«ساسة» عاهة!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ابتلي اليمن ببعض لئيم، طبعه ذميم، وتفكيره عديم، وفعله زنيم. هذا موجود في كل مجتمع؛ لكن الأنكأ حين يكون هؤلاء محسوبين ساسة وقادة، ومسؤولين في البلد وإدارة شأنه! وحين يلتقون -إلا من رحم الله- في البلادة نفسها والعدامة ذاتها. بصرف النظر عن مواقفهم وما إذا كانوا في صف الحق أم الباطل، تجدهم على القدر نفسه من النذالة، حدّ تغيب معه كلياً في ممارساتهم الفروق بين السياسة والخساسة، وبين القيادة والنخاسة!!
هذا ما يؤكده الواقع، ولا تنفك تثبته الوقائع ومجريات الأحداث. من ذلك، ممارسات “ساسة” ما كان يسميه تحالف العدوان على اليمن “الشرعية” قبل أن يُسقطها ويستبدلها بما غدا يسميه “مجلس القيادة” وحكومته...
صحيح أن هؤلاء الساسة معينون من تحالف العدوان، وتبعا، منقادون له، ومرتهنون لأمواله؛ لكنهم مع ذلك، بعيدون كليا عن السياسة والقيادة، وفاقدون للوجاهة والنجابة والنباهة، فضلا عن النزاهة والأمانة والحصافة... إلخ مقومات القيادة.
هؤلاء المحسوبون “ساسة” هم أنفسهم من شغلوا مواقع الإدارة والقيادة في البلاد خلال العقود الماضية، وعند التأمل في أقوالهم وأفعالهم تجدهم “عاهة”، ومِن الغباء و”الطياسة”، حدّ يجسد البلادة والعدامة، علاوة على النذالة والخساسة. لا يسعون حتى إلى اكتساب أو استخدام أي مهارة من مهارات السياسة والقيادة، أو فنونهما؛ رغم أنهما أضحيا من أهم علوم العصر وفنونه؛ ربما لأن “لا خير في مُعَلَّم أو مُقَلِّد”، كما في المثل الشعبي اليمني الأثير.
لا أدلّ على بلادة هؤلاء وطباعهم سالفة الذكر حد نزعهم ماء الحياء، مِن تعاملهم مع الشعب، مع جموع اليمنيين، قبل بدء العدوان على اليمن وأثناءه. نظرتهم لهذا الشعب بوصفه رعاعاً وجدوا ليمجدون ونحكمهم ونثرى على حسابهم، ولا حقوق لهم أو واجبات حيالهم، عدا أن يخضعوا لحكمنا ولو كان شرا محضا، وينصاعوا لإدارتنا ولو كانت فاسدة ومفسدة لحياتهم، وينفذوا قراراتنا ولو كانت سالبة لكرامتهم وحريتهم وسافكة لدمائهم ومزهقة لأرواحهم!!
الأمثلة على ما سلف أكثر من حصرها، وليس أقربها مقايضة حكمهم وخدمة أطماع ومصالح قوى الهيمنة والوصاية، بأنهار من الدماء وأكوام من الأشلاء وجبال من ركام الدمار والخراب. حدث هذا وما يزال بموالاة هؤلاء لتحالف عدوان خارجي إقليمي ودولي على اليمن يتذرع بـ”شرعيتهم لحكم اليمن”، رغم ألا شرعية لهم انتخابية أو دستورية أو قانونية أو حتى جماهيرية شعبية، تتمسك بهم وتنافح عنهم، على العكس، بارك الشعب سقوطهم وحكمهم!!
هذه النظرة المتكبرة والمتعجرفة للشعب، وهذه المعاملة الانتهازية الاستغلالية، وهذه المنهجية الاستعلائية الاستبدادية، وهذه الطبيعة الارتهانية الخيانية، هي نفسها التي جعلت هؤلاء “الساسة” العاهة يساومون الشعب في كرامته وحريته واستقلاله وسيادته، بقوته وراتبه، وجعل الأخير سلاح حرب ضد الشعب وأداة كرب لهذا الشعب، وربط صرفه بالولاء والطاعة لهم. حتى من فعلوا ونزحوا إلى مناطق سيطرتهم وقدموا الولاء لا يتسلمون رواتبهم في مواعيدها!!
يتشدق هؤلاء بالإيرادات الجمركية والضريبية لسفن المشتقات النفطية التي يسمحون بدخولها ميناء الحديدة، رغم علمهم أن الرسوم الجمركية والضريبية رمزية لبيع هذه المشتقات بما يقارب سعر التكلفة، بنصف أسعار بيعها في مناطق سيطرة هؤلاء “الساسة” العاهة، ويتجاهلون أنهم يجنون مليارات الدولارات من عائدات بيع الغاز والنفط، دون حسيب أو رقيب، وبأساليب عصابات التهريب، وأن هذه العائدات لا تورد حتى للبنك المركزي في عدن!!
تستمر هذه النذالة والخساسة، ويستمرئ هؤلاء “الساسة” العاهة التربح على حساب دماء وأرواح أبناء الشعب الذي ينتسبون إليه، ويدعون أنهم “حكامه الشرعيون”. يحدث هذا في وقت يعلمون يقينا ألا شرع ولا شريعة، ولا دستور ولا قانون يقر أي شرعية أو مشروعية لهم وأقوالهم وأفعالهم وما يصدرونه من قرارات وإجراءات وما ينفذونه من إملاءات ويفرطون به لصالح كفلائهم! مع ذلك، يقال في المثل: “إذا غابت الأصول دلتك الأفعال”؛ فكيف بالحق؟!

أترك تعليقاً

التعليقات