عبدربه كوفيد
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

يحدث في اليمن فقط، أن يظل «رئيسها» آخر مَن يعلم، وآخر مَن يهتم، وآخر مَن يتعلم، وآخر مَن يفهم، وآخر مَن يتكلم، وأخر مَن يُبادر ويُقدِّم، وآخر من يتألم، لأنه آخر من يشعر، وآخر من يحس، وآخر من يرحم، وآخر من يُحسب على البشر!
تلك حال المدعو «رئيس اليمن» هادي، لايزال أهدأ من المحيط الهادئ، وأكثر سكونا من الجماد، وأكثر حالة تثير الالتباس في ما إذا كان بالفعل كائنا حيا وينتمي لبني الإنسان، أم هو ممن سمّاهم الله جل جلاله في محكم كتابه «ويخلق ما لا تعلمون»! 
يثبت «هادي» في كل الملمات والصروف والخطوب التي مرت وتمر بها البلاد، أنه منزوع المشاعر والعواطف، ومسلوب الإرادة والإدارة، كآلة صماء لا تُحسن إلَّا أن تكون مستخدمة وتؤدي ما استخدمت له، مهما تقدم بها العمر، بشيء من الصيانة!
لاحظ الجميع، التزام «هادي» الصمت حيال أهوال عدة، مرت بها البلاد، وأنه لم يكلف نفسه الخروج على شعب يُفترض أنه «رئيسه» بخطاب مواساة أو طمأنة، أكانت تفجيرات إرهابية أو كوارث سيول وأعاصير أو حروباً أو جائحات أوبئة!.
الحال نفسها تستمر، مع وباء كورونا. كل رؤساء وحكام دول العالم، خرجوا على شعوبهم بخطابات عدة، تطمئنها وتحيطها بحجم الخطر، وتشعرها أولا فأول باستعداداتها لمواجهته وجهودها، وبما تتطلع إليه من شعوبها في المقابل. 
مع ذلك، ضجيج القلق الكوني الصاخب حيال هذا الوباء، لم يُحرك ساكنا في الجماد «هادي»، كما لو أنه يثبت للعالم أن وفاة اليمنيين كافة أمر لا يعنيه ولا يثير قلقه بأية حال، المهم أنه سيظل «الرئيس الشرعي لليمن» مادام حيا ولو في حجر دائم!
ولعلنا نتذكر كيف قامت الدنيا ولم تقعد حين أشيع أن «هادي» مات أثناء تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الأمريكية؛ خرج بمقطع فيديو جرى تعميمه منتصف الليل، فقط ليقول إنه مازال حيا وتبعا «رئيسا»، فالمهم بنظره حياته وحده وما خلاه لا يهم!
فعليا، تبدو مصيبة العالم بأكمله في كفة، ومصيبة اليمن في كفة أخرى. وإذا كان فيروس كورونا المستجد «كوفيد19» قد صُنف «وباءً عالمياً» وجائحة كونية، فإن «هادي» في ذاته كان ولايزال بلاء وجائحة كارثية بالقدر نفسه إن لم يكن أشد فتكاً!
ما مِن شاهد يؤكد عكس هذا، ومنذ أن بدأ اليمنيون يسمعون اسم «هادي» في جنوب اليمن ثم في شماله وجنوبه، واسمه يقترن بمصائب طامة وصروف متفاقمة وخطوب متعاظمة، كان في أغلبها ضالعاً أو بمثابة «الصاعق» لانفجارها ونكبتهم بها!
لا أدل على هذا، من سنوات ما بعد الدفع به إقليمياً إلى الرئاسة، وتنصيبه سياسياً «رئيساً انتقالياً مؤقتاً لليمن». بدأ القتل الجماعي لليمنيين يتنامى، والتدمير العمدي لمقدرات اليمن يتوالى، والتمزيق «الشرعوي» لنسيج اليمن ووحدته يتداعى!
كل الشواهد تُثبت أن «هادي» ليس مجرد «دبور» أو نحس، بل جائحة كارثية، اقترن بها الإعطاب والسياب، والاستلاب والالتهاب، والاضطراب والاحتراب، وتعميم الخراب والانتحاب، ودون أن يرف له جفن مِن خجل أو وجل، أو يشعر حتى بالقلق، ولسان حاله: «لا قلق»!

أترك تعليقاً

التعليقات