«لا» 21 السياسي -
في كتابه «دولة اليهود»، الصادر في سنة 1896، قارن تيودور هرتزل بين ‏مميزات اختيار الأرجنتين أو فلسطين موقعاً لإقامة دولة اليهود. ولدى عرضه ما تتمتع ‏به فلسطين من مميزات، كتب: «سنشكّل [هناك] بالنسبة لأوروبا قطعة من المتراس ضد ‏آسيا، وسنكون الحارس المتقدم للحضارة ضد البربرية». وعلى خطى مؤسس الحركة ‏الصهيونية، رأى بنيامين نتنياهو بعد 128 عاماً على صدور كتاب «دولة اليهود»، في ‏الخطاب الذي ألقاه في 24 تموز/ يوليو الجاري أمام الكونغرس الأمريكي، أن الصراع ‏في الشرق الأوسط ليس صراع حضارات، بل هو «صراع بين الحضارة والبربرية»، ‏وخاطب المشرعين الأمريكيين بقوله: «في الشرق الأوسط، يتحدى محور الإرهاب ‏الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات، بل ‏صراع بين الحضارة والبربرية».‏
ورغم حفلة التهريج التي شهدتها قاعة الكونغرس، حيث وقف معظم ‏المشرعين 52 مرة لبنيامين نتنياهو، كما أحصت صحيفة «هآرتس»، وتعبت أيديهم من ‏التصفيق له، فإن بعض وسائل الإعلام رأت أن خطاب بنيامين نتنياهو هو «أسوأ ‏خطاب له على الإطلاق»، وتساءل بعضها: «هل خسر نتنياهو أمريكا أخيراً؟!»، ‏وأشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في هذا السياق، إلى ما ذكره أحد المعجبين ‏برئيس الوزراء «الإسرائيلي»، وهو الملياردير إيلون ماسك، الذي من «عادته مغازلة ‏الزعماء اليمينيين في البلدان التي تمتلك فيها شركاته المختلفة مصالح تجارية»، مثل ‏الأرجنتين والبرازيل والهند، والذي قال: «ينبغي الاعتراف بأن بنيامين نتنياهو لم يعد ‏مثيراً للجدل فحسب - وهو الأمر الذي اعتاد عليه بالتأكيد، ولكنه أصبح قبل كل ‏شيء مهمشاً بشكل متزايد»، بحيث «بات عليه الاعتياد على كونه شخصية غير مهمة». 

 ماهر الشريف 
 مؤسسة الدراسات الفلسطينية