باب الدموع!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ارتاعت (يا حرام!) إمبراطورية بريطانيا، «مالكة البحار والمحيطات»، وسيدة الإجرام وإغراق السفن التجارية في غابر الأيام، كما ترتاع الأم لفاجعة وليدها المسخ (الكيان الصهيوني)، باستهداف اليمن الحر سفينة شحن كانت متجهة إليه، بعدما رفضت نداءات التحذير، وأصرت على المسير وإيصال الإمدادات للكيان.
عبَّرت عن هذا الارتياع سفيرة وزارة الخارجية وشؤون البحار والمحيطات، البريطانية، عبده شريف، بقولها إن «الهجوم المروّع الذي شنّه الحوثيون على السفينة (MV Magic Seas) لم يعرّض حياة الطاقم الأبرياء للخطر فحسب، بل أسفر عنه أيضا إلحاق أضرار بسفينة أخرى في البحر الأحمر»!
مسوغات الارتياع الزائفة لا تقف عند مخاطر «تهديد حياة الطاقم» و»إضرار بسفينة أخرى» و«وقوع كارثة بيئية» و«تهديد عبور السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن»... زعمت عبدة الاحتلال البريطاني للهند 200 عام، أن الهجوم «يتسبب في دمار اقتصادي، ويقوّض استقرار اليمن ورفاه شعبه»!
كذلك، سارعت الإمبراطورية الأمريكية، وريثة الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن «تغيب الشمس عن أراضيها»، إلى «إدانة الهجوم بشدة»، بوصفه «الأحدث بين سلسلة هجمات متهورة... تهدد الأمن البحري العالمي والتجارة الدولية»، و«تلحق أضراراً ببيئة هذا الممر»، و«قد تدمر الثروة السمكية وصناعتها في اليمن»!
لاحظوا كيف تنثال إمبراطوريتا الشر العالمي الأبرز «إنسانية» و«حناناً»! كيف يؤنبهما «الضمير» وينهشهما «الخوف» على مصير الأسماك! بينما لا تهتز لهما شعرة حيال جرائم حرب وإبادة جماعية تتواصل وقائعها طوال 18 شهراً، على الهواء مباشرة، ضد شعب أعزل مسلوبة أرضه ومحاصر من الماء والغذاء والدواء!
هذا النفاق الإمبريالي، وازدواج المعايير، وتناقض الشعارات مع السياسات، كان حتى عهد قريب ينطلي على معظم دول وشعوب العالم؛ لكن ليس بعد إباحة هذه الدول الإمبريالية للكيان الصهيوني إبادة الفلسطينيين قصفاً وحصاراً وتشريداً. سقطت أقنعة قادة تحالف الشر «الانجلو-صهيوني» ومساحيق تجميلها!
نسيت سفارتا بريطانيا وأمريكا تاريخهما الأسود، المضرج بالدماء، ليس في احتلال شعوب العالم ونهب ثرواتهم فقط، بل وفي استهداف السفن التجارية وإغراقها أيضاً، ليس أبرزها إغراق البحرية البريطانية السفينة السويدية (MV Blixten) عام 1940، والسفينة الهولندية (SS Zaandijk) عام 1942، وغيرهما الكثير!
النسيان عادة أصيلة لكل طواغيت العصور، وبخاصة جبابرة البغي والطغيان، وأباطرة الجرم والعدوان. لا يتذكرون جرائمهم البشعة، لأنهم لا يرونها جرائم أصلا! الأمر نفسه يجعل إمبراطوريتي بريطانيا وأمريكا تتعاميان عن جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، المستمرة بدعمهما وأسلحتهما وتأييدهما!
لكن الأمر مختلف تماماً مع اليمن الحر. سبق له إعلان موقفه وقرار حظره الملاحة البحرية للكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر. سبق له أن وجه نداءات تحذير لكل سفينة مخالفة للحظر، والتي رفضت الاستجابة للتحذيرات تعرضت للاستهداف؛ استهداف لا ينشد التفجير والتدمير أو القرصنة، بل منع العبور.
هذا مسلك حق ينشد الحق، في وجه باطل فج، سافر وفاجر، يجب أن ينتهي ويزول، كي يسود السلام العالم، وتنعم شعوب المنطقة والعالم بالأمان. حتى ذلك الحين، لا ينبغي تحدي الحظر اليمني للملاحة الصهيونية عبر البحر الأحمر، والتخفي والتنكر خلف واجهات شركات شحن تجارية وأسماء «سحرية»!
يظل هذا واضحاً وثابتاً لا لبس فيه ولا شبهة. اليمن الحر ليس مجرماً ولا «إرهابياً»؛ بل يسعى إلى العدالة، منع الإجرام وردع الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. يبذل ما يستطيع من وسائل الضغط لكسر وكبح تأييد تحالف الشر «الانجلو-صهيوني»، إبادة شعب أعزل لسلب أرضه وإسقاط حقوقه.

أترك تعليقاً

التعليقات