ثورة تجري فـي عروقنا
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -
كان يوماً ثورياً بكل المقاييس، تلك الحشود التي تتالت وتسابقت لتنال شرف حضور اليوم الوطني للثورة المباركة ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، كان تفاعلها متقداً وعلى مستويات عالية من الاتقاد.
زخم ثوري عبر عن وعيه الرشيد وفهمه لمعنى "ثورة"؛ ثورة عشنا تفاصيلها وشهدنا تحقق أهدافها بعد أن انقشعت الغيمة السوداء والتي جرفت معها العابثين والناهبين الذين امتصوا خيرات اليمن لعقود خلت.
هذا التفاعل الشعبي والطوفان البشري المتهافت على حضور الذكرى السابعة للثورة المباركة هو ناجم عن إحساس عالٍ بأهمية هذه الثورة وإيمان قوي بنجاحها وبتحقق أهدافها.
كان الخروج عرفاناً بالجميل للمنجزات المتجلية في واقعنا المُعاش والتي أحدثت نقلة نوعية نحو الاستقلالية والحرية التي هي مطلب كل فرد يماني شامخ.
نعم، كانت ثورة الـ21 ثورة متفجرة ضد الظلم والاضطهاد، ضد التبعية والتدخل الخارجي في شؤون دولة لها كيانها ولها خصوصيتها.
كنا جميعاً نحتفل بثورة 26 سبتمبر احتفالاً روتينياً جامداً. كانت العروض العسكرية والألعاب النارية هي العامل الأكبر في التفاعل. لكن في ثورة 21 أيلول يخرج الصغير والكبير ويعبرون إن لم يكن بكلمة أو قصيدة أو هتافات ثورية فبشعار أو عصبة رأس وعلم وبكل همة يترجمون معنى الثورية الحقة والانتماء الحقيقي للبلد.
نعم، ثورتنا كالدم الذي يسري في عروقنا، فثورتنا لا تخمد ولا تهمد ولا تذبل. هي ثورة عمدت بالدم. هي ثورة هذا الجيل الصاعد الذي يعشق هواء الحرية، وما أهنأه وأنقاه من هواء!

أترك تعليقاً

التعليقات