مهرجان لفلسطين لم يزعج الصهيونية!
 

عادل سمارة

د. عادل سمارة / لا ميديا -
«قالها سعٌ وسعدٌ مشتمِل.. ما هكذا تورد يا سعد الإبل».
عن «ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث»، الذي عقد مؤخراً في إسطنبول التركية، أول السؤال: من الذي وجه الدعوات؟! وبما أنه فلسطيني فقد طعن فلسطين بما يلي:
1 - أساساً: أن يتكرَّس العثماني كموقع قيادي لنشاط فلسطينيين يعني أن احتلال تركيا لسورية على مراحل هو أمر يؤمن به المهرجانيون.
2 - أن يُدعى جلبير أشقر (صلاح جابر) وهو صهيوني تماماً وخبير في تعليم جند بريطانيا (خالقة الكيان) كيف يعاملون العرب، أي حينما يحتلون بلداً عربيا.
3 - وأن يجلس جميع ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن هم خارجها مستمعين لمحاضرة أكاديمية خفيفة الدسم لعزمي بشارة، عضو الكنيست الصهيوني، لا ترقى في مستواها إلى محاضرة لطلبة سنة أولى في جامعة «بيرزيت»، ويثرثر ويستعرض لغة وجسداً، ويلُف حول إقراره بأن فلسطين وطن للكيان، أي حول التطبيع، دون أن ينطق به، كما قال لينين: «كالقط يدور حول صحن من المرق الساخن»، بينما جميع الفصائليين يعرفون عنه ذلك، ويصمتون، فهذا ليس مؤتمراً وإنما مهرجان، أو ساحة مفتوحة مثل «هايد بارك» في لندن.
والسؤال: ألم تهتز مشاعر هؤلاء الفلسطينيين وهم يعرفون أن عزمي بشارة عرّاب فصائل إرهاب قوى الـ»دينسياسي» التي دمرت سورية أُم فلسطين؟!
هل سمعوا التالي مما تقعَّر باللغة: «... سواء كان الاستيطان في فلسطين مدعوماً بدولة استعمارية أم بمبادرة وتمويل من متمولين يهود في أوروبا، فإنه يبقى استيطاناً استعمارياً؛ لأنه ينشئ اقتصاداً مختلفاً عن اقتصاد البلاد، والأهم من هذا كله أنه يرمي إلى إنشاء كيان سياسي للمستوطنين من دون سكان البلاد الأصليين. المشكلة مش أنه نظام استعماري كولونيالي؛ المشكلة أنه ينجم عنه نتيجة لسلوكه وعدم اندماجه في المنطقة، ورفضه السلام مع العرب، وإصراره على ضم المناطق المحتلة، ينتج نظام فصل عنصري في فلسطين. جرائم في السابع أكتوبر؛ لكن مش هولوكوست، مش هولوكوست، ولا حديث عن حل قضية فلسطين حلاً عادلاً».
هذا لخَّصه التطبيعي اللبناني د. يحيى غدار منذ 2015 في ورقة من 30 صفحة جوهرها: «الدعوة لدولة مع المستوطنين»، ونُشرت في إيران في 8 أيار 2015 في موقع «العالمية»، وتزويراً وضعوا عليها اسم الرفيق الراحل «أبو أحمد فؤاد»، وبعد أن فضحتها نزعوها!
من لم يقرأها فليس من «أمة اقرأ» حتى لو زعم ذلك.
بعد كل هذا: هل جرؤ أحد على سؤال عزمي: هل أنت معترف بالكيان ومؤيد للتطبيع؟ لا أقصد أن يجرؤ أحد على رميه بالأحذية كما فعل شباب مخيم الوحدات عام 2008.
* كاتب فلسطيني

أترك تعليقاً

التعليقات