حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
لمع نجمها وأثبتت حضورها بشكلٍ لافت للمشاهدين من خلال الأدوار التي قامت بتأديتها وتألقت بها، مما جعل الكثير من المختصين يشيدون بموهبتها، ويتوقعون لها مستقبلا مشرقا في عالم الدراما اليمنية، ومن خلال البحث عن تفاصيل شخصيتها الفنية لإعداد الحوار أشار الكثير أنها محط اهتمام الجمهور والمخرجين، ضيفتنا في صحيفة (لا) الفنانة الواعدة مسار محمد التي أحب الجمهور أداءها في المسلسلات خاصة ملامحها التي تجمع بين الطفولة والنضوج تؤهلها للنجومية خاصة أنها تسعى لتطوير تجربتها والارتقاء بما تقدمه، الكثير من التفاصيل المهمة في عالم الدراما وتجربتها الخاصة تجدونها خلال السياق.

في أحد مشاهد مسلسل «ربيع المخا»، جسّدتِ دور المرأة المثالية التي تواجه تحديات داخل عائلة غنية. كيف استطعتِ نقل تلك المشاعر المعقدة إلى الشاشة؟ وما الذي جذبك لهذا الدور بالتحديد؟ وكيف اكتشفتِ بدايات مسار دراميا؟
بدايةً الشكر لكِ ولفريق صحيفة «لا» على إتاحة هذه الفرصة للحديث إلى القراء والمتابعين المهتمين بالفنون والمسألة الثقافية عموما.
وأود التأكيد، بخصوص سؤالكِ، أن مشاركتي في مسلسل «ربيع المخا» لم تكتمل كما كان مقررا لها طبقا للسيناريو الذي دخلت عليه تغييرات كثيرة أثناء فترة تصوير أحداث المسلسل في حضرموت قبل ثلاثة أعوام، وقد أدى غياب إحدى الشخصيات التي أرتبط معها في الدور الذي أشرت إليه، إلى معالجات مبتورة. رغم ذلك كانت الفكرة لازالت صامدة إلى حدٍ ما، بينما كان يلزمني في ضوء التغييرات والمعالجات الطارئة للدور المناط بي تأديته، حشد ما أمكنني من طاقة نفسية للقيام بدور كان يفترض ألا يكون مخذولا مسبقا بالبتر والمعالجات.
في ضوء هذه المشاركة وهذا الدور كانت ظروف بداياتي مع الدراما بصورة أكثر اقترابا وحماسة، دون أن يعني ذلك أنه العمل الدرامي الأول، ولكن كانت مشاركتي في ما سبق من الأعمال مثل «صرخة وطن»، وأفلام قصيرة توعوية وغيرها، تعد مشاركة بسيطة وخاطفة.
قبل ذلك كله، كان المسرح هو أول خطواتي على طريق الدراما، وسبق لي أن شاركت في أدوار مهمة في عدد من المسرحيات التي تم عرضها في المركز الثقافي بصنعاء بين عامي 2019 و2021.
وكان لالتحاقي، بدورة تدريبية في المسرح نفذتها إدارة المسرح بوزارة الثقافة، دور كبير في إذكاء شغفي وحماستي بالتمثيل المسرحي والدرامي، وأحب هنا التأكيد على أنه ما كان لي كل هذا، لولا مساندة وتشجيع ودعم والدي الشاعر والصحفي محمد الجرادي (حفظه الله).

نقل الإحساس إلى المشاهد
عندما تقفين أمام الكاميرا لتصوير مشهد يتطلب تعبيرات عاطفية قوية، ما هي التقنيات أو الأساليب التي تعتمدينها لاستحضار تلك المشاعر بصدق؟
ليس الأمر متعلقا باعتماد تقنيات أو أساليب محددة ومشروطة، لكن يمكننا الحديث عن أن السر وراء ذلك هو الإحساس العميق بطبيعة التعبيرات العاطفية التي يحملها مشهد ما، وبالتالي إذا ما نجح الممثل في نقل هذا الإحساس إلى المشاهد فإنه قد نجح في أداء مهمته.

ممتنة لكلِ المواقف
في كواليس تصوير أحد أعمالك، هل واجهتِ موقفا صعبا أو طريفا أثر في تجربتك الفنية؟ وكيف تعاملتِ معه؟
كثيرة هي المواقف الصعبة والطريفة التي تحدث أثناء تصوير العمل الدرامي، خصوصا خلال فترة حداثة التجربة. وفي كل الأحوال ينبغي الامتنان لهذه المواقف لأنها تُعلّم الشيء الكثير.

النظرة الدونية للفن!
الدراما اليمنية تشهد تطورا ملحوظا، ولكنها تواجه تحديات عدة. من خلال تجربتك، ما هي أبرز العقبات التي تعتقدين أنها تعيق تقدُم الدراما في اليمن؟ وكيف يمكن تجاوزها؟
الدراما في اليمن تطورت في جانبها الفني، بفعل توفر الأدوات الفنية الحديثة الخاصة بالتصوير والمونتاج. لكنها تفتقر إلى الظروف التأسيسية التي ينبني عليها تطورها على أصعدة أخرى مثل: وجود النص الدرامي الجيد، والأداء التمثيلي المهني والاحترافي، والقدرة على الإنتاجية المستمرة وليس «المناسباتية» التي تعطي الحق لوصفها بـ»سمبوسة رمضان»!
طبعا في التفاصيل يكفي مثلا أن نعرف أنه لا توجد مؤسسات تعليمية للفنون. وحتى وجودها كقسم أو كلية في جامعة الحديدة، مثلا، لا يفي بالغرض.
كما تعلمين لدينا عشرات الجامعات الحكومية والخاصة، جميعها لا تعلم الفنون. ثم إن الكثير ممن يقومون بالتمثيل هم هواة لم يلتحقوا بمعاهد أو كليات الفنون، وأنا أحدهم. وأفكر بجدية في محاولة الحصول على فرصة للدراسة في مجال التمثيل أو الإخراج، وآمل أن أتمكن من ذلك.
أما عن كيفية تجاوز التحديات الكثيرة التي تواجه المسرح والدراما في اليمن، فهذا يتطلب إرادة سياسية تؤمن بأهمية وتأثيرية المسألة الثقافية والفنية في الحياة، وفي جانب منها الأشكال الأدائية كالمسرح والدراما والسينما.
وإجمالا، فقد أدى غياب التمثلات الفعلية لهذه الإرادة طوال العقود الطويلة الماضية، إلى مراكمة تدني وعي المجتمع وتعامله مع الفنون والاشتغالات الثقافية، وعزز من وصم امتهان الفنون «بالدونية»، وعلى نحو أقسى بالنسبة للنساء.. هذا مؤسف جدا.

تأثير محلي وعربي
 عند مشاهدتكِ لأداء ممثلات يمنيات رائدات، هل هناك أداء أو دور معين ألهمك وأسهم في تشكيل رؤيتك الفنية؟ ومن من الفنانات العربيات تأثرتِ بها؟
نعم تأثرت بأداء الفنانة الراحلة مديحة الحيدري، ثم لاحقا الفنانة القديرة سحر الأصبحي، والفنانة القديرة نجيبة عبدالله، وبالنسبة للفنانات العربيات فقد تأثرت بأداء الفنانة المصرية القديرة أمينة رزق، والفنانة الكويتية سعاد العبدالله وأخريات.

الوقت مبكر لهذا التحدي
إذا عرُض عليكِ سيناريو يجمع بين الدراما والتشويق، ولكن يتطلب منك تقديم شخصية بعيدة تماما عن شخصيتكِ الحقيقية، كيف تستعدين لمثل هذا التحدي؟
يتطلب مني جهدا كبيرا ومضاعفا للتكيف مع دور كهذا بعيد تماما عن المناطق والمواقع التي أجد فيها شخصيتي. وبالعموم، هذا التحدي لا أدعي قدرتي على أدائه في هذا الوقت المبكر لتجربتي.

وعي نقدي
في ظل الانتقادات التي قد تواجه الفنانين، كيف تتعاملين مع النقد البناء وغير البناء؟ وهل هناك نقد معين أثر فيكِ ودفعكِ لتطوير أدائك؟
في الواقع أتمنى أن يكون هناك وعي نقدي في التعامل مع الفنون، وأعتقد بأن هذا السلوك من شأنه أن يثري الاشتغالات الفنية ويسهم في عملية تطورها.

الخوض في الخصوصيات
 وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصة هامة للفنانين للتواصل مع جمهورهم، كيف تستفيدين من هذه المنصات؟ وهل ترين أنها تؤثر على خصوصية الفنان؟
صحيح أسهمت أدوات «السوشيال ميديا» في عالم اليوم، بدور بالغ في عملية التواصل مع الجمهور، وهذا ما لم يحظ به الفنانون في الفترات التي سبقت هذا الانفتاح التكنولوجي والرقمي، لكن بطبيعة الحال لا يعد ذلك مؤشرا كافيا على إفادة الفنان أو الفنانة من هذه العملية؛ لأن التواصل يفقد قيمته وجوهره إذا لم يكن بالبناء على مفهوم الوعي بالفن وأهميته ودوره، وبالتالي نلاحظ أن أغلب مظاهر التواصل تذهب إلى الخوض في خصوصيات العاملين في هذا المجال، وخصوصا العنصر النسوي، الأمر الذي يترك مضايقات كثيرة.

لا يقدمون النصائح
ما هي النصيحة التي تلقيتها من أحد المخرجين أو الزملاء في المجال وتعتبرينها نقطة تحول في مسيرتك الفنية؟
المخرجون لا يقدمون النصائح أكثر من التوجيهات التي تتعلق بتأدية مشاهد الأدوار في المسلسلات أو الأعمال التي يقومون بإخراجها، لكن النصائح المهمة تكمن في تلك التوقفات وتكرار إعادة المشاهد، حيث يلزم الممثل الذكي والمجتهد استدراكها وفهمها هو بنفسه.

دور الملكة أروى
إذا طُلب منك اختيار دور تحلمين بتجسيده في المستقبل، ما هو؟ ولماذا؟
في حال طُلب مني دور سأقوم بدور الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، التي حكمت اليمن خلال القرن الحادي عشر الميلادي، لأنها قدمت أنموذجا رفيعا لممارسة السلطة والحكم، وقد شاع في زمن حكمها العدل.

دوران أعتز بهما
بالنظر إلى تجربتك حتى الآن، ما هو المشهد أو الدور الذي تعتبرينه الأقرب إلى قلبك؟ وما السبب؟
دور الطبيبة في الجزء الثاني من مسلسل «دروب المرجلة»، وفي هذا الدور وجدت نفسي في أقصى درجات التعبير عن الشخصية بعاطفة إنسانية غير منقوصة من العفوية والتلقائية.
فهناك العشرات بل المئات والآلاف من الناس الذين ترفض المستشفيات آلامهم وأوجاعهم لأنهم لا يملكون المال اللازم، وسط قسوة تتسع مساحتها وتتمدد في ضمائر القائمين على هذه المرافق.
أيضا هناك دور آخر في مسلسل «درّة» والذي يطرق قضية زواج الصغيرات والدور الأبوي والأسري المفصلي في هذه المسألة والتداعيات الخطيرة التي تنجم عن هذا الدور.

لا تستسلمن
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها لمن يطمحن في دخول مجال التمثيل؟
أن يعرفن جيدا أن هذا الطريق محفوف بالمحبطات، خصوصا لأنهن نساء، وبالتالي فإن عليهن ألا يستسلمن بقدر ما أمكنهن.