرية مع العدو الصهيوني، وقوى عالمية تقف وراء الكيان العبري، إلا أن البرلماني والقيادي في حزب الله، الأديب والشاعر الدكتور إيهاب حمادة، خص صحيفة «لا»  بحوار صحفي، ننشره على حلقتين، في الأولى يتحدث عن تطورات الأحداث ارتباطاً بحرب الإبادة الصهيونية لشعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، فيما خُصصت الحلقة الثانية للحديث عن الأدب المقاوم.

جائزة عالمية للأدب المقاوم
بصفتكم المتحدث باسم جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم.. هل بالإمكان أن تحدثنا بشكل مختصر عن هذه الجائزة وأبرز أهدافها وأهميتها؟
جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم هي الجائزة التي أطلقتها «جمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام» ضمن رؤية ثابتة وأهداف واضحة، وهي تهدف إلى إعلاء القيم الأصيلة من خلال الأدب، ونتحدث هنا عن الرواية والقصة القصيرة والقصيدة العمودية وسيناريو الفيلم القصير والقصة الموجهة للناشئة.
استخدام كل هذه الأساليب الإبداعية كان للإطلالة على منظومة القيم الأصيلة التي تنتمي إلى الإنسان في كل مكان. ونحن نعرف أنه مع نشوء حركات المقاومة تاريخياً كان هناك أدب يُعنى بمواكبة هذه المقاومة ويحمل أهدافها ورؤيتها ويحاول التعبير عما أنجزته وأنتجته، وقد ذكرنا في الإعلان عن الجائزة أنها تتخطى حدود الجغرافيا لتكون عالمية بكل ما للكلمة من معنى وتحمل قضايا وهموم الإنسان في كل مكان، ونحن نستقبل من المشاركات الأدبية كل ما ينتمي إلى فكرة المقاومة بمعناها الأشمل والأوسع.
الجائزة ممولة من تبرعات أفراد يؤمنون بأهمية هذه الرسالة وموقع الأدب وتأثيره، ولا يوجد طرف سياسي يمول هذه الجائزة بالمعنى الرسمي، وقد اخترنا أن تكون الجوائز من الذهب كي لا تنتمي الجائزة من خلال العملة إلى أي دولة من الدول، ونحن نؤمن أن الجائزة هي أقل ما يمكن تقديمه للمبدع الذي ينتمي إلى القيم الإنسانية الحقيقية في مواجهة الظلم والاستبداد، في ظل ما نشهده في العالم العربي من تهميش متعمد للحضور المبدع لأدبائنا وشعرائنا الذين يصدحون بأصواتهم نصرة للحق الإنساني.
وقد اختتمت الدورة الثالثة من الجائزة بحفل مهيب أقيم في بغداد مطلع شباط/ فبراير 2024م، برعاية مباركة من الحشد الشعبي في العراق، وأطلقنا الدورة الرابعة في فئات القصيدة العمودية والرواية والقصة القصيرة والقصة الموجهة للناشئة، ويستمر استقبال المشاركات عبر موقع «جمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام» على شبكة الإنترنت حتى مطلع شهر آب/ أغسطس المقبل.
وتعلن القوائم الطويلة التي تتضمن الأعمال العشرة الأولى في كل فئة من الفئات مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، والقوائم القصيرة التي تضم الأعمال الخمسة الأولى في منتصف الشهر نفسه، بينما يتم إعلان أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز في حفل يقام في شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2025.
وقبل ذلك، يتولى تقييم النصوص المشاركة نخبة من المحكمين المشهود لهم بالخبرة والنزاهة، والذين يتم اختيارهم من بين كبار النقاد والشعراء والأدباء العرب من دول عربية مختلفة، ويتم سنويّاً إدخال تعديلات على لجان التحكيم توخياً لأكبر قدر من المهنية والشفافية، وبطبيعة الحال فإن المحكمين لا يطلعون على أسماء المشاركين ولا يعرفون هوية الفائزين إلا بعد إعلان القوائم الطويلة، كذلك لا يعرف المشاركون أسماء أعضاء لجان التحكيم إلا أثناء حفل إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز.
وقد حملت الجائزة اسم القائد الشهيد قاسم سليماني عرفاناً وامتناناً لما قدمه لهذه الأمة، وهو تحدٍّ نخوضه بوضوح لأننا نؤمن أن معركتنا واضحة، من دون التفكير في ما قد يلحق بالجائزة من تضييق في دول معينة أو منع إصداراتها من التداول، ونحن نفخر بهذا الاسم ونعتبر أنفسنا في موقع التحدي بعيداً عن أي تزلف أو نفاق أو مداراة، ونحن على ثقة بأنه سيأتي اليوم الذي تشهد فيه هذه الأمة للشهيد سليماني وأمثاله بما قدموه.

حضور الأدب اليمني
ما مدى حضور الأدب اليمني المقاوم في هذه المسابقة بدورتيها الحالية والسابقة؟ وهل صنعاء ضمن خطتكم لإقامة حفل إعلان نتائج الجائزة، سواء في الدورة الحالية أو دورة أخرى قادمة؟
نحن دائماً نراهن على اليمن ومن فيه من شعراء وأدباء وروائيين ونقاد لا يشق لهم غبار، ونطمح أن تكون المشاركة اليمنية كثيفةً فاعلةً حاضرة، ولكن بصراحة، وربما لظروف اليمن وصعوبة التواصل، وربما لتقصيرنا في إيصال صوت هذه الجائزة إلى اليمن، لم تكن المشاركة اليمنية مرضية مقارنةً بما يمثله اليمن للعالم العربي والإسلامي والقضايا الكبرى وفي طليعتها قضية فلسطين وعنوان المقاومة.
ومن خلالكم، نوجه الدعوة اليوم إلى شعرائنا وأدبائنا الأعزاء في اليمن السعيد الذي نحمل له كل الحب والمودة والتقدير والاحترام، كي يكونوا فاعلين في ميدان الأدب المقاوم من خلال جائزة سليماني العالمية كما هم فاعلون على مستوى المواجهة نيابة عن الأمة كلها بهذا الثبات وهذه القوة وهذه القدرة، ونأمل خيراً على هذا الصعيد إن شاء الله.
أما على صعيد إقامة حفل إعلان نتائج الجائزة في صنعاء، في الدورة الحالية أو دورة أخرى قادمة، فإنه شرف لنا وكرامة، ونحن نفكر بشكل دائم في هذا الأمر، وكنا قد طرحنا ثلاث عواصم عربية لاستضافة الفعاليات في طليعتها صنعاء، ومن خلالكم نخاطب سيدنا ومولانا السيد عبدالملك الحوثي وهو الذي يمثل ما يمثل، أن يمد يده كما عودنا دائماً، لاحتضان فعاليات الإعلان عن أسماء الفائزين في الدورة الرابعة في اليمن السعيد، وفي صنعاء تحديداً.

دور الأدب المقاوم
ما يسطره أبطال المقاومة الفلسطينية من بطولات أسطورية أمام جيش الاحتلال، على مدى 8 أشهر، وما شهدته المنطقة من وحدة الساحات في محور المقاومة بعمليات أعادت أمتنا العربية والإسلامية إلى مجد الانتصارات على قوى الاستعمار العالمي.. هل استطاع الأدب المقاوم أن يواكب تلك البطولات؟ وما المهمة الواقعة على عاتق الأدباء والكتاب والفنانين في تخليد هذه المرحلة وحفظ هذه الإنجازات من غبار الزمن، ومن الحبر الملوّث الذي قد يستوطن أوراق الزيف والخداع والتهوين؟
نحن ننظر إلى الأدب المقاوم بوصفه حاضراً وفاعلاً ولكنه حتى الآن لم يرقَ إلى مستوى الفعل المقاوم، لذا يأتي عمل جمعية أسفار في سياق تفعيل حضور هذا الأدب ليواكب الفعل المقاوم، وأعتقد أن العمل الصادق والمخلص في ظل وجود أدباء كبار ينتمون إلى قضايا الأمة الكبرى لا بد أن تكون له نتائج طيبة، ونحن أمام مسؤولية حقيقية في رفع مستوى فاعلية هذا الأدب ليكون بحجم ما أنتجته حركات المقاومة في عالمنا العربي والإسلامي.
نحن نشهد تطوراً حقيقيّاً من خلال الإنتاجات والإصدارات والجيل الجديد الذي ينتمي إلى الفعل المقاوم، في مواجهة الخط الآخر الذي يمثل الركون إلى العدو ويمارس على الشعراء والأدباء الترهيب والترغيب، ونستذكر هنا الشاعر العربي محمد علي شمس الدين رحمه الله، الذي رفض جائزة من دولة مطبّعة مع العدو احتجاجاً على التطبيع.
وأشير هنا إلى أن الفائزة بالمرتبة الأولى في فئة الرواية في الدورة الثالثة من جائزة سليماني، رشا فرحات، هي أديبة فلسطينية من قطاع غزة، وقد استطاعت الجمعية أن توصل جائزتها إليها في غزة رغم كل هذه الظروف وعجزها عن حضور الحفل الختامي بسبب الوضع هناك، وقد أفردنا لها حيزاً خاصاً في مهرجان بغداد كتحية خاصة لها ولأهل غزة ولكل فلسطين.

فرض عين
ما الذي ينقص محور المقاومة، كي يُخلد هذا التاريخ المجيد والملاحم البطولية، بعمل أدبي فني جامع لكل هذه التضحيات، وبما تتفاخر به الأجيال من بعدنا؟
هناك مسؤولية على كل أديب وشاعر ومؤرخ وكل من يحمل قلماً، أن يؤرخ لحظويّاً لفعل المقاومة والجهاد والمواجهة، وعلينا أن نتحرك في سياق تحمل هذه المسؤولية، وهذا فرض عين على كل من يستطيع أن يكتب، وهذا التاريخ هو الذي يصبح فاعلاً في المستقبل ويتحول إلى مربٍّ وحاضن وبانٍ لشخصيات جديدة.
نحن في لبنان ننتج من الروايات والقصص القصيرة والقصائد ما يثبت تاريخ الفعل المقاوم وكتابة التجربة، ونوثق بشكل أدبي حياة الشهداء وفعلهم وسلوكهم من خلال سيرهم وعملهم المقاوم، وهذا إرث نضعه بين أيدي أجيالنا اللاحقة التي لم تشهد فعل هؤلاء، كي تتعرف إليهم من خلال قصيدة الشاعر ورواية الروائي وقصة القاص ولوحة الرسام.

كأنك تقرأ قصيدة
كلمة أخيرة ترغب أن تختتم بها هذا اللقاء؟
أتوجه إليكم بالشكر الجزيل وبالتعبير الطافح بالحب والمودة لكل اليمن، والحقيقة أنه حين يلفظ اسم اليمن تشعر بفعل أدبي كأنك تقرأ قصيدة أو تنشد أنشودةً بلسان ملؤه الحب والشوق إلى رؤية كل فرد من أعزائنا وأبنائنا في اليمن. نأمل أن يحتضن اليمن يوماً هذه الجائزة كما احتضنت أرضه المباركة الشهداء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جائزة سليماني للأدب المقاوم
هي جائزة سنوية تقيمها وتشرف عليها جمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام، لتسليط الضوء على قضايا الأمة الكبرى وكل قضية عالمية تُمثل عنواناً مناوئاً للاستكبار العالمي ومعبراً عن واقع الشعوب وآمالها في السيادة والحرية والاستقلال.
انطلقت الجائزة في العام 2021 في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان حفل إعلان الفائزين في الدورة الأولى برعاية مباشرة من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.
أقسام المسابقة: الرواية -القصيدة العمودية -القصة القصيرة -القصة الموجهة للناشئة.
آلية الترشيح: يحق لكل الأدباء والمبدعين الترشح للجائزة على ألا يقل عمر المرشح عن 18 سنة.

الشروط العامة:
- أن يلتزم المشارك بعمل فني واحد من أقسام الجائزة.
- أن يكون العمل باللغة العربية الفصيحة.
- ألا يكون النص منشوراً سابقا بأي وسيلة من وسائل النشر.
- ألا يكون النص قد شارك أو فاز في أي مسابقة.
- أن يلتزم المرشح بالموضوع المحدد للجائزة حتى لا تتعرض المشاركة إلى الإلغاء.
- ألا يخالف النص المنظومة القيمية الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
- أن تتوفر في النص عناصر الإبداع على المستويات كافة.
- ألا يكون النص مترجما عن لغة أخرى.
- يتعهد المشارك بحضور حفل إعلان الجوائز إذا كان من الفائزين ضمن القائمة القصيرة إلا إذا تقدم بعذر مقبول لدى هيئة الجائزة على أن يرسل من ينوب عنه قانونياً.

الشروط الخاصة:
الرواية: أن تتوفر في الرواية المُشاركة الشروط والمعايير العلمية للرواية وفق التصنيف الأدبي، وألا يقل عدد كلماتها عن 35 ألف كلمة.
القصيدة العمودية: ألا تقل عن 25 بيتاً ولا تزيد عن 40 بيتاً، وأن تجري على أحد البحور الخليلية.
القصة القصيرة: أن يكون النص ملتزماً بفنون القصة القصيرة وتقنياتها وألا يقل عدد الكلمات عن ألف كلمة ولا يزيد عن 4 آلاف كلمة.
القصة الموجهة للناشئة: أن يكون النص ملتزماً بشروط ومعايير القصة، وموجهاً إلى الفئة العمرية من 12 إلى 16 سنة، وألا يقل عدد الكلمات عن 6 آلاف كلمة ولا يزيد عن 10 آلاف كلمة.
يُقبل طلب الترشيح عبر ملء الاستمارة المخصصة في صفحة الجائزة على موقع جمعية أسفار: www.asfar-lb.org. علماً أن آخر موعد لاستقبال المشاركات الأول من شهر آب/ أغسطس المقبل.