مِعفاقُ
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
جال يجول جَوْلَةً فهو جائل، حتى نال ينول نَوْلَةً فهو نائل.. تلك بعض تصريفات لغتنا الجميلة للجذر «جال» و«نال»، وهي ذاتها تَصَاريفُ معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» مع العدو الإسرائيلي وحلف الشر العالمي: «الأنجلو-صهيوني». سيظل اليمن حاضرا بسلاحه مِعفاقًا، يجَلّقَ الأعداء، حتى آخر رمق.
سيبقى الصراع قائما مع بغي عصبة الزمن، ما استمر الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، العدل والظلم، الاحسان والطغيان، الأمان والعدوان. حتى نلاقي الله جميعنا وقد بذلنا جهدنا في امتثال أوامره واجتناب نواهيه سبحانه وتعالى وفي مقدمها نصرة الحق وإزهاق الباطل...
يخطئ من يظن أن الكيان الصهيوني جنح للسلام أو توهم أنه قد يجنح للسلام. هو قائم على اغتصاب حق، وحقد لا يواريه مَلَق، تغذيها عقيدة عنصرية استعلائية متكبرة، ونزعة إجرامية عدوانية متجبرة، ترى في المسلمين والعرب أعداء يجب إبادة ذكورهم رجالا وشبابا وأطفالا، وسبي نسائهم.
معركة «طوفان الأقصى» جولة من جولات جهاد دائم لدرء خطر قائم، كان ومايزال متربصا ليس بفلسطين ومقدساتها وحدها، بل بجميع المسلمين دينا والعرب عرقا، يطمح لنسف عقيدتهم وخسف إيمانهم ونسف مقدساتهم واحتلال أوطانهم، وما جرائمه في فلسطين إلا مقدمة تصرح بنواياه الخبيثة.
نجحت «طوفان الأقصى» رغم كلفتها في ردع طغيان العدو «الإسرائيلي» وحلف الشر «الأنجلو-صهيوني». أفشلت خطته لتصفية حق الفلسطينيين المغتصب في الأرض والقدس والأقصى، وحق الفلسطينيين المستلب في الدولة والسيادة والعودة للاجئين. أحبطت تكالبا دوليا لمحو فلسطين وشعبها من الوجود.
لم ينجح عدوان الكيان وحلفه «الأنجلو-صهيوني» في تحقيق هدفه المعلن ولم يفلح طغيان إجرامه وحرب إبادته في كسر شوكة الفلسطينيين وإرادة اليمنيين واللبنانيين، واستطاعت غزة الثبات على صمودها ومقاومتها، وفرضت المقاومة بمختلف فصائلها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
كان لجبهة اليمن بتوفيق من الله وعونه، يد طولى في إسناد المقاومة الفلسطينية ودعمها بشهادة فصائلها، و»استطاع اليمنيون إخوة الصدق أن يغيروا معادلة الحرب والمنطقة» حسب تأكيد رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقطاع غزة ووفدها للمفاوضات، الدكتور خليل الحية، بأول خطاب له عقب تنصيبه.
هذا شرف كبير لليمن، شعبا وقيادة، أنه لم يجبن أو يخذل أو يتخل، ولم يتقاعس أو يتوان، وسعى وتفانى، في الجهاد بسبيل الله، ومضى «بكل الممكن» والمتاح في إسناد إخوته في الإنسانية والعروبة والعقيدة المظلومين، في غزة وفلسطين، مؤديا واجبا لا فضلا، تمليه أخلاقه ويفرضه إيمانه.
يبقى الثابت.. أن الحرب مع العدو الإسرائيلي وحلف الشر العالمي «الأنجلو-صهيوني» لم تنته بعد، ومستمرة ما بقي الحق مغتصبا، وبقي الأقصى مستلبا وفلسطين تحت الاحتلال. وأن الفتح لبيت المقدس وعد القوي العزيز القدير، سبحانه وتعالى، والله جل جلاله لا يخلف وعده، وهو غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات