طريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
"الانتقالي" ومناصروهم يرفعون شعار "التحرر من الشمال"، وطبعاً يتخذون من "القضية الجنوبية" التي كانت عصابة (7/7) سبباً فيها ذريعة وحجة، وهي العصابة التي وظفت عدن ورقة ابتزاز وإثراء وتحقيق مصالح فردية تخص رأس النظام أخذت تلوح بها مع الإمارات، واستفادت من وراء التلويح مصالح في دبي، ولعل "مدينة صنعاء السياحية" التابعة لنجل عفاش في دبي خير شاهد على ذلك.
وعندما حان لحظة الخلاص من هذا الوضع، وبدلاً من أن يقف الجنوبيون في بداية العدوان مع الأنصار في كنس العصابة، وقفوا مع دول تحالف العدوان الداعمة لهذه العصابة التي تعد السبب الرئيسي لشقائهم وبؤسهم السابق والحالي. 
وبين الحين والآخر نسمع أعذاراً يسوقها البعض، بأنه لولا تحالف الأنصار مع رأس النظام علي صالح لكان الأمر اختلف، مع أن الأنصار سعوا منذ البداية، قبل بدء الحرب العدوانية (زيارة محمد البخيتي في شهر يناير 2015 إلى عدن ولقاءه بقيادات حراكية ونخب)، إلا أن هذه القيادات رفضت، متذرعة بحاجتها لضمانات تلبية غاياتهم المنشودة: "استعادة الدولة"، علماً بأنهم قبلوا العمل تحت راية تحالف دول العدوان من دون أي ضمانات، وإذا أحسنا الظن ربما كانت ضمانات شفوية. 
كما غاب عن "الانتقالي" ومناصريه أن علي صالح لم يكن متحالفاً مع الأنصار، وإنما عزوف "الانتقالي" عن التحالف مع الأنصار منذ البداية هو ما دفع الأنصار لأن يقبلوا بهذا التحالف مع صالح، مع علمهم أن أهدافه غير أهدافهم، حيث أنه أراد من هذا التحالف أن يصفي حسابه مع خصومه في عصابة (7/7) ولا خيار آخر لديه، وأتضح أثناء الحرب العدوانية وبعد مقتله أن لديه خطوط تواصل مع الإمارات ويرتبط معها بمصالح مشتركة مالية ذكرناها سلفاً، ومصالح سياسية تتمثل بالعداء لـ"الخونج" اللاعب الرئيسي فيما سمي "الربيع العربي".
لقد أكد بعض السذج الذين صدقوا دول تحالف العدوان المثل العربي القائل: "الطريق إلى جهنم عادةً ما يكون مفروشاً بالنوايا الحسنة".

أترك تعليقاً

التعليقات