الجرذ الصاعد!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يؤكد الكيان الصهيوني طبيعته المعجونة بعقدة النقص، في تجليات كثيرة، ليس آخرها اتخاذه «الأسد الصاعد» اسماً لعدوانه الجديد على إيران. يزعم الكيان بعداً «توراتياً» لهذا الاسم، في حين أن الكيان بهذا الاسم لعدوانه يدعي ما ليس فيه، بل ويسرقه من إرث المعتدى عليه، إرث إيران الثقافي!
ظل الأسد الذي يقبض على السيف العنصر الرئيس لشعار أو رمز الإمبراطورية الفارسية وعلمها حتى قيام جمهورية إيران الاسلامية عام 1979 بعد الثورة الاسلامية في إيران. وما يزال الأسد رمزاً تاريخياً وثقافياً في إيران، يرمز إلى القوة والشجاعة والملكية، وسيفه يرمز إلى قوة الدفاع العسكرية.
يزعم الكيان الصهيوني أن رئيس حكومته، مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، استوحى تسمية عدوانه على إيران «الأسد الصاعد» من نص توراتي يقول: «هوذا شعب يقوم كأسد عظيم، ويرتفع كشبل أسد، لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى». وعملياً، لا صلة بين النص والكيان سوى «شرب الدماء».
أما في الواقع، فأبرز الرموز اللصيقة باليهود، هي العجل الذي صنعه السامري لبني إسرائيل واتخذوه بديلاً عن الله، أو القرود التي مسخ الله يهود السبت إليها، بينما الكيان الصهيوني يتسم بطباع كل الحيوانات الجبانة التي تعيش متطفلة وتعتاش على الغدر والخيانة والتوحش، حين التمكن من الفريسة!
وفعلياً، يتخذ الكيان الصهيوني منهجية الجرذ، فهو دائم الاختباء والفرار من المواجهة، كما هو حال الكيان الصهيوني عقب إعلانه وشنه عدوانه الجديد على إيران، أقر وباشر تنفيذ خطة استنفار وطوارئ تقوم على اختباء نتنياهو وقيادات كيانه في «المواقع المحصنة» وملازمة المستوطنين الملاجئ!
كذلك في القرض والأثر، غدا الكيان الصهيوني كما الطاعون في انتشاره وتوسعه، وفي تأثيره المهلك للحرث والنسل. وباء سرطاني يتغذى على نهب حق الآخرين بالحيلة والسِّلّة، ودماء وأرواح أصحاب الأرض، وأموال كل من سبى عقولهم بعقيدته المحرفة وسياسته المنحرفة عن الفطرة الإنسانية!
لكن حتى حيلة الجرذ في الاختباء لا يبدو أنها ستنجح في تأمين مجرم الحرب نتنياهو وقادة جيشه. أكد هذا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تدوينة له مساء الاثنين، قال فيها: «قواتنا المسلحة الباسلة ستبرهن للعالم أن مجرمي الحرب المختبئين في ملاجئ تل أبيب سيدفعون ثمن جرائمهم».
بالفعل، طالت موجات الصواريخ الإيرانية فجر الاثنين، لأول مرة، أحد المواقع المحصنة (تحت الأرض) وواحداً من ملاجئ جرذان الكيان الصهيوني، وأوقعت 10 قتلى وعشرات الجرحى، في حي «بتاح تكفا» وسط فلسطين الخاضعة للاحتلال، ما سبب رعباً اضطر الكيان لإجلاء 1300 من مستوطنيه.
في المقابل، دفعت هذه الضربات الإيرانية الموجعة الكيان للاستنجاد بأربابه، الولايات المتحدة ودول أوروبية، للمشاركة في العدوان على إيران، فأرسلت إمبراطورية الشر الأمريكية حاملة طائرات إلى سواحل فلسطين، لتعزيز مشاركتها في محاولات اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.
يبقى الثابت أن الكيان الصهيوني جرذ جبان ليس إلا، يحظى بدعم قوى كبرى ضالعة في تصدير الشر والإرهاب للعالم، وإشعال الحروب في أنحائه، سبيلاً لتعزيز هيمنتها وتوسيع نفوذها في أصقاع العالم، ونهب ما أمكنها من ثرواته بزعم الحماية، وتشغيل مصانعها لإنتاج السلاح. لكن الله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات