مـقـالات - عبد الحافظ معجب

الضالع بوابة الجنوب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا - عندما ظهرت الجبهة القومية للتحرير وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل في ستينيات القرن الماضي، كان دعم الجبهة القومية للتحرير يأتي من ردفان ويافع والضالع، حيث لعبت جبهة الضالع دوراً مهماً في مواجهة الاستعمار البريطاني، كما قدم أبناء الضالع الكثير من المواقف النضالية خلال مرحلة الكفاح المسلح ودفاعاً عن الثورة السبتمبرية المجيدة. تواصلت الأدوار النضالية لأبناء الضالع خلال الوحدة اليمنية وقدمت في سبيل ذلك خيرة شبابها ورجالها، وقاومت ورفضت ما جاء بعد حرب صيف 1994م، من ظلم وإقصاء وتهميش، واستمرت في درب النضال حتى جاء الحراك الجنوبي السلمي في العام 2009 وكان شبابها في الصفوف الأولى، حتى جاءت ثورة 11 فبراير 2011 وخرج أبناء الضالع باحثين عن الخلاص من النظام الذي حرمهم أبسط حقوقهم، وعندما استولى الإخوان وأتباع الرياض على ثورة الشعب واصل أبناء الضالع كفاحهم وتوحدت مواقفهم مع مواقف الأحرار في صنعاء وتعز وصعدة، وقاطعوا مسرحية انتخابات "هادي" الهزلية، بل أحرقوا الصناديق وطردوا لجان الانتخابات وأعلنوا العصيان المدني...

أربعة أعوام ماذا بعد؟

عبد الحافظ معجب / لا ميديا - يوم 26 مارس قبل 4 أعوام كانت السعودية تحلم أن بإمكانها هزيمة اليمنيين، وكانت تتوقع أن تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي اليمنية بما يشبه الاحتلال، وفي الوقت ذاته اعتقد مجموعة من اليمنيين (المرتزقة) من قيادات الأحزاب السياسية الطامعة في السلطة أن ما ستحققه السعودية سيعود بالنفع عليهم، لآنها وعدتهم في حال سيطرت على البلاد أن تمكنهم من السلطة وتغدق عليهم النعم. حاولت السعودية جاهدة واستعانت بكل دول العالم لأن تحقق ما كانت تحلم به، ولكن اليمن كانت أكبر بكثير من احلام ومطامع الاشقاء الذين تعاملوا معها بخبث، ورجال اليمن كانوا في خطوط المواجهة وحالوا دون ان تحقق السعودية حتى 1% مما كانت تريد. خسرت السعودية وكل شركائها الدوليين والإقليميين الكثير من القيادات والضباط والجنود والأموال وأفخر وأحدث أنواع الأسلحة، كما خسروا سمعتهم ومكانتهم، بالهزيمة الساحقة أمام اليمنيين وتضحياتهم وصمودهم، وخسر المرتزقة ما هو أكبر من ذلك بكثير، خسروا الوطن وحقهم بالبقاء فيه بأمان، خسروا هويتهم الوطنية....

«الشيوخ» يخرج واشنطن من ورطتها

عبد الحافظ معجب / لا ميديا - من يتابع المتغيرات الدولية والإقليمية، ويقرأ الأحداث بعمق، يدرك أن الصمود الأسطوري للشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي على مدى الـ4 الأعوام الماضية، لم يعد حديثاً لرفع معنويات الداخل اليمني، بل أصبح واقعاً ملموساً في تعاطي العالم مع القضية اليمنية. أمام هذا الصمود الكبير لم يعد لدى دول العدوان خيار آخر غير الذهاب إلى إنهاء هذه الحرب الفاشلة بأي طريقة مناسبة. ولعل الحديث عن جولة مشاورات جديدة في إحدى الدول الأوروبية بات قريباً. كل المؤامرات فشلت، وكل المحاولات كسرت، من معركة الساحل الغربي، إلى فتنة ديسمبر بصنعاء، وصولاً إلى فتنة حجور، مروراً باستمرار التصعيد والقتل في أوساط المدنيين، والحصار والتجويع والحرب الناعمة والطابور الخامس... فالحظ العاثر يلاحق هذا التحالف، والنصر حليف الشعب الصامد. إن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بالغالبية على مشروع قانون إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن ثمرة أخرى لهذا الصمود، وصفعة جديدة في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يهدد باستخدام حقه في النقض، بعد أن صوت للمقترح 54 صوتاً مقابل 46 صوتوا ضد القانون، بالرغم من سيطرة الجمهوريين على ثلاثة وخمسين مقعداً من أصل مائة مقعد في الكونجرس....

مش رمانة... قلوب مليانة

عبدالحافظ معجب / لا ميديا - مع اقتراب حلول الذكرى الرابعة لصمود الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، تشهد محافظة عدن احتجاجات هي الأقوى ضد الوجود الإماراتي، المتحكم بالمدينة وعدد من مدن الجنوب. عدد كبير من سكان وأهالي عدن الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة خلال الأشهر الماضية ضد التواجد الإماراتي يتهمون أبوظبي ومليشياتها بتوزيع الحشيش والمخدرات في أوساط الشباب، ونشر الفوضى، لتتمكن من الاستحواذ على ما تبقى من خيرات البلاد. استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد الإمارات في عدن ليس كما تنشر وسائل الإعلام للمطالبة بتسليم قاتل ولا احتجاجاً على اغتصاب طفل، وإنما هي قلوب أبناء عدن المليئة بالكراهية للمحتل الإماراتي، الذي اعتقدوا يوماً ما أنه جاء لنصرتهم، ولكنه جاء ليذيقهم الويل والمرار كل يوم، ولسان حالهم: "الموضوع مش رمانة.. هي قلوب مليانة". خلال الأسبوع الفائت تواصلت الاحتجاجات في مختلف مديريات محافظة عدن تحت عناوين مختلفة، منها ما خرج للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مكافحة الإرهاب المدعومة إماراتياً، وذلك بعد قتلهم شاهداً في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا، ...

عاد المراحل طوال

عندما يتحول "الغريم" إلى "مفارع"، ويوهم العالم أنه يفعل الخير بتقديم المساعدات ويبذل الوساطات لمساعدة المتخاصمين أن يصطلحوا، حينها ندرك أن "عاد المراحل طوال، وعاد وجه الليل عابس"، وهذا الأمر لن تشاهد له مثيلاً إلا عندما تكون السعودية هي الخصم والحكم، يعني بالبلدي "تقتل القتيل وتمشي في جنازته". في مؤتمر المانحين لدعم اليمن الذي عقد مؤخراً في جنيف، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى تقديم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار لإغاثة اليمنيين جراء ما وصلوا إليه من وضع مأساوي بسبب العدوان والحصار السعودي الإماراتي، فسارعت الرياض وأبوظبي للإعلان عن تلبية النداء والتبرع بمليار دولار مناصفة بين الدولتين، ليتبادر إلى ذهن المتابع كأن مجاعة ومأساة اليمن بسبب حرب اليابان على اليمنيين أو حصار الصين على الشعب اليمني، أو أن ما أصاب اليمن هو زلزال أو فيضان أو كارثة بيئية!...