محترف أهلي صنعاء السابق السنغالي بوبكر ندياي لـ«لا الرياضي»: في اليمن اكتشفت شعباً شغوفاً صامداً ومضيافاً للغاية.. و أبهرتني مدينة صنعاء التاريخية
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

حوار وترجمة:طارق الأسلمي / لا ميديا -
في النسخة الماضية من بطولة دوري أبطال الخليج للأندية، مثل نادي أهلي صنعاء اليمن في مشاركة استثنائية حملت الكثير من الطموح والتحدي. وبقيادة المدرب المغربي إدريس المرابط، عزز صفوفه بعدد من المحترفين الأجانب كان من أبرزهم اللاعب السنغالي بوبكر ندياي.
صحيفة "لا" تواصلت مع ندياي في السنغال وأجرت معه حواراً خاصاً استعرض فيه تجربته الكروية مع الإمبراطور من مختلف الزوايا، كاشفاً عن انطباعاته حول الفريق واللاعبين المحليين واصفاً ما وجده في اليمن من واقع مختلف عما كان يظن.
كيف جاء انضمامك إلى نادي أهلي صنعاء؟ وهل كنت تملك أي فكرة مسبقة عن الفريق أو عن كرة القدم في اليمن؟
- تواصل معي وكيل أعمال لاعبين مغربي عرفني على المشروع الرياضي لنادي أهلي صنعاء الذي سيشارك في دوري أبطال الخليج. بصراحة كانت معرفتي بكرة القدم اليمنية محدودة لكنني انبهرت فوراً بفرصة تجربة دوري جديد وثقافة جديدة.
ما الذي دفعك لخوض تجربة احترافية في بلد يمر بظروف استثنائية كاليمن؟
- كان التحدي الرياضي دافعي الرئيسي. الانضمام إلى نادٍ عريق ذي طموح كبير وسيشارك في بطولة مهمة كان فرصة لا أستطيع رفضها. كما كانت فرصة فريدة لخوض تجربة إنسانية ومهنية استثنائية.
كيف تصف تجربتك الكروية مع نادي أهلي صنعاء؟
- رغم الفترة القصيرة التي أمضيتها كانت تجربة غنية ومثرية للغاية. اكتشفت أسلوباً كروياً شغوفاً، وجماهير متحمسة للغاية. تعلمت الكثير على أرض الملعب وأتيحت لي فرصة المساهمة في نجاح الفريق.
كيف تقيم مستوى الفريق مقارنة بما كنت تتوقعه قبل وصولك؟
- لقد كانت مفاجأة سارة. كان المستوى الفني للاعبين والتزامهم أعلى مما توقعت. يمتلك هذا الفريق إمكانيات حقيقية بمزيج جيد من اللاعبين ذوي الخبرة والمواهب الشابة.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك كلاعب؟
كان التحدي الرئيسي هو التكيف بسرعة مع أسلوب لعب جديد وبيئة مختلفة. كان هناك حاجز اللغة في البداية والحاجة إلى فهم سريع لتوقعات المدرب التكتيكية، هذه العوائق مع مرور الوقت استطعت التغلب عليها.
من بين المباريات التي لعبتها، ما هي المواجهة التي تعتبرها الأفضل بقميص أهلي صنعاء؟
- أعتقد أنني قدمت مستوى جيدا في كل المباريات مع الفريق لكن كانت المباراة ضد ظفار العُماني لحظة لا تُنسى.
كيف تقيم مستوى اللاعبين المحليين في نادي أهلي صنعاء بشكل خاص واليمن بشكل عام؟
- يتمتع اللاعبون المحليون بمهارات فردية ممتازة وروح قتالية عالية. في الأهلي أُعجبت بانضباطهم التكتيكي. أعتقد أن كرة القدم اليمنية تزخر بالمواهب التي تنتظر من يُبرزها بشكل أفضل.
من هو اللاعب اليمني الذي لفت انتباهك؟ ولماذا؟
- يوسف الحيمي، لقد أبهرتني رؤيته للعبة ومهاراته في التمرير واحترافيته. إنه قائد داخل الملعب وخارجه. أيضا وحيد الخياط لاعب مميز ويملك خبرة كبيرة.
برأيك، ما الذي ينقص اللاعب اليمني للوصول إلى مستوى أعلى؟
- أعتقد أن الأهم هو الخبرة الدولية. فزيادة فرص اللعب ضد فرق أجنبية والمشاركة في البطولات القارية ستتيح للاعبين اكتساب الخبرة التكتيكية والنضج اللازمين للخطوة التالية.
في أهلي صنعاء هل يوجد لاعبون يمكنهم الاحتراف؟
- بالتأكيد. يتمتع العديد من زملائي بالموهبة والانضباط والعقلية اللازمة للنجاح في دوريات أكثر تنافسية في أوروبا أو الخليج. مع التدريب المناسب والفرصة المناسبة أنا واثق من قدرتهم على التألق في الخارج.
شاركتم في دوري أبطال الخليج وأظهرتم مستوى جيدا رغم الظروف. ما تعليقك على الفوز أمام ظفار العماني؟
- كان هذا الفوز دليلاً على قوة عزيمتنا. الفوز على فريق قوي كظفار رغم ضعف استعدادنا أثبت أننا فريق متحد وعازم. كانت نتيجة تاريخية للنادي ومصدر فخر كبير لنا جميعاً.
حدثنا عن المدرب المغربي إدريس المرابط قليلاً، ما الذي أضافه لكم في فترة قصيرة؟
- قدم المدرب إدريس المرابط دقة تكتيكية رائعة وانضباطاً احترافياً. كان يعرف كيف يُحفزنا ويُخرج أفضل ما في كل لاعب في وقتٍ قصير. كانت رؤيته للعبة وخبرته عاملين أساسيين في تحقيقنا لهذه النتائج الجيدة.
ما الذي كان ينقص الفريق لتحقيق نتائج أفضل؟
- بشكل رئيسي قلة المباريات التحضيرية المكثفة. لو كان لدينا وقت أطول للتحضير ولعب مباريات ودية دولية أعتقد أننا كنا سنصل إلى أبعد مدى في البطولة. كان التماسك موجوداً لكننا افتقدنا إيقاع البطولة.
هل تابعت المنتخبات اليمنية..؟ وما رأيك في مستواها الفني؟
- نعم، لقد تابعت تطورهم باهتمام. مستواهم الفني ممتاز بلا شك. اللاعبون نشيطون ومهرة بالكرة. ما ينقصهم غالباً هو خبرة البطولات الدولية الكبرى ليتمكنوا من منافسة أقوى المنتخبات الآسيوية على مر الزمن.
كيف وجدت الأجواء في اليمن؟ وما الذي فاجأك في هذا البلد مقارنة بما كنت تسمع أو تقرأ؟
- لقد فوجئت بلطف اليمنيين وحفاوة استقبالهم. وعلى عكس الصورة المتداولة اكتشفت شعباً شغوفاً، صامداً، ومضيافاً للغاية. أجواء الملاعب رائعة ومليئة بالحماس.
كيف وجدت صنعاء كمدينة..؟ وهل هناك أماكن أثارت إعجابك؟
- صنعاء مدينة جميلة، عريقة في التاريخ. وقد أبهرتني بشكل خاص مدينتها القديمة المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كان التجول في شوارعها الضيقة والتأمل في هندستها المعمارية الفريدة تجربة رائعة.
ما هي أهم المحطات في مشوارك الكروي؟
- لقد لعبت لعدد من الفرق البارزة هنا في السنغال وأبرزها أندية بيكين وجامونو دي فاتيك، هذه التجارب علمتني الكثير من متطلبات المنافسة رفيعة المستوى وبالطبع ستبقى مغامرتي في اليمن مع أهلي صنعاء من أقوى تجاربي في مسيرتي الرياضية.
هل ترغب في خوض تجربة أخرى في المنطقة العربية؟
- نعم، بلا تردد. لقد استمتعت حقاً بثقافة كرة القدم وشغفها في هذه المنطقة. أنا منفتح على أي فرصة مثيرة للاهتمام تُمكنني من مواصلة تقدمي.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا