تقرير / لا ميديا -
يواصل مرتزقة الاحتلال تحشيداتهم القتالية في محافظة حضرموت المحتلة لفرض معادلة جديدة ضمن المخططات الأمريكية والبريطانية والصهيونية والتي تقوم على تنفيذها دويلتا السعودية والإمارات.
ودخل وادي حضرموت مرحلة غير مسبوقة من التوتر، بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي وفصائل «العسكرية الأولى» التابعة لخونج التحالف، إثر تقدّم أرتال عسكرية للانتقالي عبر طريق ساه وصولًا إلى منطقة الردود، حيث شكّل وصولها نقطة الاشتعال الأولى.
وفي جديد الأحداث أرسلت فصائل الانتقالي تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى «حلف حضرموت» الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
وأفادت مصادر محلية في مديرية سيئون بأن فصائل انتقالي الإمارات شنت عملية عسكرية واسعة في محاولة لاجتياح مناطق وادي حضرموت الواقعة تحت سيطرة فصائل الخونج.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات الكبيرة لانتقالي الإمارات انطلقت من المكلا وتقدمت نحو وادي حضرموت، في ظل حديث عن سيطرتها على مدينة ساه داخل الوادي، وصولًا إلى مسافة تقارب 40 كيلومترًا فقط من مدينة سيئون.
هذا التقدم دفع عسكرية الخونج إلى اتخاذ وضعية انتشار قتالي واسع تحسبا للهجوم، لتندلع اشتباكات بالمدفعية والدبابات امتدت أصواتها إلى تخوم سيئون، وأجبرت الأهالي على التزام منازلهم أو مغادرة محيط المدينة.
وبحسب المصادر فإن الاقتراب المباشر لفصائل الانتقالي من نطاق انتشار عسكرية الخونج يزيد احتمالات الانفجار، فالمسافة التي كانت تشكّل عازلًا بين الطرفين تتآكل بسرعة، بالتزامن مع تصاعد رسائل التحشيد والتوتر.
وتأتي محاولة الاجتياح الجديدة من قبل انتقالي الإمارات، بعد أن اتخذت عسكرية الخونج، وضعية انتشار قتالي في مختلف مناطق وادي وصحراء حضرموت، تحسبا لعملية هجومية كانت فصائل الإمارات تستعد لها منذ ثلاثة أيام.
وفيما تحدثت فصائل انتقالي الإمارات عبر ناشطيها عما سمته «تحرير سيئون وتطهيرها من مليشيا الإرهاب»، في إشارة إلى عسكرية الخونج، أكدت مصادر متطابقة أن الأوضاع داخل سيئون تشهد توترا كبيرا بين طرفي الارتزاق، حيث تصدت فصائل الخونج للهجوم.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، يظهر أن الاشتباكات الحالية لا يمكن فصلها عن التحركات العسكرية المكثفة التي سبقت أيامًا قليلة، حين اقترب مرتزقة الانتقالي من مواقع «العسكرية الأولى»، في مشهد يعكس تصدعًا داخل فصائل العدوان السعودي الإماراتي، ويهدد بفراغ أمني متسع إذا ما توسعت رقعة المواجهة.
وتوقع مراقبون انفجار الأوضاع كليا في حضرموت خاصة مع التنافس والخلاف القائم بين قوى العدوان على منابع النفط في هذه المحافظة الغنية بالثروات المعدنية.
على صعيد متصل اعتبر رئيس ما يسمى حلف قبائل حضرموت المرتزق عمرو بن حبريش أن حضرموت «تتعرض لغزو قبلي خارجي بآلاف المقاتلين القادمين من الضالع ويافع مع تعزيزات عسكرية، واحتلال لعدة معسكرات ومواقع نفطية»، في إشارة إلى فصائل انتقالي الإمارات.
وكشف بن حبريش عن وصول مجاميع قبلية مسلحة سيطرت على منطقة الضبة المطلة على البحر العربي، وكثير من المواقع في الساحل وتهدد «القوات الحضرمية»، مشيرًا إلى أن الحلف قام بخطوة استباقية لحماية النفط في بترومسيلة، متهمًا مرتزقة الانتقالي بأنهم يريدون السيطرة والهيمنة على النفط، وفرض القوة باسم المشروع الجنوبي الذي لا يحظى بقبول في حضرموت، وفق تعبيره.
وكانت شركة بترومسيلة النفطية أعلنت الأحد الماضي توقف كامل عمليات الإنتاج والتكرير في منشآت قطاع المسيلة منذ السبت الماضي نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في محيط المنشآت.
وأوضحت بترومسيلة أنها حافظت على الحد الأدنى من الإنتاج في القطاع لتوفير وقود الغاز اللازم لتشغيل محطة وادي حضرموت الغازية ومحطة الجزيرة، في محاولة لضمان استمرار إمدادات الكهرباء.
كما أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في وادي حضرموت عن خروج منظومة الكهرباء من الخدمة تدريجيًا وبشكل شبه كامل خلال الساعة الماضية.
وأوضحت المؤسسة أن السبب الرئيسي لهذا الانقطاع هو توقف عمل المحطات الغازية في بترومسيلة والجزيرة بسبب انقطاع إمدادات الغاز التي تأتي من شركة بترومسيلة.
يذكر أن محافظة حضرموت تقف اليوم في قلب صراع إقليمي ودولي على النفوذ والثروات، حيث تتحرك تشكيلات عسكرية متعددة تحت مسميات مختلفة، لكنها جميعا تخدم أجندة واحدة تقوم على السيطرة على المواقع الاستراتيجية ونهب الموارد النفطية، في مشهد يعكس إعادة صياغة المحافظة ضمن مخططات الاحتلال وتقاسم الحصص بين أدوات الارتزاق.