حوار - بشرى الغيلي / لا ميديا -
تجذبك لمتابعةِ برنامجها حتى الختام، يشدك صوتها الملفت وغير المتكلف، ببساطتها دخلت قلوب المستمعين لقربها من مناقشةِ اهتماماتهم اليومية، تعدّ بثينة الجندبي المذيعة والإعلامية منذُ 11 عاما واحدة من المذيعات القلائل خلف المايك اللواتي وضعن بصماتهن على أرضِ الواقع، لها الكثير من البرامج الإذاعية والمجتمعية والصحية ومشاركتها في الدراما الإذاعية، استضافتها «لا» رغم انشغالها ومرورها بوضع صحي استثنائي إلا أنها لبّت دعوة واستضافة الصحيفة بكل حب، وتحدثت عن أشياء وهموم تلامس أوضاع المذيعين، ووضعت الكثير من النقاط على الحروف.. لا نطيل عليكم ونترككم مع سياق الحوار الشيق معها..

 حضور وكاريزما
 لصوتكِ شجنٌ خاص سرعان ما ينجذبُ المتابع والمستمع لبثينة الجندبي من خلال إطلالتها عبر برامجها.. كيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟ من اكتشفكِ إعلامياً ومتى؟ ومن شجعكِ على اقتحام هذا المجال؟
أولا شكرا جزيلا للزميلة الرائعة بشرى الغيلي على هذه الاستضافة الأكثر من رائعة يشرفني أن أكون ضمن ضيوفك في صحيفة «لا» تحية لكِ ولجميع الطاقم.
بداياتي كنت مُدرسة فنون جميلة، وقتها كان عمري 17 عاماً كان وقتها يوجد مناسبة عيد الأم فقمت بتقديم احتفالية وفكان هناك أستاذ تخصصه إعلام الله يذكره بالخير اسمه زكريا دهمان فكان له الفضل بعد الله في كوني المذيعة بثينة الجندبي. حقيقة قال لي صوتكِ جميل وحضوركِ قوي وعندك كاريزما قوية ليش ما تقدمي مذيعة، فكان من المستحيل حينها، فقال تعالي نجرب وفعلا رحنا أولا إذاعة صنعاء فتم استقبالي من قبل المذيعين الكبار بكل حب وفرحوا بي وتم قبولي، لكن أنا شفت نفسي صغيرة جدا بين عمالقة الإعلام حينها، فجربت تجربة أخرى وقدمت في إذاعة «يمن FM»، وتم اختباري صوتا وحضورا والحمد لله تم قبولي ومن بعدها بأسبوع قدمت برنامج أوراق متناثرة وظهرت على الهواء برفقةِ ماجد يزبك.

أزمة وتعدي
الإذاعات اليمنية تصارع من أجل البقاء وتمر بظروف البلد كونها جزءا لا يتجزأ من الرسالة المجتمعية.. من وجهة نظركِ هل انعكس ذلك على مستوى دخل المذيع وأدائه؟
بالنسبة للظروف الراهنة كلنا نمر بها ومستمرون وصابرون وكلنا واقفون يدا واحدة لأجل نجاح الإذاعة، لم تغير الظروف مستوى المذيعين أبدا مازال كل واحد يقدم أفضل ما لديه وإن شاء الله أزمة وتعدي.

سيطرة..!
انتشر مؤخرا في الإذاعاتِ اليمنية سيطرة الرعاة، والتجار، وأصحاب رؤوس الأموال في ظهور مذيعين غير مؤهلين، وغياب ذوي الكفاءات.. فما تعليقكِ؟
بهذا السؤال وضعت يدكِ على الجرح.. صحيح هذا الشيء موجود في الآونة الأخيرة بسبب تسلط بعض التجار ظهرت أسماء غير معروفة، وغابت وظلمت أسماء من ذوي الكفاءات والخبرات، ولكن برأيي الشخصي هذا من واجب مدراء الإذاعات أنفسهم، ألا يقبلوا استبدال موظفيهم الأكفاء، واستبدالهم بمذيعين على حسب اختيار التاجر، وأن تكون الأولوية لموظف الإذاعة، وبهذه الطريقة تحافظ الإذاعات على نجاحها واحترام موظفيها وهذه المشكلة في أغلب الإذاعات.

قريبة جدا من شخصيتي
لبثينة الإعلامية ظهور في الدراما الإذاعية وكنتِ بطلة مسلسل «الجليلة» للمخرج محمد الداهية وتألقت جدا في إتقانِ الدور، ما هي الرسالة التي أوصلتها شخصية الجليلة للمستمعين بشكل خاص، ومسلسل الجليلة بشكل عام؟
شخصية «الجليلة» في مسلسل «الجليلة» شعرت أنها قريبة جدا من شخصيتي الحقيقية، أنه لا بد أن يكون للمرأة رأي وتكون شخصيتها قوية، فهي قادرة على فعل أي شيء مثلها مثل شقيقها الرجل، وهذا ما تجسده عاداتنا وتقاليدنا في المجتمع اليمني واحترام المرأة، وما جسدته شخصية الجليلة شيخة قبيلة الجلايلة في المسلسل، وأعجبتني فكرة سيناريو زميلي محمد الداهية مخرج المسلسل فالمرأة لا تحجم من نفسها أبدا، فهي قادرة أنها تفعل المستحيل طالما أن شخصيتها قوية.

نجاح بدون دعم أو رعاية
لكِ تجربة إعلامية جديدة وربما سبقت الكثير في فكرة بث برنامج اجتماعي رمضاني عبر صفحتكِ الشخصية بالفيسبوك، وكان تحت عنوان «مجتمع واعي»، فهل وجدت أن الفكرة حققت تفاعلا أكبر؟ وأنتِ دائما ما تطرحين تنويهاتك لمواضيع برامجك ورأينا تفاعلات ومساهمات الجمهور معك، فكيف تصفين تجربتكِ للقراء؟
بالنسبة لتجربتي مع برنامج «مجتمع واعي» كانت من أروع التجارب وأروع البرامج التي قدمتها طوال مسيرتي الإعلامية لأني قدمته بحب وإخلاص، ولأني دخلت مع نفسي في تحد أنني انجح بدون دعم أو رعاية من أي تاجر، وطريقة تفاعل متابعيّ وتشجيعهم لي أثلجت صدري فعلا وجعلتني أواصل للآخر، وأشكر من أعماق قلبي من كان له الفضل في نجاح هذا البرنامج.

نسعى للأفضل
مع التطور التكنولوجي المتسارع أصبحت معظم الإذاعات العالمية تسعى لانتشار أوسع لسهولة الوصول إليها من أي مكانٍ في العالم وتستغل كل مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتها بشكل أكبر للجماهير.. فهل برأيكِ استطاعت الإذاعات اليمنية مواكبة ومجاراة ذلك؟
برأيي هناك قصور كبير من قبل الإذاعات في هذا الجانب والتطور التكنولوجي لم يتم اتباعه ومواكبته من قبل إذاعاتنا بشكل عام كما في الإذاعات العالمية ولكن بالنسبة لنا نبذل كل جهد لنقدم الأفضل للمستمع والمفيد ونسعى للأفضل دائما رغم الصعوبات.

تأثرت بـ»بثينة القرشي»
من هي المذيعة التي تأثرت بها بثينة الجندبي محليا وعربيا؟
المذيعة التي تأثرت بها من صغري محليا المذيعة بثينة القرشي، وعربيا المذيعة لجين عمران، ووفاء الكيلاني، والكثير من المذيعات اللواتي صنعن نجوميتهن بأدائهن عالميا.

يضايقنا ذلك
يُلاحظ أن معظم إذاعات الـFM تُكثر من الإعلانات بشكل مبتذل ومبالغ فيه مما يجعل المتابع والمستمع في حالةِ سأم وامتعاض، ويسبب نفور المستمعين، برأيكِ من المتسبب بذلك؟
بالنسبة لكثرة الإعلانات نحن أيضا كمذيعين يضايقنا هذا الشيء لأنه يتسبب في عدم إشباع البرنامج بفقراته الكاملة ولكن جميعنا نعرف أن دخل المذيع والإذاعة في الوضع الراهن، والظروف الراهنة محسوب من الإعلانات، لذلك على الجميع تفهّم ذلك.

أتقبّل النقد
هل تهتم بثينة بنقد نفسها ذاتيا؟ وهل يوثر النقد فيكِ أم يزعجكِ؟
النقد حقيقة لصالح تطوير البرامج وأنا أتقبل دائما النقد البناء ودائما آخذ أي كلام أجده لصالح تطوير أدائي والرقي بمستوى العمل الإذاعي، ورفع النقد للمختصين، ويؤخذ بعين الاعتبار، مع أنه نادرا ما يحصل انتقاد لأنني أعمل ألف حساب لكل ما أقدمه وأطرحه للمستمع وأحترم عقول المستمعين، ودائما أضع نفسي مكان المستمع قبل تقديم المحتوى لتفادي الانتقادات.

مسيرة 11 عاما
رصيدكِ من البرامج الإذاعية زاخر بالعطاء، فما أبرز ما قدمته بثينة الجندبي من برامج؟
برامج كثيرة قدمتها خلال مسيرتي الإعلامية والسنوات الـ11، في إذاعة «يمن FM»، منها برامج مسابقاتية، برامج صحية، برامج اجتماعية، ومسلسلات رمضانية، وأخبار.. ولكن أبرزها وأقربها لقلبي «كوكتيل يمن FM»، و«أحلى ما فينا»، وبرنامج «نسيم الورد» الصباحي.

بعيدة عن التصنّع
عندما يستمع الجمهور إلى بثينة الجندبي عبر الإذاعة سرعان ما يتبادر إلى أذهانهم جمال الحياة والتفاؤل، وأيضا من خلال استماعي لأسلوبكِ الجميل هل هذه طريقة مقصودة ومتبعة أم ماذا؟
دائما أنا أكون بطبيعتي مع المستمع لا يوجد أي ذرة تصنع في تقديمي وطرحي أبدا بثينة الجندبي التي أمام المايكروفون هي نفسها خارج الإذاعة، وهذا السبب في إحساس وشعور المستمع مني بالتفاؤل وحب الحياة، كما ذكرت عزيزتي لأني بعيدة جدا عن التصنع وطريقة تقديمي لهم من القلب للقلب.

شكراً صحيفة «لا»
ماذا تقول بثينة الجندبي لمستمعيها ومعجبيها عبر صحيفة «لا»؟
أخيراً أقول لكل من يستمع لبثينة ويتابعونها لكم جزيل الشكر لأنكم سبب نجاحي، ولولاكم بعد الله لم أكن شيئا، وأشكر كل الزملاء والزميلات الذين يدعمون ويشجعون بثينة، كما أشكر صحيفة «لا» واسعة الانتشار وكافة الطاقم العامل فيها.