سامي عطا

سامي عطا / لا ميديا -
بعد أن غرق الكيان الصهيوني في رمال غزة، وباتت خسائره كبيرة، وفشل في اجتياح غزة، وبعد أن أعلن سيد الوعد الصادق عن إطلالته المرتقبة يوم الجمعة، وبعد هذا الالتفاف الشعبي في كثير من الأقطار العربية حول غزة وخيار المقاومة، وبعد بيان الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية إثر ضربة الصورايخ والمُسيَّرات على “إيلات”، والذي أعلن فيه دخول اليمن في خط المواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب كأول جيش عربي، ولأن هذا كله سبّب عزلة للأنظمة العربية، وخصوصاً المطبعة منها؛ ...
أخذت بعض الأنظمة العربية خطوات، وسيتبعها الآخرون، قبل الذهاب للتسوية السياسية، وذلك بغرض حصد بطولات وتصوير خطواتها أمام شعوبها بأنها صاحبة دور في إجبار الكيان الصهيوني على وقف عملياته العسكرية في غزة، وأخذ زمام المبادرة من محور المقاومة والممانعة.
كل هذا لا يهم، المهم كما قال السيد حسن نصر الله في خطابه البارحة أن تنصب الجهود على وقف عدوان الكيان الصهيوني على شعبنا في غزة، والمهم ألا نسمح بأن تنتقل المعركة القادمة بين المحورين الإطار العربي، وألا نسمح للكيان الصهيوني وأمريكا بتحقيق هذا الهدف بالسياسة، بعد فشلهما في تحقيقه بالحرب، وغايته القضاء على محور المقاومة والممانعة، وإنقاذ الكيان الصهيوني من الوضع الذي يتهدده، وإعادة نفخ الروح فيه.
طبعاً، من المتوقع أن تقدم للمفاوضات السياسية قرابين، منها الـ”نتنياهو”، الذي سينتهي دوره السياسي وتتحرك ضده قضايا فساد، وربما وضعه سيشبه وضع رئيس وزراء الكيان في حرب تموز/ يوليو 2006، إيهود أولمرت، الذي انتهى في السجن.
ومع هذا كله لا ينبغي أن ننسى حقيقة أن “طوفان الأقصى” أسست لمرحلة جديدة عنوانها الرئيسي زوال هذا الكيان، الذي بدأت مرحلة عده التنازلي.
ورغم كل ما يتم التخطيط له إلا أن بالإمكان القول بأن ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لن يكون كما قبله بالنسبة للكيان الصهيوني وبالنسبة للمنطقة، فكل المشاريع السابقة التي سعت إلى إدماج الكيان وإقامة مشروع “الشرق الأوسط الجديد” قد سقطت، وبدأ العد التنازلي للكيان، وسنشهد هجرة معاكسة للمستوطنين من داخل الكيان إلى مواطنهم الأصلية.
ولا يسعنا في الأخير إلا توجيه تحية لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومن خلاله إلى شعب غزة ومقاومته البطلة، الذين قدموا تضحيات كبيرة في هذه المعركة وقوافل من الشهداء مرغوا أنف الكيان الغاصب. والتحية موصولة إلى قادة محور المقاومة، الذين أداروا المعركة ميدانياً وسياسياً بكفاءة عالية وحكمة وصبر وتنسيق. ونشكر قائد ثورتنا على قراره الحكيم بالدخول إلى قلب المعركة، وهذا القرار أعاد لليمن ألقه ومجده ومكانته، ونقل اليمن من الهامش إلى الواجهة والصدارة، وبات يحسب له ألف حساب وحساب. كما أثبت هذا القرار الجريء بحق وحقيقة أن القضية الفلسطينية في مركز اهتمام الدولة والقيادة، وليست للمتاجرة أو المناورة.
والتحية موصولة أيضاً لمحور المقاومة، الذي يقود المعركة بصبر وحكمة تجمع بين جدل التكتيكي والاستراتيجي في إدارة المعركة.

أترك تعليقاً

التعليقات