الصواريخ والمسيرات اليمنية تفوقت على منظومات الدفاعات «الإسرائيلية» والأمريكية ودول طوق فلسطين
الزخم اليمني شعبياً وعسكرياً لم يكن سيحدث لولا القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الحوثي
اليمن أثبت أنه الأكثر تأثيراً على «إسرائيل» في مساندة غزة
صنعاء وضعت معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والأيام القادمة ستشهد الكثير من المفاجآت
ثلاثة سيناريوهات للوضع في جنوب لبنان وسيكون لحزب الله كلام آخر
سقوط الأسد لم يكن مفاجئاً وحزب الله تلقى ضربات قاسية


حوار: عادل عبده بشرر / لا ميديا -
تستضيف «لا» في هذا العدد الخبير العسكر اللبناني العميد منير شحادة، منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية والرئيس السابق للمحكمة العسكرية في لبنان، للحديث عن التطورات الحاصلة في المنطقة ابتداءً بلبنان، مروراً بسورية وفلسطين، ووصولاً إلى اليمن، في ظل الصراع مع العدو الصهيوني ومن يقف وراءه.

العدو يتنصّل
•  نبدأ معك سيادة العميد من تطورات وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني.. قبل يومين قوات العدو وصلت إلى وادي الحجير، بالتزامن مع خروقات صهيونية شبه يومية.. كذلك كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أن «الجيش الإسرائيلي» يعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا.. ماذا يعني هذا في المفهوم العسكري؟ وهل بدأت النوايا الاستيطانية تتكشف؟ وما الذي يتوجب على لبنان، حكومة وجيشا وجهات معنية، اتخاذه؟ وأين هي اللجنة الدولية مما يحدث؟
- منذ بداية إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت وحتى اليوم دأبت «إسرائيل» على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وكان أكثرها خطورة ما حدث مؤخراً عندما كانت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار برئاسة الجنرال الأمريكي مجتمعة في الناقورة، وقامت «إسرائيل» وعلى بعد أمتار من مكان اجتماع هذه اللجنة بالدخول إلى بلدة الناقورة وفجّرت وجرفت عددا من المنازل القريبة جدا من مكان الاجتماع، وفي نفس اليوم قام عدد من المستوطنين الصهاينة بالدخول إلى «مارون الراس» ونصبوا الخيام، في إشارة واضحة أن العدو «الإسرائيلي» أظهر نواياه حول الاستيطان في جنوب لبنان، والخطورة أيضا في الخرق الذي حصل منذ يومين بقصف القوات «الإسرائيلية» لمنطقة البقاع على بعد أكثر من مائة كيلومتر إلى أن وصلنا إلى حادثة دخول الدبابات إلى وادي الحجير، هذا الوادي الذي له رمزية خاصة، حيث كان في حرب 2006 مقبرة للدبابات «الإسرائيلية». كل هذه الخروقات هي رسالة واضحة من «إسرائيل» لهذه اللجنة وللبنان وللمقاومة مفادها أن «إسرائيل» تريد أن تفرض أمرا واقعا بأن تُبقي ورقة حُرية التحرك في لبنان بيدها، رغم أن هذا المطلب «الإسرائيلي» قد تم رفضه من قبل لبنان أثناء المفاوضات، واحتوت بنود الاتفاق الـ13 على بند وحيد يؤكد حق الدفاع عن النفس للطرفين، ولا يوجد بند ينص على حُرية الحركة.
الجدير ذكره أن «إسرائيل» خلال هذه الفترة من وقف إطلاق النار، دخلت إلى محاور في جنوب لبنان لم تستطع أن تدخلها أثناء الحرب. وهي بهذه التصرفات تريد أن تفرض أمرا واقعا، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة في سورية وقيام الكيان باحتلال جبل الشيخ وأراض شاسعة والوصول إلى مسافة كيلومترات من دمشق وعلى بعد 12 كيلومترا من معبر المصنع الدولي بين لبنان وسوريا، وبهذا أعتقد أن «إسرائيل» لم يعد لديها مصلحة أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان أو الانسحاب من المناطق التي مازالت فيها بالجنوب اللبناني.

سيكون للمقاومة كلام آخر
•  في ظل هذه التطورات، إلى أين تتجه الأوضاع في لبنان؟ هل ستبقى المقاومة وبالمقدمة حزب الله، مكتوفة الأيدي حيال هذه الخروقات؟ وما الخيارات المتاحة أمامهم لإيقاف العدو عند حدّه؟
- نحن بعد مرور مهلة الستين يوما لدينا ثلاثة سيناريوهات للوضع في جنوب لبنان:
الأول: أن تنسحب «إسرائيل» خلال مهلة الستين يوماً عند انقضائها، وأن توقف هذه الخروقات.
السيناريو الثاني: أن تنسحب بعد مرور الستين يوما وتُبقي الخروقات وورقة حرية الحركة بيدها.
السيناريو الثالث وهو الأسوأ: ألا تنسحب ولا تتوقف عن الخروقات.
في السيناريو الأول تكون المشكلة قد حُلّت. وفي الثاني أعتقد أن المقاومة ستعطي مهلة للجنة الدولية، وبكل الأحوال المقاومة حتى الآن لا ترد على الخروقات لكي تُفسح المجال أمام اللجنة التي تترأسها أمريكا الراعية لهذا الاتفاق، لكي تقوم بدورها ولنرى إذا كانت هذه اللجنة تستطيع أن تلجم «إسرائيل» وتضغط عليها لوقف الخروقات والانسحاب في مهلة الستين يوما.
إذن في السيناريوهين الثاني والثالث، أعتقد أن المقاومة الإسلامية في لبنان قد تظهر بتصريح خلال الأيام القادمة، تعلن فيه إعطاء مهلة للجنة حتى تاريخ كذا، فإذا استمرت «إسرائيل» في ارتكاب الخروقات ولم تستطع اللجنة أن توقفها وتجبرها على الانسحاب، فإن المقاومة سيكون لها كلام آخر.
للحقيقة حزب الله عليه ورقة ضغط تتعلق بقصة النازحين من جنوب لبنان والذين عادوا إلى الجنوب بحدود 80%، ففي حال قام الحزب بالرد على «إسرائيل»، ستستأنف الحرب وسيكون هؤلاء المدنيون الذين عادوا إلى الجنوب، تحت رحمة القصف البربري «الإسرائيلي»، هذه مشكلة المقاومة ولكن بمعنى آخر المقاومة حتى الآن تُظهر للعالم، للرأي العام العالمي، للأمم المتحدة، للدول الراعية لهذا الاتفاق، للرأي العام الداخلي في لبنان، أن هذه هي «إسرائيل» ونحن تركنا الأمر بيد الدولة اللبنانية، بيد الجيش اللبناني، والمجتمع الدولي والقرارات الدولية لنرى كيف ستُنفّذ هذه القرارات وقد ظهر للجميع أن «إسرائيل» لا ينفع معها إلا القوة.

مقياس النصر
• مؤخراً لا يخلو خطاب لـ» نتنياهو» من القول بأن «إسرائيل» انتصرت في حربها على لبنان وغزة وتمكنت من قطع ما يصفها بـ«أذرع إيران» في المنطقة، خصوصاً بعد سقوط النظام في سورية.. ما الانتصار الذي حققه العدو في لبنان وغزة؟ وهل فعلاً أصبح حزب الله في أضعف حالاته، مقارنة بما كان عليه قبل عام من الآن؟
- لا يمكننا الإنكار أن المقاومة اللبنانية تلقت ضربات قاسية من بينها عمليات البيجر التي أدت إلى إخراج 3200 عنصر من حزب الله من أرض المعركة خلال ثوان، وتمكنت «إسرائيل» من اغتيال معظم قادة الصف الأول إلى أن وصلت إلى سماحة السيد حسن نصر الله ومن كان سينوب عنه السيد هاشم صفي الدين. إضافة إلى تهجير مليون ونصف نازح من بيئة المقاومة وتدمير البنى التحتية في جنوب لبنان وفي الضاحية وبعلبك في منطقة البقاع. ولكن هل انتصرت «إسرائيل»؟ مقياس النصر في الحروب هو تحقيق الأهداف وليس كمية الدمار وأعداد الشهداء والجرحى.. هل حققت «إسرائيل» أهدافها في لبنان؟ هل استطاعت أن تعيد المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية وأن تقضي على المقاومة؟ هذا لم يتحقق.
«إسرائيل» تمكنت من تدمير بعض قدرات المقاومة ولكن القدرات الكبيرة وصواريخها الكاسرة للتوازن على غرار عماد 4 و5 لم يستطع الكيان أن يصل إليها، ولازالت في أنفاق حصينة.
فبالنسبة للبنان لم تستطع «إسرائيل» تحقيق أهدافها، أما في غزة كل ما فعله العدو هو تدمير المباني والبنية التحتية وقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، ولكن الأسرى «الإسرائيليين» لازالوا بيد المقاومة الفلسطينية ولازالت المقاومة الفلسطينية حتى الآن تدك المستوطنات بالصواريخ وتستطيع أن تنصب الكمائن وأن تقتل وتصيب عددا كبيرا من العسكريين «الإسرائيليين».
وردا على سؤالك إن كانت المقاومة الإسلامية «حزب الله» في لبنان قد ضعفت مقارنة بما كانت عليه قبل عام الآن، طبعا تلقي المقاومة هذه الضربات القاسية أدت إلى تضرر المقاومة ولكن موضوع سقوط النظام في سوريا وصعوبة إمداد المقاومة عن طريق سوريا هذا الموضوع طويل وشائك يجب أن نتحدث عنه ويجب أن نلفت إليه، لا يمكن ضبط حدود بين أي دولة ودولة أخرى في العالم هذا من المستحيلات، أنا أريد أن أسأل «إسرائيل» هي نفسها لأن «إسرائيل» ببنود الاتفاق تحمل الجيش اللبناني مسؤولية ضبط الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا لمنع دخول أسلحة للمقاومة.
أنا أسأل «إسرائيل»: 17 سنة وهي تحاصر غزة التي بمساحة 360 كم مربع، وأنشأت غلافا تقنيا حول القطاع كلف مليارات الدولارات، ويتكون من تقنيات عالية للمراقبة والتجسس على غزة، هل تمكنت خلال 17 سنة من أن تمنع المقاومة من إمداد نفسها وإنشاء أنفاق تحت الأرض بطول 700 كم بـ5000 فتحة منتشرة في كل أنحاء القطاع وذات المقاومة حتى الآن منذ سنة وشهرين وهي تقاوم «إسرائيل» ولديها مخزون من الأسلحة، وحتى الآن لازالت تستطيع أن تمد نفسها بما تحتاجه من ذخائر وأسلحة، رغم هذا الحصار والدمار.
إذن ضبط الحدود بين أي دولة ودولة أخرى في العالم هذا غير متاح بشكل أن يكون مغلقا 100%. طبعاً إمداد المقاومة في لبنان عن طريق سوريا أصبح أصعب من الفترة السابقة ولكن سوف يبقى هناك طريقة أو أخرى لكي تؤمن المقاومة أسلحة لها عبر الحدود الشرقية. أيضاً «إسرائيل» هي أول من يعلم أن المعابر التي قصفتها على طول الحدود الشرقية، ليست هي المعابر التي تمد المقاومة بالأسلحة، هي معابر قصفها الكيان لقطع أوصال لبنان عن سوريا اجتماعياً واقتصادياً وإنسانياً، أما من ناحية المقاومة فليست هذه هي المعابر التي تعبر منها المقاومة وتأتي بأسلحة.

سقوط الأسد
• احتلال العدو «الإسرائيلي» لمساحات واسعة في سورية بينها مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، برأيكم هل تم ذلك بمحض صدفة، استغلالاً لفرصة واتته جراء ما شهدته سورية، حينها، أم أن الأمر جرى التخطيط والإعداد له مسبقاً وبالاتفاق مع أطراف أخرى؟
- وزير الدفاع «الإسرائيلي» صرّح منذ يومين قائلاً: «نحن أسقطنا نظام بشار الأسد». طبعاً «إسرائيل» وأمريكا وتركيا الكل مشارك في إسقاط نظام بشار الأسد، وأنا أول من صرّح عندما تم الإعلان عن سقوط نظام الأسد وقلت إن «إسرائيل» ستتقدم من الجولان باتجاه الشمال وهذا حصل. فوراً استغل الكيان هذا الوضع وهو كان على علم بذلك، إذا نتذكر أنه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قامت «إسرائيل» بنزع حقول الألغام في منطقة الجولان وبدأت بتعبيد الطرقات في هذه المنطقة، وكان هذا واضحا بأنها تُحضِّر لهذا العمل بالتنسيق مع أمريكا وتركيا وكل الدول التي هي ضد نظام الأسد لإسقاطه.
المفاجئ للجميع هو سرعة سقوط نظام الأسد وليس توقع السقوط.. السقوط كان حتميا بالنسبة لـ«إسرائيل» ولكن تفاجأت به مما جعلها تسرع في الدخول إلى الأراضي السورية، وأنا أقول من الآن الأراضي التي دخلتها «إسرائيل» في سوريا لن تُخليها وسوف تحسبها من ضمن الأراضي التي تدعي أن ما تصفها بدولة «إسرائيل» تقام عليها، ولن تنسحب منها أبدا.

جبهة الإسناد اليمنية
• ننتقل إلى تطورات الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وارتفاع وتيرة الاستهدافات اليمنية للعمق الصهيوني مع الاستمرار في إغلاق باب المندب في وجه الملاحة «الإسرائيلية» إضافة إلى السفن الأمريكية والبريطانية بشقيها «الحربية والتجارية».. ما الذي أثبته اليمن في معركته المساندة للشعب الفلسطيني؟
- اليمن أثبت أنه هو الأكثر تأثيراً على «إسرائيل» في مساندة غزة، كيف ذلك؟ لازال حتى الآن معبر باب المندب مغلقاً، يعني تخيل أن أكبر شركات في العالم غيرت طريقها، فبدلاً من أن تسلك المحيط الهندي إلى البحر العربي وخليج عدن ثم باب المندب والبحر الأحمر وصولاً إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، أصبحت هذه السفن تتجه إلى رأس الرجاء الصالح والمحيط الأطلسي ومضيق جبل طارق، فأصبحت الشحنات والشحن يُكلِّف أربعة أسابيع زيادة في الوقت وأضعاف أضعاف التكاليف من ناحية التأمين والنقل.. كما أدى منع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب، إلى إغلاق ميناء أم الرشراش «إيلات» مما أثر اقتصادياً جداً جداً على «إسرائيل».
هذا من الناحية الاقتصادية، أما من ناحية الصواريخ الفرط صوتية والطائرات بدون طيار، فقد أثبت اليمن أن لديه قدرات عسكرية وتقنيات عالية تستطيع أن تصل إلى العمق الصهيوني، الطائرات المسيرة ضربت أهدافا في «تل أبيب» والصواريخ الفرط صوتية لم تستطع كل منظومة الدفاع الجوي «الإسرائيلية»، ومعها منظومة «ثاد» الأمريكية المتطورة التي أرسلتها واشنطن مع طواقم أمريكية لتشغيلها، لم تستطع جميعها أن تتصدى للصواريخ الفرط صوتية  «فلسطين 2» التي تطلقها اليمن باتجاه «تل أبيب»، ورأينا مشاهد فيديو للصواريخ وهي تسقط وسط الأراضي المحتلة ومشاهد للدمار الذي أحدثته.
وعندما ردّ الكيان بقصف ميناء الحديدة أو مطار صنعاء كانت صنعاء تردّ فوراً وأحيانا في نفس الوقت أو نفس الليلة، ولازال اليمن يستهدف السفن حتى إنها استهدفت حاملة الطائرات والبارجات الأمريكية، إذن اليمن مؤثر جداً في إسناد غزة، ويُحسب له ألف حساب، ويظهر حجم الخطر الذي يشكله اليمن على «إسرائيل» من خلال الاندفاع الأمريكي لتشكيل حلف بحري، يأتي بقضه وقضيضه إلى البحر الأحمر، لكي يتصدى لما تقوم به اليمن، هذا يدل على أن صنعاء لديها قدرة على التأثير على إسرائيل في موضوع مساندة غزة.

تقنيات عالية
• بالحديث عن العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، نجحت القوات المسلحة اليمنية الأحد الماضي في إفشال هجوم أمريكي بريطاني، واسفرت المعركة عن إسقاط مقاتلة F18 أمريكية واستهداف حاملة الطائرات واجبارها على الفرار إلى شمال البحر الأحمر.. ما تعليقكم على ذلك كخبير عسكري؟
- تمكُن القوات اليمنية من إسقاط طائرة F18 أمريكية رغم مزاعم الجيش الأمريكي أنها أسقطت بنيران صديقة، واستهداف اليمن للبارجة الأمريكية USS Truman، إن كان بطائرات مسيرة أو بصواريخ، بخلاف استهداف العمق الصهيوني، كل ذلك يُثبت أن لدى اليمن قدرات وتقنيات عالية تستطيع أن تكمل طريقها دون أن تعترضها منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في البحر الأحمر وفي فلسطين المحتلة، فالطائرات بدون طيار والصواريخ التي تطلقها صنعاء تعبر فوق كل منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في البحر الأحمر من البوارج الأمريكية والبريطانية ومن الدول المحيطة بـ«إسرائيل» وحتى الدفاعات الجوية في «إسرائيل»، هذا يدل أن اليمن استطاع أن يخترق كل هذه المنظومات والرادارات وأن يصل إلى أهدافه في عمق «تل أبيب».. يكفي أن أي صاروخ تطلقه صنعاء باتجاه العمق «الإسرائيلي» حتى لو سقط على طريق سريع أو في أماكن مفتوحة يُعدّ خطراً على الاحتلال ويُثبت أن هذا الكيان لم يستطع حماية سمائه وأصبح لا يوجد أي مكان فيه آمن، كل هذا يدل أن قدرات اليمن كبيرة وتتفوق على التقنيات العالية التي تملكها أمريكا وبريطانيا و»إسرائيل» وكل حلفائها.
إلى جانب ذلك، القوات المسلحة اليمنية نجحت في إسقاط نحو 12 طائرة مسيرة طراز MQ9 الأمريكية المتطورة على مدار العام الفائت، وهذا يثبت أن صنعاء تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة تستطيع أن تسقط مثل هكذا طائرات وتجعل أمريكا تحسب ألف حساب لليمن.
بالنسبة للضربات الجوية على اليمن من قبل الحلف الأمريكي البريطاني و«إسرائيل»، لم تحقق أي نتيجة، ماذا يعني أن تقصف «إسرائيل» ميناء الحديدة وخزانات الوقود، أو أن تقصف مطارا مدنيا وخاصة أن اليمن وضع معادلة مطار بمطار والميناء بالميناء، وأتوقع أن تشهد الأيام القادمة مفاجأة كبيرة، خصوصاً وأن الرد اليمني أصبح فوريا وليس في المكان والزمان، هذه الشعارات التي دأب العرب على استعمالها في الزمان والمكان، ليست موجودة في القاموس اليمني. وماذا ستفعل الضربات الأمريكية والبريطانية و«الإسرائيلية» إذا كان اليمن تعرض للقصف على مدى 9 سنوات منذ 2015، ثم جاء الحلف الأمريكي والبريطاني وقصف بأكثر من 700 غارة ولم يفلح في شيء وكانوا يقصفون المقصوف.

حرب خاسرة
• توعد نتنياهو بتنفيذ عملية موسعة ضد صنعاء بالاشتراك مع الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، وتشمل دعم الفصائل اليمنية الموالية للسعودية والإمارات لتنفيذ هجوم بري بغطاء جوي أمريكي «إسرائيلي»، وتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات يمنية بارزة.. برأيكم هل سينجح الكيان ومن يقف وراءه في هذا المخطط؟
- الحرب مع اليمن سوف تكون خاسرة وموضوع اجتياح بري لليمن هذا من سابع المستحيلات. لن تقدم أي دولة في العالم على هذه الخطة وهذا السيناريو، لأن موضوع المعركة البرية مع اليمن هذا ملعب اليمن وهذا ما تتلهف له صنعاء، لأن اليمن معروف عنه أنه بالنسبة للحروب البرية سيكون مقبرة لكل من يحاول أن يدوس أرض اليمن.
لن ينجح أي غزو بري ولن تتجرأ أمريكا ولا أي دولة في العالم أن تجعل جنودها يطئون أرض اليمن، أما سيناريو دعم فصائل يمنية موالية للسعودية أو غيرها للتقدم براً، فلو كانت هذه الفصائل تستطيع ذلك لكانت قامت به منذ زمن.

اليمن سند غزة
• كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء؟
- بخلاف كل ما ذكرته عن اليمن فإن هذه البلاد تحشد كل نهار جمعة الملايين من شعبها يصدحون بصوت واحد الموت لأمريكا والموت لـ«إسرائيل»، اليمن هو الدولة الوحيدة التي تحشد مسيرات أسبوعية منذ بداية الحرب على غزة حتى الآن، تناصر غزة بملايين الحناجر وتصدح بهذا الشعار، اليمن حتى الآن هو الذي أثبت أنه يؤلم «إسرائيل» بشكل كبير والدليل على ذلك كما قلت تشكيل حلف بحري أمريكي بريطاني وعدة دول ليأتوا إلى البحر الأمر هذا يدل أن اليمن مؤثر جدا ويشكل خطرا كبيرا على إسرائيل مما جعل هذه الدول تهرول لكي تُنجد «إسرائيل»، هذا يدل على مدى الألم الذي يسببه اليمن لـ«إسرائيل». اليمن حتى الآن أثبت أنه ثابت على موقفه في نصرة غزة مهما كانت التضحيات ومهما قامت «إسرائيل» من عملية اغتيال كما ذكر وزير دفاعها ورئيس أركانها ورئيس وزرائها أنه سوف يُفعّل المخابرات في منطقة اليمن لكي يستطيع أن يستهدف قياداتها.
من هنا وعبر صحيفة «لا» أوجه التحية للشعب اليمني العزيز على ما يقدمه من تضحيات في سبيل فلسطين والأمة، والتحية أيضاً لقواته المسلحة على قدراتهم الكبيرة في تصنيع الصواريخ المتقدمة الدقيقة الفرط صوتية والطائرات المسيرة التي استطاعت أن تتخطى كل التقنيات التي تمتلكها أمريكا و«إسرائيل»، هذا يدل أن اليمن لديه قدرات لا يستهان بها، والتحية الكبيرة للقيادة في صنعاء ولسماحة السيد عبدالملك الحوثي، فهذا الزخم اليمني المتواصل على مدى أكثر من عام، شعبياً وعسكرياً، لم يكن سيحدث لولا القيادة الحكيمة الشجاعة الصادقة، وسيبقى اليمن ثابتا على موقفه، مناصراً ومسانداً للشعب وللقضية الفلسطينية حتى توقف الحرب على هذا البلد المظلوم.