حضرموت / لا ميديا -
شهد عدد من مدن محافظة حضرموت المحتلة، أمس، تصعيداً جديداً في ظل الغضب الشعبي الذي يدخل أسبوعه الرابع في المحافظة النفطية، احتجاجاً على انهيار الأوضاع وانعدام الخدمات.
ونفذ أبناء مدينة الشحر عصياناً مدنياً شل الحركة العامة بالمدينة، أغلقت فيه المحلات التجارية بالكامل، فيما امتنع المواطنون عن ممارسة أنشطتهم اليومية في الاصطياد ودخول البحر، رفضاً لتجاهل سلطات الارتزاق تلبية مطالب الأهالي.
ويأتي تنفيذ العصيان المدني في الشحر استجابة لدعوة القيادة الشبابية لما يُعرف بـ»ثورة الجياع»، وفي ظل تجاهل حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق لمطالب المواطنين.
كما نظّم المحتجون وقفة أمام مبنى سلطات الارتزاق في المدينة، مطالبين بخفض أسعار المشتقات النفطية، وحل أزمات المياه والكهرباء والنفايات، وتحسين الخدمات الصحية، ومحاسبة الفاسدين.
وشدد أبناء المدينة الساحلية على توسيع رقعة الاحتجاجات لتشمل كامل المدينة، تزامناً مع تزايد انهيار الخدمات، وخروج خدمة الكهرباء عن الخدمة بازدياد ساعات الانطفاءات، دون أي حلول من قبل حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق.
وفي مدينة تريم، تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات دامية بين محتجين غاضبين وفصائل الاحتلال التي حاولت فتح طريق رئيسي أغلقه المتظاهرون منذ أيام.
واستخدمت فصائل الاحتلال الرصاص الحي لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، بينهم حالات خطيرة.
وفي تصعيد جديد، أصدر ما يسمى حلف قبائل حضرموت بياناً شديد اللهجة، اعتبر فيه ما جرى «اعتداءً سافراً على مواطنين عزّل»، مؤكداً أن أي هجوم على المحتجين يعد هجوماً على الحلف بأكمله، ومهدداً بالرد «دفاعاً عن الحق والأرض والنفس»، حسب ما ورد في البيان.
وحاولت ما تسمى اللجنة الأمنية في الوادي والصحراء، التابعة لسلطات الارتزاق، تبرير قمعها للاحتجاجات بقوة السلاح بذريعة أن إغلاق الطريق الدولي في تريم ألحق أضراراً اقتصادية كبيرة، وتلفاً للبضائع، وعطّل مصالح المواطنين، وأنها حاولت التفاوض مع المحتجين عبر شخصيات اجتماعية قبل اللجوء إلى القوة.
وكانت مدينة المكلا، حاضرة المحافظة، شهدت مساء أمس الأول احتجاجات واسعة، حيث قطع المحتجون الطرقات ومنعوا مرور الشاحنات على الطريق الدولي الرابط بين حضرموت وسلطنة عمان.
ونتج عن توقف مرور الشاحنات على الطريق الدولي تأثيرات مباشرة على حركة النقل التجاري وتدفق البضائع، ما زاد الضغوط على الأسواق المحلية.
كما شهدت المدينة، أمس، احتجاجات قطعت الطريق الرئيسي وأوقفت حركة الشاحنات والقاطرات، ما تسبب في شلل جزئي لحركة النقل.
وقطع محتجون الطريق الرئيسي في منطقة الديس، تنديداً بانقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات الأساسية.
وعادت الاحتجاجات في المكلا والشحر بساحل حضرموت، مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في تريم وسيئون بوادي حضرموت، عقب عودة المرتزق مبخوت بن ماضي، المعين من قبل الاحتلال محافظاً لحضرموت، إلى المكلا بعد احتجازه في الرياض منذ نيسان/ أبريل الماضي.
وبحسب مراقبين فإن موجة الاحتجاجات التي تعصف بمحافظة حضرموت قد تدفع نحو انفجار الوضع، في وقت تشهد فيه المحافظات الخاضعة لسيطرة الاحتلال أزمة سيولة خانقة في العملات الأجنبية، رفعت حالة القلق لدى المواطنين والتجار، ما زاد زخم الاحتجاجات المطالبة بضبط الأسعار وتحسين الخدمات.