انكشاف آخر
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تكشفت للعالم مجددا حقيقة مهمة مهملة، مع أنها بينة جلية معلنة، أزاحت الستار مثلما نزعت القناع عن وجه إمبراطورية الشر العالمي، وأكدت أنها قرصانة الدهر وفقاسة إرهاب العصر، أم تنظيماته ومركز إدارة هجماته على وجه البسيطة.
أحدث شواهد هذه الحقيقة، صمت تنظيمات الإرهاب «الإسلامريكي» وتواريها التام حيال ما يجري في غزة من إجرام وحرب ابادة جماعية تبث وقائعها ومجازرها اليومية عبر وسائل الإعلام، وظهورها في مكان قصي ولهدف فتنوي تدميري.
القلب الدموي والقالب التفجيري والطالع العدواني والطابع الفتنوي، أربع علامات لماركة الإرهاب «الإسلامريكي» المصنع في أجهزة المخابرات الأمريكية والمُصدر لترويع العالم من الإسلام وتسويغ التدخل الأمريكي بزعم «مكافحة الإرهاب».
يتجلى هذا في الهجوم الإرهابي الجبان على حُسينية الامام علي، في منطقة الوادي الكبير بولاية مطرح العُمانية الساحلية القريبة من إمارة الفجيرة الإماراتية. هجوم غير مسبوق في السلطنة، أوغر صدور إخوتنا العُمانيين والمسلمين عموما، وأفرح المتأسلمين.
استهداف حسينية بينما كان المئات يقيمون مجلس عزاء باستشهاد الحسين في ذكرى عاشوراء ومجزرة كربلاء الشنعاء، استهداف خبيث يريد تجيير عُمان على ما يسمى أمريكياً «المحور الشيعي»، وبالطبع تفجير صراع مذهبي دموي.
معلوم أن سلطنة عُمان تلتزم سياسة خارجية صارمة تتسم بالامتناع عن التدخل في شؤون الآخرين، ودعم التعايش بسلام وأمان وتكامل المصالح وتبادل المنافع، وأنها لذلك نأت بنفسها عن التورط في حروب أمريكا بالوكالة في المنطقة والعالم.
أما توقيت هذا الهجوم الإرهابي الدموي، فلم يكن عارضا، واختياره لم يكن عبثيا، بل متعمدا، وغايته قمع انحياز عُمان العلني لفلسطين والمقاومة الفلسطينية، وكبح ما تعتبره واشنطن ولندن «انجراف» عُمان لمحور مقاومة الكيان «الإسرائيلي».
سبقت هذا هجمات إرهابية مماثلة في الكويت وشرق السعودية، استهدفت مساجد وحسينيات، وقتلت مئات المسلمين، لمجرد ارتفاع أصواتهم ضد كيان الاحتلال الصهيوني وأربابه الداعمين لوجوده وعملائه الحارسين لديمومته.
وبعد هذا، يأتي مِن بين متحدثي العربية مَن يردد الدعاية الغربية، ويقول إن «إيران الخطر الأكبر على العرب والمسلمين»، ويزعم أنها «أخطر من إسرائيل»، ومن تحالف التكبر والتجبر والشر «الانجلو-صهيوني»: أمريكا وبريطانيا وكيان «إسرائيل»!!

أترك تعليقاً

التعليقات