رئيسنا شهيد
 

دينا الرميمة

 دينا الرميمة / لا ميديا -
قليل هم من تظل كلماتهم عالقة في الأذهان وتترك أثراً ملموساً على أرض الواقع وشاهدا على صدق أنهم رجال قول وفعل، وهم من يسجلهم التاريخ في صفحاته الناصعة أبطالاً وقادة يعد فقدهم خسارة كبيرة في حال رحلوا عن هذه الحياة.
كان الشهيد الرئيس صالح الصماد أحد هؤلاء العظماء، فحياته كلها جهاد ومقارعة للظالمين، خاض الحروب معهم منذ الحرب الأولى على صعدة وحتى العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ومن منصبه كرئيس للدولة كان خير القائد، سواء في الجانب العسكري أم في جانب قيادة الدولة، ما جعل دول العدوان تعده ثاني أحد المطلوبين لديها.
تسلم الصماد رئاسة الدولة في فترة حرجة جدا، فالنظام الذي سبقه ترك له دولة على حافة الانهيار والسقوط اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً وحتى على المستوى الاجتماعي من الفرقة والتقسيم والتناحر بين أبناء البلد. لكنه ما إن تسلم قيادتها عمل جاهداً على معالجة الاختلالات بما يخدم الشعب ويخفف المعاناة التي خلفتها الأنظمة السابقة، شعاره "نريد أن نبني دولة تخدم الشعب وليس شعباً يخدم الدولة"، فكان الرئيس الشهيد حاضرا بين أوساط الشعب، يتفقدهم ويتلمس حاجاتهم، ويبحث في كل مفاصل الدولة عن مكامن الخلل والفساد ليقضي على كل ما من شأنه أن يعرقل بناء دولة حديثة وفق القاعدة التي أعلنها "يد تبني ويد تحمي”.
كان الرئيس الشهيد مهتماً ببناء جيش وطني يواجه العدوان على مبادئ قرآنية وأسس وثوابت وطنية، وحضر حفل تخرج العديد من الدفعات العسكرية التي تجندت للدفاع عن اليمن. كما كان يدرك جيدا معنى أن تكون قائداً لدولة في فترة حرب، لذا لم يمتطِ كرسي الرئاسة ليتابع مجريات الحرب وينتظر أخبار الانتصارات أو الهزائم، إنما جعل من ذاك المنصب جواداً جامحاً امتطى صهوته وانطلق في ركاب المجاهدين يقود الجبهات ويشاركهم صناعة النصر، وتشهد له جبال جيزان ونجران التي كان دائما ما يزورها ويقضي أعياده بين المجاهدين، فقد كان يؤمن أن كل مناصب الدنيا لا تساوي شيئاً أمام مسح الغبار عن أحذية المجاهدين، بل إنه كان يخاطبهم قائلا: "نأتي إليكم لنرفع معنوياتنا منكم ونستمد ثقتنا منكم”.
كل هذا أثار حنق دول العدوان التي عقدت العزم على التخلص منه، وإزاحته عن المشهد، فاستهدفته بغارات جوية أسلم معها روحه لله شهيداً طاهراً نقياً. حينها ظن العدو أن تخلصه من هذا الرجل العظيم سيوهن الصمود اليمني الذي غرسه الرئيس الشهيد في شعبه. غير أن ظنونه خابت، فها هو الشعب اليمني بأكمله يردد اليوم: "كلنا الصماد"، و"كلنا صامدون وسنواجهكم إلى يوم القيامة"، بل وأصبحت مسيرات "صماد" تدك عمق العدو ومعاقله الاقتصادية والعسكرية.

أترك تعليقاً

التعليقات