مـقـالات - عبد الحافظ معجب

رغبات الورع الإرياني

عبدالحافظ معجب / لا ميديا - الكونجرس الأمريكي يصوت لتقييد دعم عمليات التحالف في اليمن، والإدارة الأمريكية برغم عدم موافقتها على التقييد، تبحث عن حلول معقولة للخروج من ورطة العدوان على اليمن بأقل الخسائر، وبرلمان دول الاتحاد الاوروبي يستمع بإنصات للوفد اليمني الذي زار بروكسل وأطلعه على تصور صنعاء للحل السياسي الشامل، وتصوراً كاملاً مدعوماً بالوثائق والصور والخرائط عن نشاط لجنة التنسيق في الحديدة. وفي الوقت الذي كان فيه رئيس وفدنا التفاوضي، محمد عبد السلام، ورفاقه يقدمون دعوة للاتحاد الأوروبي باسم المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لزيارة صنعاء، كان وزير إعلام "حكومة الفنادق"، معمر الإرياني، يستجدي الولايات المتحدة الأمريكية أن تصنف "أنصار الله" كجماعة إرهابية. يبدو أن "الوِرْع" الإرياني لا يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مخرج من ورطتها في اليمن وسبق أن تقمصت دور الراعي للسلام ودعت من سمتهم أطراف النزاع للاتفاق على وقف إطلاق النار لإفساح الفرصة للتفاوض السياسي والتوصل إلى حل يوقف الحرب...

برنامج الجوع العالمي

عبدالحافظ معجب / لا ميديا - برنامج الغذاء العالمي وفق التصنيفات والتعريفات الدولية هو أكبر منظمة للإغاثة الإنسانية، ويتخصص بمكافحة "الجوع" في جميع أنحاء العالم، ويقول القائمون على هذا البرنامج إنهم يقدمون الغذاء في حالات الطوارئ لمن هم في حاجة إليه لإنقاذ أرواح ضحايا الحروب والصراعات الأهلية والكوارث الطبيعية. برنامج الغذاء وبقية منظمات الأمم المتحدة تلعب دور الوسيط أو المقاول، حيث توفر الحكومات والدول التمويل لهذه المنظمات، فتقوم المنظمات بالدور الميداني بدلاً عن الحكومات في تقديم الإغاثة وممارسة أنشطتها الخدمية، إلا أن ما حدث ويحدث في اليمن مختلف تماماً في مسألة التنفيذ، فاليمنيون يسمعون جعجعة ولا يرون طحيناً. ولمن لا يعرف هذا البرنامج فهو إحدى منظمات الأمم المتحدة ويعتمد في تمويله على التبرعات الطوعية، تركز نشاطه في اليمن منذ الأشهر الأولى للعدوان على اليمن، وعلى الرغم من مرور أربعة أعوام من الجوع والحصار والمجاعة...

الحرب البيولوجية

عبدالحافظ معجب / لا ميديا - في سياق الحرب المتعددة التي تخوضها دول العدوان على اليمن، لم يتبق أي نوع من الأسلحة لم يستخدم في اليمن، بما في ذلك الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والتي تصنف على أنها من أسلحة الدمار الشامل، وهي الأشد فتكاً وتدميراً وفق التصنيفات العالمية والدولية. لقد عملت دول العدوان منذ بداية عملياتها العسكرية في اليمن، على تدمير البنى التحتية الصحية والبيئية، وضربت بشكل مباشر مخازن الغذاء والدواء وآبار المياه، وشددت الحصار البري والبحري والجوي لمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، تمهيداً للحرب البيولوجية المتمثلة في نشر الفيروسات والأوبئة التي يصعب مواجهتها في ظل انعدام المناعة الصحية. بدأت حرب الفيروسات والأوبئة بالكوليرا الذي حصد أرواح الآلاف من المدنيين، في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما يزيد عن مليون حالة اشتباه بالوباء، ولن تنتهي هذه الحرب بإنفلونزا الخنازير الذي بدأ بحصد أرواح ضحاياه في أغلب المناطق اليمنية. حرب الأوبئة طويلة جداً، وقد تستمر نتائجه لسنوات بعد انتهاء العدوان....

الحرب بوسائل أخرى

عبدالحافظ معجب يقول كلاوزفيتز المؤرخ والقائد العسكري الألماني (إن الحرب هي امتداد للسياسة، ولكن بوسائل أخرى). ومع ازدياد رقعة الحروب والصراعات تحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى سلاح فتّاك يستخدم بشكل مباشر في الصراعات الدولية والإقليمية، واستخدم هذا السلاح من قبل الكثيرين، لعل أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشعل عبر (تويتر) أزمات لازالت مشتعلة حتى اللحظة، منها ملف نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وصفقة القرن، وخفض تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورفع الرسوم الجمركية على دول شريكة وحليفة....

دعارة العدوان

عبدالحافظ معجب / لا ميديا لم يتركوا شيئاً إلا واستغلوه، فلا غرابة في كل ما يجري منذ انطلاق ما سميت (عاصفة الحزم) من قتل وإبادة وتهجير وتدمير البنية الاقتصادية للشعب اليمني، فلم ترحم دول العدول على اليمن كبارنا ولا شبابنا ولا حتى أطفالنا ونساءنا. المخابرات الإسرائيلية وكل الأجهزة الأمنية السعودية والإماراتية تستغل كل الفرص للإيقاع بالشباب والشابات في مصائد وشباك العمالة والتعاون غير الشرعي معهم، للنيل من شرفاء الوطن وأحرار اليمن الذين لم يخضعوا للعدوان وأدواته المحلية من المرتزقة. دول العدوان استغلت الفقر والمجاعة والكبت الذي يعيشه اليمنون في ظل العدوان والحصار، أبشع استغلال يتفق مع عقلية (بول البعير) الدنيئة القذرة، فسخرت كل طاقاتها وإمكانياتها للإيقاع بالشباب واستغلالهم أسوأ استغلال....