«لا» 21 السياسي -
كتب المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية، يوآف زيتوني: «كبير القَتَلة في كل الأزمنة، المخرّب ابن الـ70 روحاً (...) ويحيى عياش طولكرم، والإرهابي رقم 1 منذ حرب الأيام الستة، محمد جابر، وجّه عملية قتل إسرائيلي في حزيران/ يونيو الماضي، وكان تحت إمرته 40 مسلحاً في مخيم نور شمس، قتل الليلة الماضية بعد تبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية». وأنت تقرأ ما سبق تشعر بحجم الشماتة والاحتفاء المختلطة بأحرف كيبورد هذا الصحفي الصهيوني وهو يصف الشهيد محمد جابر (أبو شجاع) ويحفل بمقتله. ليس «زيتوني» فقط من احتفى وتشفى، بل ذلك ما فعلته كل وسائل الإعلام الصهيونية، التي خصصت صدور صفحاتها ومقدمة أخبارها للحديث عن استشهاد الرجل في اليوم الثاني للعملية الإجرامية الصهيونية شمال الضفة الغربية المحتلة. فمن هو هذا الشجاع العظيم الذي يحتفل بمقتله الصهاينة؟! وما هي قصته وحكاية جهاده واستشهاده؟!
محمد جابر (أبو شجاع) شاب فلسطيني محبوب ومتواضع وخدوم ذو أربعة وعشرين ربيعاً، ابن مخيم نور شمس، قرر البحث عن مصدر رزق، فتعلّم الحلاقة وفتح صالوناً. فجأة، وفي الأشهر ما بين نهاية العام 2022 وبداية العام 2023، قرر أبو شجاع أن يبيع محل الحلاقة والأدوات ليشتري بثمنها بندقية ويقود كتيبة طولكرم شمال الضفة الغربية، ويحول مخيم نور شمس إلى بؤرة نضالية أرّقت الصهاينة كثيراً. قبل ذلك التحق أبو شجاع كالكثير من فتيان المخيمات بالمقاومة، فتى في الـ17 من عمره، ما عرّضه للاعتقال عدة مرات، حيث أمضى خمس سنوات في سجون الاحتلال وبعض الوقت في سجون سلطة محمود عباس. في نيسان/ أبريل الماضي نفذت قوات الاحتلال اجتياحاً واسعاً لمخيم نور شمس استمرّ 50 ساعة. استشهد خلال ذلك 14 مقاوماً. وآنذاك تحدثت مصادر صهيونية عن اغتيال «أبو شجاع»، وراجت تلك الشائعة قبل أن يعاود جابر الظهور لاحقاً في تشييع الشهداء محاطاً بعدد كبير من المقاومين. هذا بالنسبة للاحتلال. أما دور سلطة رام الله العميلة فقد لاحقته كثيراً أجهزتها الأمنية محاولة اعتقاله لصالح الكيان الصهيوني، وأشهر تلك المحاولات ما جرى في تموز/ يونيو الماضي، حينما اقتحمت أجهزة محمود عباس مستشفى ثابت لاعتقاله بعد دقائق من وصوله إليه لتلقّي العلاج في يده التي أصيبت، لتندلع إثر ذلك مواجهات عنيفة بين المواطنين وعائلات الشهداء وبين شرطة عباس، ليعود أبو شجاع إلى عرينه من جديد.
استشهد الشاب المجاهد بعد ساعات من المواجهات الضارية التي خاضها ورفاقه مع عشرات جنود العدو المزودين بالمدرعات والمسيّرات.
قبل استشهاده ستجد اسم «أبو شجاع» على جدران مخيمي نور شمس وطولكرم. أما بعد ذلك فستملأ صوره جدران منازل وبيوت كل مخيمات ومدن فلسطين.
المصدر «لا» 21 السياسي