عنصريون يدّعون التحضر!
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

على مر الأزمان عرفنا عن ظلم الشعوب من قبل الحكومات، والتي تسهم في هدم شعوبها أكثر مما تسهم في بنائها.
ومثلما أثار مقتل خاشقجي الرأي العام العالمي سابقاً؛ يثير مقتل جورج فلويد اليوم الرأي العالمي، وتنعكس من خلال هذه القضايا، الوحشية والظلم والاستبداد في دول تدعي أنها رمز الحرية والسلام والأمان.
كثيرا ما سمعنا عن الاعتقالات والإعدامات التي كانت ولازالت في مملكة بني سعود، والتي تعكس سوء نظام الحكم في المملكة، حيث يتم التعامل مع المعتقلين بقسوة شديدة دون مبرر. وتصدر الأحكام بالإعدام (تعسفيا) دون محاكمات عادلة. وأيضاً سجن الأمراء في فندق الريتز وإجبار رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري على تقديم استقالته، وقد علت مؤخراً الأصوات من بعض الأميرات المسجونات دون معرفة مصيرهن. وما خفي كان أعظم مما يُمارس من انتهاكات لحقوقهن، وكثيرة هي الشواهد التي تدل على تغطرس حاكم المملكة وحاشيته. وقد انعكست قسوتهم أيضاً في إثارة الحروب والصراعات في دول الجوار، ومنها العدوان الكوني على اليمن.
نظام الولايات المتحدة الأمريكية يمارس نفس ما يمارسه نظام المملكة، حيث يتم الإقصاء والتهميش لبعض أفراد المجتمع الأمريكي، والذي غالبا ما يقتصر على ذوي البشرة السمراء. وفي قضية جورج فلويد انعكاس لقمة العنصرية والاستبداد والظلم التي تحكم الولايات المتحدة منذ الحقبة الاستعمارية.
واليوم باتت الولايات المتحدة على أبواب ثورة ضد العنصرية، وهي كثيرة الشبه بثورة الجياع في فرنسا بالأمس. أمريكا التي يقال لها "عظمى" تمارس التمييز العنصري ضد المواطنون السود فيها.. وهناك الكثير من القصص عما يتعرض له السود من اضطهاد بسبب لون بشرتهم، وممارسات عنصرية تجعل من المستحيل أن يندمجوا مع المجتمع الأبيض في أمريكا في ظل الممارسات القمعية التي يستخدما البيض ضدهم.
إن تلك الدول التي تدعي الحرية والعدالة الاجتماعية ليست إلا قامعة للحريات؛ وساحة للعنصرية والتوحش، حيث سادت في مجتمعاتهم العنصرية ضد الجنسيات والأديان والقوميات والمذاهب ولون البشرة. وما قضية فلويد إلا نموذجا حياً لعنصرية ترامب وإدارته. فقد كشفت جريمة مقتل فلويد زيف ادعاءات ترامب بالديمقراطية وحرية الرأي، حيث أمر بمواجهة المتظاهرين بعنف وعدم التردد بإطلاق النار عليهم. وأعتقد أن ما يحصل في أمريكا هو عقاب إلهي للإدارة الأمريكية نتيجة دعمها اللامتناهي لآلة العدوان المتمثلة في الكيان الغاصب والسعودية، وللعنصرية التي يمارسها ترامب ضد الملونين، وستكون نهاية حكمهم الظالم بإذن الله سبحانه وتعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات