منابحات!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يتساءل البعض: ماذا يجري في الرياض؟ أرى أن ما يجري ليس مساومات ولا يفترض أن يكون مدعاة للمنابحات! إنها جولة مفاوضات لا مناورات. ولا يجدي معها اجترار الترهات أو أن تكون بابا للمكايدات.
زيارة وفد يمثل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ إلى العاصمة السعودية الرياض، ليست مؤشر ضعف أو استكانة، بل رد على زيارة سابقة لوفد سعودي إلى العاصمة صنعاء.
السعودية أدركت أين تكمن مصلحتها على المديين القصير والبعيد، أو هكذا يفترض. أيقنت فشل الرهانات على جماعات وأدوات، تبين أنها الحلقة الأضعف، شعبيا وسياسيا وعسكريا.
هناك معطيات واقعية، تخضع لحسابات عملية، سياسية واقتصادية، وعسكرية وأمنية. تأخرت السعودية في مراجعتها، لكن “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي”، وفق المثل الإنجليزي.
هذه الحسابات تراعي متغيرات، إقليمية ودولية، كشفت الأجندات ومحصت التحالفات. وتسعى لتحولات سياسية واقتصادية لا تحتمل مقامرات خاسرة، ورهانات فاشلة، ومغامرات فادحة!
تبرز رؤية أكثر عقلانية، لدى قيادة السعودية وحلفائها من دول الهيمنة الغربية، تستند لمجريات 8 سنوات من الحرب العبثية، وتتوخى خلاصات غدت بحكم المسلمات، توجب المراجعات.
إحدى هذه الخلاصات الماثلة اليوم بحكم المسلمات، أن ما عاد في الرؤوس موضع سليم لمزيد من المناطحات. هذه أيضا نتاج جولات مشاورات ومساعي عديد وساطات وعدة تحركات.
هذه الوساطات والمشاورات، أخذت وقتا طويلا، بين صنعاء ومسقط والرياض، دون إغفال المشاورات بين الرياض وطهران، وبين موسكو وطهران والصين والرياض، وبين واشنطن والرياض.
التدخلات الخارجية لكبريات الدول في الشؤون الداخلية لصغرى الدول، تلقت صدمات عنيفة طوال عقد ونيف من الزمان، شهد تحولات لم تكن بالحسبان، على صعيد مقاومة العدوان، ومواجهة الطغيان.
صارت دول الهيمنة والاستكبار، المُسماة زيفا “دول الاستعمار”، أمام محنة تهاوي نظام القطب الأوحد، ومنحة تداعي تعدد الأقطاب. هذه التحولات استدعت بدورها حكمة “قليل دائم خير من كثير منقطع”.
لعل أقرب برهان، تداعيات هبة الرحمن في إسناد صمود اليمن وسوريا ولبنان ومقاومة فلسطين، وقبلها دول أمريكا اللاتينية وإيران؛ هناك في أفريقيا، امتدت إليها هبة التحرر من الهيمنة الإمبريالية وقوى الطغيان.

أترك تعليقاً

التعليقات