صحيفة (Il Faro sul Mondo) الإيطالية - هيئــــة التحـريـر
ترجمة خاصة:إياد الشرفي / لا ميديا -
أثبتت صنعاء قدرتها على ضرب عمق "إسرائيل" وإغلاق الممرات البحرية ومرونتها العسكرية في مواجهة كيان يعد عاصمة استهلاك الأسلحة الأمريكية المتطورة استأجرت الإمارات قاعدة عسكرية لمدة 30 عاماً في "بربرة" وقدمت الدعم السياسي والمالي لإنشاء القاعدة "الإسرائيلية" لتعزيز نفوذها في باب المندب على غرار قبرص القريبة من لبنان تهدف "إسرائيل" إلى جعل "أرض الصومال" مركزا استخباراتيا وقاعدة عسكرية متقدمة لخوض الحرب وتفادي الهجمات اليمنية يجري حالياً إنشاء قاعدة عسكرية "إسرائيلية" - إماراتية في جزيرة سقطرى

أرض الصومال
يخوض اليمن حرباً غير متوازنة ضد "إسرائيل"، في إطار جبهته المعلنة لدعم الشعب الفلسطيني. وكانت إنجازات صنعاء ملحوظة، وخاصة قدرتها على إغلاق مضيق باب المندب والمعابر البحرية قبالة سواحل اليمن، وضرب عمق "إسرائيل". وقد أكد هذا الوضع مرونة اليمن العسكرية في مواجهة كيان يعد عاصمة استهلاك الأسلحة الأميركية المتطورة والباهظة الثمن. وقد دفع هذا الوضع "إسرائيل" إلى تحويل أنظارها إلى "أرض الصومال" لإنشاء قواعد عسكرية تسمح لها بالقتال عن قرب وبتكلفة أقل.

أرض الصومال: الموقع الاستراتيجي والطموحات "الإسرائيلية"
تتمتع أرض الصومال بموقع استراتيجي على خليج عدن، وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب، الذي يمر عبره حوالى ثلث التجارة البحرية في العالم. ومع ساحل ممتد لمسافة 740 كيلومتراً، تعد أرض الصومال مركز جذب لـ"إسرائيل". وتهدف "تل أبيب" إلى جعل المنطقة ضمن المراكز الاستراتيجية في شرق أفريقيا، إلى جانب الطموحات الاقتصادية والتنموية الأخرى.

التدخل "الإسرائيلي" في القرن الأفريقي
تعمل "إسرائيل" على تعميق العلاقات مع أرض الصومال، نظراً لموقعها الاستراتيجي، خاصة قربها من اليمن والمعابر البحرية المهمة في المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن "إسرائيل" بدأت بالفعل التخطيط لإنشاء قواعد في أرض الصومال. إن الاعتراف المحتمل بأرض الصومال ككيان مستقل من قبل "إسرائيل" قد يجعلها شريكاً مهماً في الساحة الإقليمية.
تتمتع أرض الصومال باقتصادها المتنامي، ما يجذب الاستثمارات من العديد من البلدان، وخاصة في قطاعات الزراعة والطاقة والبنية التحتية. وتهدف "إسرائيل" إلى التعاون في هذه المجالات وتعزيز نفوذها في المنطقة، مع استغلال الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال على طول طرق التجارة الرئيسية.

مشاركة إماراتية
تلعب دولة الإمارات دور الوسيط المهم في العلاقات بين "إسرائيل" وأرض الصومال. وفي العام 2017، وقعت الإمارات اتفاقية لبناء مطار في بربرة، على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب اليمن، واستأجرت قاعدة عسكرية لمدة 30 عاما. علاوة على ذلك، أفادت تقارير بأن الإمارات تقدم الدعم السياسي والمالي لإنشاء القاعدة "الإسرائيلية" المخطط لها في أرض الصومال. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها في منطقة مضيق باب المندب ومنطقة القرن الأفريقي.

التطلعات الإقليمية.. أرض الصومال وسقطرى
وتهدف "إسرائيل" إلى تحويل أرض الصومال إلى مركز استخباراتي وقاعدة عسكرية متقدمة، على غرار دور قبرص في الساحة اللبنانية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب القيود التشغيلية التي ظهرت أثناء الحرب مع اليمن، بما في ذلك الحاجة إلى عمل لوجستي مكلف للرد على الهجمات اليمنية منخفضة التكلفة.
في الوقت نفسه، تشكل جزيرة سقطرى اليمنية محور اهتمام لـ"إسرائيل" والإمارات، اللتين تسعيان إلى ترسيخ عمق استراتيجي أكبر هناك. وتشير التقارير إلى أن الإمارات كانت تخطط للسيطرة على الجزيرة حتى قبل بدء الحرب في اليمن العام 2015، وتعمل حالياً على إنشاء قاعدة عسكرية هناك بالتعاون مع "إسرائيل".
وتؤكد التطورات الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي سعي "إسرائيل" إلى توسيع نفوذها الإقليمي من خلال التعاون مع أرض الصومال والإمارات. وتُستخدم هذه الروابط لأغراض استراتيجية وأمنية واقتصادية، ويمكنها أن تغير موازين القوى في منطقة ذات أهمية جيوسياسية هائلة.