على غرار حملة التهويد التي قامت بها إسرائيل في القدس الشرقية وتسمية شوارع البلدة القديمة وشرق القدس بأسماء عبرية، في خطوة لتهويد المدينة وفرض الطابع اليهودي عليها عنوة، قام وسطاء العدوان باستنساخ تلك التجربة  في عدن بتغيير أسماء عدد من الشوارع والمؤسسات العامة من أسماء المناضلين ورموز ثورة أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، إلى أسماء ملوك وحكام دول تحالف العدوان.
خطوة كهذه تهدف دول العدوان من خلالها لخلق قطيعة مع دولة التحرر الوطني وطرد الاستعمار باستبدالها بمحتل جديد يستخدم وسطاء محليين (سلطة كولونيالية) تدين بالولاء والطاعة له، حيث أُطلق اسم نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية محمد بن زايد آل نهيان على أحد أكبر الشوارع في عدن الذي يمر في مناطق «عمران وصلاح الدين والبريقة حتى جولة كالتكس»، فيما تمَّ إطلاق اسم ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز على أكبر شارع في المدينة وهو الطريق البحري الممتد من جولة كالتكس إلى منطقة فندق عدن والذي يربط مديرية المنصورة بخورمكسر.
تحاول دول العدوان في عدن إعادة إنتاج تاريخ الاحتلال البريطاني، فكما كان للملكة البريطانية فيكتوريا تمثال في عدن اقتلعه الثوار عقب نجاح الثورة في 30نوفمبر 1967، صار لرموز الاحتلال الجديد شوارع ومدارس ومستشفيات بأسمائهم دون أن يكونوا هم من شيدها بعكس البريطانيين، فللإنجليز مقبرة في المعلا تجسد نضال واستبسال أبناء الجنوب ضد المحتل يخلدها التاريخ ويستلهم منها الأجيال رفض المحتل والكفاح ضده، غير أن المحتل الجديد يعمل على شرعنة تواجده وتضليل وعي المجتمع بأنه جاء لخدمته، إذ سُمي أحد الشوارع الرئيسية في المدينة باسم شارع شهداء الإمارات، كما تم تغيير اسم مستشفى 22 مايو بعدن إلى مستشفى خليفة بن زايد.
وحصل أول جندي إماراتي قُتل في عدن على تسمية أحد شوارع عدن باسمه؛ حيث أصدرت السلطة الكولونيالية بقيادة الفارّ عبدربه هادي قراراً بتسمية الشارع الممتد من نقطة العلم إلى دوار الرحاب في محافظة عدن، بشارع الملازم أول عبد العزيز الكعبي، الضابط الإماراتي.
لشوارع عدن وأحيائها السكنية أسماء قديمة وحديثة تتحدث عن انتماء شعب ومبادئ أنظمة الحكم المتعاقبة، تحمل أسماء قادة عظماء ورموز كبار حفروا بأظافرهم مجرى التاريخ. وأحداث تاريخية غيرت مجرى الحياة، يعمل المحتل الجديد على تجريفها وطمس الذاكرة الوطنية التي نجدها في تلك الأماكن، تارة بتغيير أسمائها، وأخرى بالتدمير والنيل من رمزيتها.
عبدالفتاح إسماعيل أحد رموز ثورة تحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني ورئيس سابق لجمهورية اليمن الديمقراطية، تعرَّض منزله الواقع في حي السفارات جوار القنصلية السعودية بخور مكسرللنهب والعبث من قبل مرتزقة العدوان في أغسطس/آب الماضي، وقام المقتحمون بالنهب والعبث بمكتب محاماة وفاء عبدالفتاح الذي يقع في جزء من منزل والدها.  
ولأن الأمكنة ذاكرة لا تشيخ، عمد العدوان ومرتزقته على تدميرها كلياً بقصف الطيران، كحي القطيع الذي يعتبر من أقدم أحياء عدن القديمة، والتي لم يطلها قصف الطيران، كان مجندو العدوان على الأرض يقومون بالمهمة؛ إذ قامت عناصر القاعدة بإطلاق النار على وجه تمثال الملكة فكتوريا وسط حديقة مدينة التواهي الكبرى. 
التمثال الذي يبلغ وزنه طنين ونصف الطن، نصفه مصنوع من النحاس، ونصفه من سبائك برونزية، شيدته بريطانيا، التي احتلّت جنوب اليمن من العام 1839 حتّى 1967، بالإضافة إلى عدد من المعالم الشبيهة بمعالم بريطانية، منها ساعة «بيغ بن».
وقد انتزعه الثوار بعد نيل الاستقلال في 30نوفمبر/كانون الثاني للعام 1967، ليعود مرة أخرى العام 2002 إلى حديقة التواهي بعد غياب 35 عاماً، عندما احتفلت بريطانيا باليوبيل الذهبي لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، تعبيراً عن أجواء تحسّن في العلاقات اليمنية ـ البريطانية.  
نفي تاريخ المدينة والبدء من تاريخ يقترن باسمه، ذلك ما يسعى له المحتل الجديد في عدن، حيث هُدمت مقبرة الإنجليز في مدينة المعلا (حي شهير بالمدينة) جراء قصف طيران العدوان، وكذا المتحف العسكري لعدن، والذي كان أول مدرسة حكومية للبنين في عدن، بنيت في عام 1913، كما تم هدم مدرسة بازرعة الأهلية التي تجاوز عمرها 100 عام، وأُحرقت كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية  ثاني كنائس عدن المؤسسة في مدينة عدن القديمة، تم تشييدها في عام 1854، والكنيسة التي كانت مدرسة مخصّصة للراهبات، تعرّضت للتخريب بعد إحراقها على يد عناصر من تنظيم «القاعدة» منتصف أيلول الماضي.