مجلة الجيش البلجيكية: «القارعة» اليمنية شديدة الفتك وتتميز بتصميم فريد
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
ماتزال القدرات العسكرية البحرية اليمنية، موضع اهتمام وسائل الإعلام الغربية والأمريكية، لاسيما بعد السلاح الجديد الذي كشفت عنه القوات المسلحة اليمنية أواخر أيلول/ سبتمبر المنصرم.
في هذا الصدد سلطت مجلة الجيش البلجيكية (Army Recognition)، الضوء، أمس، على مركبة «القارعة» غير المأهولة والمسيّرة عن بعد، والقادرة على تنفيذ عمليات نوعية دقيقة وكبرى ضد السفن والبوارج، وصولاً إلى انتقاء الأهداف الاستراتيجية.
وهي ما كشفت عنه القوات المسلحة اليمنية، منذ أيام، خلال مناورات أجرتها في الساحل الغربي بعنوان «لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ»، في إطار معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، نصرة لفلسطين ولبنان.
ونشرت المجلة البلجيكية تقريراً بعنوان «القارعة في مواجهة «ريموس 600»: كيف تعكس غواصة الحوثيين الجديدة التكنولوجيا الأميركية تحت الماء؟».
وذكر التقرير أن قوات صنعاء «قدّمت مركبة بحرية ذاتية القيادة، هي غواصة جديدة شديدة الفتك، أُطلق عليها اسم القارعة».. مشيراً إلى أن «هذه المركبة المبتكرة تحت الماء، تُمثل أحدث إضافة إلى ترسانة الحوثيين، التي كانت تتكون في السابق من صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وسفن سطحية متفجرة، وقد أثبتت جميعها فاعليتها بالفعل».
وأضافت المجلة: «أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام يمنية نهاية الأسبوع الماضي، أن السفينة القارعة تجري تدريبات، حيث تحلق بسرعة فوق سطح الماء قبل تنفيذ ضربة دقيقة على سفينة مستهدفة ثابتة. وفي خطوة منسقة، تقترب بعد ذلك سفينة مسيرة سطحية للقضاء على السفينة المتضررة، مما يدل على مزيج قاتل من قدرات الهجوم تحت الماء والسطح».
وتطرقت مجلة الجيش البلجيكية إلى طريقة عمل طوربيد القارعة ومميزاته، موضحة بالقول: «مركبة القارعة تعمل عن طريق التحكم عن بعد، ويتم توجيهها بواسطة كاميرا مثبتة على قضيب قابل للتمديد في الجزء الخلفي من المركبة التي تتخذ شكل الأنبوب، وتتيح هذه الميزة للمركبة أو الطوربيد مسح محيطها من خلال الصعود لفترة وجيزة لجمع البيانات البصرية، وبعد ذلك تغوص مرة أخرى لتجنب الكشف».
وتوقعت أن تكون القوات المسلحة اليمنية قد أعدت إصدارات من هذا السلاح، جاهزة للقتال الحقيقي، يستخدم هيكلها الخارجي ألواناً مناسبة للبيئة البحرية، مما يزيد من قدرة المركبة بدون طيار على التخفي من خلال الاندماج في البيئة تحت الماء.
وأضافت: «ومن خلال اللقطات المنشورة للمناورة، تبدو الغواصة بدون طيار صغيرة نسبيًا، يبلغ طولها بضعة أمتار فقط، مما يعزز قدرتها على التهرب من الكشف البصري، خاصة في ظروف انخفاض الرؤية أو الليل».. مؤكدة أن «حجم الغواصة القارعة وطبيعتها الغاطسة يجعلان من الصعب اكتشافها باستخدام طرق المراقبة التقليدية، مما قد يستلزم أنظمة سونار متقدمة لتتبع اقترابها. وهذا الملف الخفي يضعها كتهديد كبير للسفن الحربية والتجارية» التي يشملها بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية.
عناصر تصميم فريدة
ونقلت مجلة الجيش البلجيكية عن محللين، ملاحظتهم وجود تشابه بين «القارعة اليمنية» والغواصة مأهولة من طراز REMUS 600، التابعة للبحرية الأمريكية، والتي سيطرت عليها القوات اليمنية في العام 2018، خلال قيامها بمهام تجسسية.
وأفادوا بأن REMUS 600 التي تستخدمها الولايات المتحدة لرسم خرائط قاع البحر واكتشاف الألغام، تتميز بمخطط ألوان زاهية ونطاق كاميرا قابل للتمديد، على غرار تلك التي شوهدت على «القارعة». ومع ذلك، فإن النسخة اليمنية تتميز بعناصر تصميم فريدة، مثل تكوين المروحة المميز، وغطاء حلقة واقية للمروحة، ومخروط أنف انسيابي، حيث تشير هذه الميزات إلى أن «القارعة» إما تم تعديلها من REMUS 600 لتناسب القدرات المحلية أو تم بناؤها من الصفر، مع اعتماد تصميم الولايات المتحدة كمرجع أساسي، وفقاً للمجلة البلجيكية.
تطور مستمر
المجلة ذاتها أكدت أن قدرات «صنعاء الصاروخية والطائرات المسيرة، استمرت في التطور مما جذب الانتباه الدولي لمداها ودقتها المتزايدة».. مضيفة: «وتؤكد الحالات الأخيرة على براعتهم، فقد أخطأ صاروخ حوثي حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة يو إس إس آيزنهاور في الصيف الماضي، وسقط على مسافة قريبة منها، بينما أجبر صاروخ آخر المدمرة يو إس إس جرافيلي على نشر أنظمة الأسلحة القريبة (CIWS) في محاولة أخيرة لتحييد الصاروخ».
وخلصت مجلة الجيش البلجيكية في تقريرها إلى أن كشف القوات المسلحة اليمنية «عن السفينة الحربية، القارعة، يُظهر التزام صنعاء بتحسين تكتيكات الحرب غير المتكافئة، وقد يؤدي هذا السلاح الأخير إلى تعقيد ديناميكيات الأمن في البحر الأحمر»، خصوصاً مع تعهد اليمن «بمواصلة الضغط على إسرائيل وحلفائها حتى تتوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان».
وكان الإعلام الحربي في القوات المسلحة اليمنية، نشر بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر الفارط، مشاهد فيديو للمناورات البحرية التي أُجريت في البحر الأحمر وعلى سواحل اليمن، بعنوان «لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ»، في إطار «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» التي تخوضها صنعاء إسنادًا للشعبين الفلسطيني واللبناني وبمناسبة مرور عام على عملية «طوفان الأقصى».
وحاكت المناورة تصدي القوات المسلحة لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيدًا لإبرار معاد يتسلل عبر الساحل.
وأظهرت المشاهد أسلحة مختلفة تنوعت بين صواريخ مختلفة، وأسلحة القنص، وطوربيدات وزوارق مسيّرة، إضافة إلى تنفيذ كمائن وإغارات، ومحاكاة حرب المدن.
و«تضامنًا مع غزة» التي تواجه إبادة «إسرائيلية» بدعم أميركي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تستهدف القوات المسلحة اليمنية بصواريخ ومسيّرات سفن شحن «إسرائيلية» أو مرتبطة بها والسفن الأمريكية والبريطانية، في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، كما تنفذ قوات صنعاء هجمات بصواريخ ومسيّرات على أهداف صهيونية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينها عمليات استهدفت «تل أبيب».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا