نبيل خوري: صنعاء قوة فاعلة ولاعب أساسي في أي خيارات مستقبلية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
تؤكد جميع المعطيات والوقائع أن صنعاء أصبحت لاعباً أساسياً في المنطقة، ومركز قوة لا يُستهان بها، خصوصاً مع ثبات الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وغربي فاضح، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، حيث تتوالى الاعترافات الأمريكية والغربية بالمكانة التي بلغتها صنعاء خلال عام ونيف من عدوان ثلاثي «أمريكي، بريطاني، إسرائيلي» نظير موقفها المساند لغزة، ومواجهتها للنفوذ «الإسرائيلي» والغربي في المنطقة.
في هذا الإطار قال الدبلوماسي الأمريكي ونائب سفير واشنطن الأسبق في صنعاء نبيل خوري، إن من وصفهم بـ»الحوثيين» أثبتوا أنهم قوة فاعلة ولاعب أساسي في أي خيارات أو خرائط طريق قد تُرسم لمستقبل اليمن.. مؤكداً أن أهداف «الحوثيين» هي «مواجهة النفوذ الإسرائيلي والغربي في المنطقة».
وأوضح خوري في تحليل نشره موقع «المركز العربي واشنطن دي سي» أن حركة أنصار الله زادت قوتها ونفوذها الإقليمي خلال السنوات الست الماضية، بما في ذلك خلال معركة إسناد غزة التي تخللتها عمليات عسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى العمق الصهيوني، وكذلك إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الصهيونية.
وأشار إلى أن ما تسمى بـ»حكومة الشرعية» الموالية للسعودية والإمارات، وكذلك خصوم صنعاء الإقليميين والدوليين، واجهوا معضلة كبيرة في إركاع «الحوثيين» واستخدموا القوة وكذلك الدبلوماسية، ولكنهم فشلوا.
وقال «لم يُهزم الحوثيون بهجوم جوي استمر ثماني سنوات (2015-2023) بقيادة سعودية وإماراتية. كما لم تُهزمهم حرب برية شنتها قوات محلية عبر جبهات مختلفة في اليمن، ولا قصفٌ شنته إدارتا بايدن وترامب، ولا ضربات جوية إسرائيلية».
وأضاف «إن أهداف الحوثيين، الذين هم جزء من محور المقاومة هي مواجهة النفوذ الإسرائيلي والغربي في المنطقة»، مشيراً إلى أن أنصار الله «يسيطرون حالياً على ما بين 70 و80% من سكان اليمن. ويحافظون على وجود عسكري قوي على جبهات متعددة».
وأفاد نبيل خوري أنه وفي مواجهة سلبية الأنظمة العربية ضد العدوان «الإسرائيلي» على غزة أطلقت صنعاء الصواريخ والطائرات بدون طيار على الأراضي المحتلة، ونفذت حملة واسعة في البحر الأحمر ضد السفن «الإسرائيلية» والمرتبطة بالكيان الصهيوني، وأخرى أمريكية وبريطانية».
ميزان القوى
وفيما يتعلق بميزان القوى الداخلي في اليمن، قال الدبلوماسي الأمريكي إن هذا الميزان «لايزال يميل لصالح الحوثيين، إذ لاتزال جيوش خصومهم مجتمعةً عاجزة عن خوض حرب شاملة مع صنعاء».
واستبعد خوري عودة الحرب في اليمن بين صنعاء ومرتزقة السعودية والإمارات، وقال «لقد غمدت دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصةً السعودية، سيوفها لصالح محادثات السلام، وتخلت عن مساعيها لطرد الحوثيين من صنعاء بالقوة. وأوقفت الولايات المتحدة، في عهد إدارة ترامب، قصفها لأهداف الحوثيين، واختارت اتفاقية عدم اعتداء مع أنصار الله. كما تسعى إدارة ترامب، حتى الآن، إلى تجنب حرب مدمرة مع إيران».
وخلص نائب السفير الأمريكي الأسبق في صنعاء إلى أنه بدون حشد السعودية والإمارات ضد أنصار الله أو دعم هجوم عسكري جديد لفصائل المرتزقة، فإن الظروف الإقليمية والدولية تُقلل من احتمالية اندلاع حرب شاملة مع اليمن وما حوله. في الوقت نفسه، لاتزال جهود إحلال السلام في اليمن متعثرة. ولكن مع استبعاد احتمالات الحرب الشاملة والسلام في اليمن، يبقى الحوثيون قوة فاعلة ولاعبًا أساسيًا في أي خيارات أو خرائط طريق قد تُرسم لمستقبل البلاد.
تورط ترامب
وكان الدبلوماسي الأمريكي نبيل خوري، قد انتقد بشدة الحملة العدوانية التي قادتها إدارة ترامب ضد اليمن، على خلفية وقوف الأخير مع مظلومية الشعب الفلسطيني.
وأكد في مقابلة تلفزيونية منتصف آذار/ مارس الماضي، بعد أيام من التصعيد الأمريكي الأخير ضد اليمن، أن الرئيس ترامب تورط في عدوانه على اليمن.
وقال «إن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في اليمن مرتبطة بغزة» مشيرًا إلى أن ترامب ليس لديه عقيدة عسكرية وهو ما اعتبره توريط أمريكا في حرب طويلة المدى مع اليمنيين.
وقلل خوري من تأثير الضربات الأمريكية على اليمن، مؤكدًا أن المقاتلين اليمنيين سيصمدون وأن الضربات ستغذي لديهم روح الانتقام من أمريكا.
ووصف ما يقوم به ترامب، حينها، بـ«استعراض العضلات» بالتنسيق مع الاحتلال «الإسرائيلي»، موضحًا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ليست لديها خبرة وأن وزير الدفاع الأمريكي مجرد إعلامي في «فوكس نيوز» ولا يعرف شيئًا ويتصرف وفق ما يخطر ببال ترامب، كما توقع انتصار «اليمنيين» باعتبارهم يملكون خبرة وتعلموا ممارسة الحرب مع دول أقوى تكنولوجيا.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا