خطر داهم!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يعمى العرب عن خطر قائم، هو اليوم داهم. لم يعد الخطر محض تكهن أو تخمين، صار اليوم بينا وبحكم اليقين، ويكاد يدرك جميع العرب، جميعهم بلا استثناء لأي قطر عربي، ومع ذلك الجميع لاهون عمَّا يتهددهم، تزيدهم النوائب خدرا ووجوما!
يتغافل العرب عن حقيقة مُرة، لا تنفك وقائع الأيام وأحداثها الجسام، تقرعها كل مَرة: فلسطين الدرع الحصينة للأمة وبوابة التهامها أيضا. كل ما جرى ويجري خلال مائة عام، يؤكد هذا، ومع ذلك تتعامى الأنظمة العربية عن هذا الخطر، لماذا؟!
كانت فلسطين طعما وثمنا لقيام دويلات عربية تشبع غرور طامحي الزعامة والرياسة إنما بلا سيادة أو كرامة، كما أثبتت أحداث القرن الماضي...
 ماتزال فلسطين تدفع ثمنا لبقاء حكام يعممون الهوان ويطبعون الذِّلة في أوساط أمة أراد لها الله العِزَّة!
مازالت فلسطين، وما تبقى منها، ثمنا لصفقة جديدة، سميت «صفة القرن»، لتنفيذ مخطط «سايكس بيكو» تقسمي جديد للعالم العربي، يسمى منذ 1999م «الشرق الأوسط الجديد»، ويقوم على تجزيء المجزأ لصالح فرض «إسرائيل الكبرى» قوة حاكمة للمنطقة!
لم يكتف الكيان «الإسرائيلي» بهذا. ظل يتوسع في قضم الأراضي الفلسطينية واغتصابها، هدما لمنازلها وجرفا لمزارعها وتشييدا لمستوطنات الصهيانة. لم يبق من فلسطين سوى الضفة الغربية منزوعة الإرادة والسيادة، وغزة حرة الإرادة وضاجة بالمقاومة.
يمضي الكيان في جني أطماعه المعلنة في «إسرائيل الكبرى.. من المحيط إلى الخليج ومن النيل إلى الفرات». يجتاح سوريا ويضم الجولان بأكملها، ويحتل «جبل الشيخ» المتحكم بمنبع نهر الأردن، وجميع العرب والمسلمين في وجوم يجاهر بذل العبيد!
ماذا بقي للأنظمة العربية وجيوشها اليوم مِن عذر لتخاذلها المُهين، وتقاعسها المشين، وتنصلها العنين، من واجب الدفاع عن نفسها أولاً، بنصرة فلسطين في مواجهة العدو الصهيوني المتربص بالأمة كلها، والطامع في أقطارها جميعها؟!
أما السؤال الأهم: أي حياة يتوقع العرب أنها تنتظرهم، ما بقيوا في خدرهم ووجومهم، غافلين عن الخطر الداهم المحدق بهم؟! أيتوقعون مصيراً مغايراً لفلسطين وشعبها؟ إنهم واهمون في ترهة السلام، ومقبلون على مهانة الاستسلام، وانتظار دورهم في الإبادة.. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات