على هامش خطاب السيد
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
كنت أظن أن سماحة السيد حسن نصر الله سيكتفي بوضع هدف هو «منع انكسار حماس».
منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة وكل من يسألني عن احتمالات توسع الحرب، على الجبهة اللبنانية بالتحديد، أجيبه بأنه طالما البنية العسكرية الأساسية لحماس تحديداً لم تتضرر بما يؤثر فعلياً على قدرتها القتالية فإنه لا داعي لتوسيع الحرب، وأنه بمجرد أن يصدر التحذير من حماس ذاتها في غزة بأن ضررا كبيرا أصاب بنيتها بما يعطل قدرتها على القتال فالحرب واقعة حتما.
الأمريكي إلى اليوم لا يسمح بإيقاف الحرب، لأن ذلك يصب في مصلحة حماس. سقطت بعد شهر من العدوان الأهداف الأمريكية الكبرى، كفكرة التهجير إلى سيناء، وفكرة «تفكيك حماس» أو سحقها، وسوف تسقط أيضاً على التوالي فكرة «الوصاية العربية على غزة» أو «استبدال سلطة حماس بسلطة أخرى».
الأمريكي اليوم يرفض وقف إطلاق النار لأنه في مصلحة حماس، وبالتالي هو يريد تخريجة لوقف إطلاق النار تكون في مصلحة الكيان الصهيوني أو تعطيه نصراً متعذراً إلى اليوم.
السيد رفع الرهان والأهداف ليس إلى منع تفكيك حماس فقط، بل انتصارها أيضاً. هذا يعني أن منطق هذه الجولة القتالية لا يمكن أن ينتهي بالتعادل، أي بمعادلة لا رابح ولا خاسر. حجم عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر والأضرار الضخمة التي خلفتها على مستوى بنية الكيان الصهيوني لا يمكن مسحها إلا بنصر صهيوني يبدو متعذراً حتى اليوم. والسيد أوضح في كلمته (الجمعة) أن دون الإصرار الأمريكي على تحقيق نصر صهيوني في هذه المعركة حرباً إقليمية كبرى.
الكرة اليوم في الملعب الأمريكي، والوقت ليس مفتوحاً له، حيث المجازر الكثيرة وغير المبررة بالمعنى الحربي تأكل مشروعية الحرب بتعريفها الأمريكي كحرب يخوضها الكيان الصهيوني دفاعا عن نفسه.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات