إقالة مدير مكتب بيروت تكشف مخطط الاستحواذ على الطيران الوطني.. حكومة الفنادق تبدأ بتصفية كوادر اليمنية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
عادل بشر / لا ميديا -
في سياق يبدو أنه تجاوز حدود العبث الإداري إلى مستوى «التصفية السياسية» لرموز وكوادر شركة الخطوط الجوية اليمنية، أقدمت «حكومة الفنادق» على إقالة مدير مكتب الشركة في بيروت، في خطوة أثارت استغراب واستهجان الكثير من كوادر اليمنية.
وتأتي الإقالة، وفقاً لمصادر مطلعة داخل اليمنية، كحلقة ضمن مخطط «سعودي -إماراتي» يستهدف تفكيك الناقل الوطني «طيران اليمنية» وإزاحة كوادرها الوطنيين، خصوصاً أولئك الذين حافظوا على أداء مهني متوازن يخدم جميع اليمنيين من كل المحافظات بدون تمييز، بما في ذلك مدير مكتب اليمنية في بيروت محمد الحامي، الذي جرى استهدافه مؤخراً، إثر حملة تحريض ضده على منصات التواصل الاجتماعي، زعمت ارتباطه بجماعة أنصار الله.
من التحريض إلى الإقصاء
تؤكد مصادر «لا» في «اليمنية» أن حملة التحريض التي استهدفت المدير الحامي لم تكن عملاً فردياً من ناشطي تحالف العدوان على اليمن، بقدر ما كانت جزءاً من توجيه سياسي منظّم.
وكان أحد أبرز من قاد الحملة الناشط «جلال الصلاحي»، الذي اتهم مدير اليمنية في بيروت بأنه «حوثي» و«متعاون مع صنعاء»، وهي التهمة الجاهزة التي باتت تُستخدم لإزاحة أي كادر يرفض الانخراط في المسار الذي ترسمه الرياض وأبوظبي لإعادة هندسة قطاع الطيران اليمني خاصة، وللسياسة التدميرية التي تتبعها الدولتان الخليجيتان ضد اليمن عامة.
وتضيف المصادر أن أوساطاً في إدارة الشركة بعدن، خصوصاً نائب المدير العام للشؤون المالية محسن حيدرة، المقرب مما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، كانت اللاعب الأبرز في تأجيج حملة التحريض ضد الحامي، وأن قرار الإقالة لم يكن سوى تتويج لمسار من المضايقات بدأ قبل أشهر.
تجفيف الصلاحيات وعزل المكتب
المصادر ذاتها أفادت أن مدير مكتب اليمنية ببيروت محمد الحامي، تعرض لسلسلة من المضايقات قبل إقالته، بينها سحب كافة صلاحياته القانونية، وإصدار أوامر مباشرة لإدارة الحجز الآلي والمردود التجاري في الشركة بعدم التجاوب مع أي طلب صادر عن مكتب لبنان، وعدم تأكيد أي حجوزات لمنطقة لبنان، مما يكشف بأن تلك الخطوات لم تكن عقوبات إدارية طبيعية، بل كانت -بحسب تعبير أحد المطلعين- تجهيزاً لسيناريو الإطاحة بالرجل مهما كلف الأمر.
وأوضحت المصادر أن المدير الحامي عندما اعترض على تلك الإجراءات مستفسراً عن أسبابها، قامت إدارة الشركة في عدن بإيقافه عن العمل واستدعائه للحضور إلى عدن خلال 48 ساعة، في خطوة وُصفت بأنها «استدراج أمني» تحت غطاء إداري، حيث ذكرت المصادر أن الهدف الحقيقي من هذا الاستدعاء كان القبض عليه بتهمة أنه «حوثي».
وبرغم إبدائه الاستعداد للقاء الإدارة في الأردن أو مصر لمناقشة أي «سوء فهم»، إلا أن تلك المقترحات رُفضت، وجرى الإصرار على حضوره إلى عدن فقط، وهو ما اعتبره «الحامي» دليلاً على وجود نوايا غير مهنية، فرفض الحضور، ليُتخذ على إثر ذلك قرار الإقالة وتعيين بديل عنه بشكل مستعجل.
ثمن الموقف لا ثمن الوظيفة
تكشف المصادر أن المسؤول المُقال «محمد الحامي» كان من أبرز الكوادر التي لعبت دوراً مهماً في الوساطة بين إدارتي اليمنية في صنعاء وعدن لضمان استمرار عمل الشركة بشكل موحد، يخدم أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة، ورفض «الحامي» بشكل واضح أي توجه لتقسيم اليمنية وفصلها عن صنعاء، الأمر الذي جعله عرضة لاستهداف مباشر من الأجنحة المدعومة إماراتياً داخل الشركة.
مصادر أخرى أكدت أن «حكومة الفنادق» وعبر مسؤولين في الخطوط الجوية اليمنية على ارتباط واضح بـ«أبوظبي»، يقودون حملة ممنهجة لإبقاء مطار صنعاء الدولي مغلقاً وإعاقة أي توافق يعيد تشغيله، باعتبار أن تشغيل المطار سيعيد «اليمنية» بقوتها السابقة إلى قلب السوق الجوي، وهو ما يتعارض مع خطوط مصالح قوى تعمل على تمزيق الشركة وفتح الطريق لشركات خاصة بديلة.
حلقة جديدة في مخطط تصفية «اليمنية»
تأتي هذه التطورات متماهية تماماً مع ما كشفته (لا) في عددها الصادر أمس الأول، حول المخطط «السعودي -الإماراتي» الذي يعمل على تفريخ شركات طيران خاصة مثل «بلقيس» و«طيران عدن»، و«حضرموت» و«فلاي عدن».
ووفقاً للمعلومات، فإن هذه الشركات عبارة عن واجهات لرجال أعمال ونافذين وشخصيات سياسية تعمل على إخلاء السوق الجوية المحلية من «اليمنية» تمهيداً لخصخصة خطوطها وابتلاعها.
وتشير مصادر داخل «اليمنية» إلى أن استهداف كوادر محسوبة على المهنية والوحدة المؤسسية يعكس خطوة متقدمة في خطة «تفكيك اليمنية من الداخل»، عبر خلق بيئة طاردة لأهم موظفيها واستبدالهم بكوادر ذات ولاءات سياسية ضيقة. وأن ما حدث مع مكتب بيروت، يُعد مؤشراً على مرحلة تصعيد خطيرة لإفراغ «اليمنية» من كوادرها وإعادة تشكيل الناقل الوطني بما يخدم أجندة العدوان «السعودي -الإماراتي».










المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا